رسوم ترامب تضع ضغطاً على عاصمة الجلد الفاخر في إسبانيا.. ما الحكاية؟

رسوم ترامب تضع ضغطاً على عاصمة الجلد الفاخر في إسبانيا.. ما الحكاية؟

قدمت الإعلامية إنجي عهدي، خلال النشرة الاقتصادية على قناة القاهرة الإخبارية، شرحًا مفصلاً بعنوان السلع الأوروبية الفاخرة في مهب رسوم ترامب الجمركية، قائلة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشعل عاصفة تجارية جديدة بعدما أعلن عن نيته فرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على السلع الفاخرة المستوردة من الاتحاد الأوروبي، اعتبارًا من 9 يوليو 2025، هذا القرار المرتقب أثار ذعرًا واسعًا في قطاع السلع الفاخرة، خاصة وأن الولايات المتحدة تمثل نحو 27% من حجم الإنفاق العالمي على هذه المنتجات.تبدو مدينة أوبركي الإسبانية، ذات الـ17 ألف نسمة، واحدة من أبرز المتضررين المحتملين. فهي قلب صناعة الجلود الفاخرة الأوروبية، حيث تحتضن أكثر من 80 شركة ومشغلًا حرفيًا، يعمل بها نحو ربع سكان المدينة، هذه الورش تغذي علامات تجارية عالمية مثل شانيل، هيرمز، ولويس فويتون، لكن رسوم ترامب الجمركية قد تكبد هذه الصناعة خسائر تقدر بالمليارات سنويًا، ما قد يؤدي إلى خفض الإنتاج وتسريح مئات من الحرفيين المهرة.

 

الأسعار المرتفعة لهذه السلع عادة ما تشكل درعًا أمام التغيرات السوقية، إلا أن محاولة ترامب فرض التصنيع على الأراضي الأمريكية يُنذر بتغيرات جوهرية في هوية هذه الصناعة، العلامات الفاخرة تخشى أن يفقد المنتج المصنع في أمريكا مكانته وجودته في أعين المستهلكين، مقارنة بنظيره الأوروبي، خصوصًا أن الاتحاد الأوروبي يُعد أكبر مورّد للسلع الفاخرة في العالم، مسيطرًا على نحو 70% من السوق العالمية للسلع الفاخرة الشخصية.نقل التصنيع إلى أمريكا ليس قرارًا إداريًا بسيطًا، فالسلع الفاخرة، خاصة الجلدية منها، تعتمد على شبكات معقدة من الموردين، المدابغ، الحرفيين، وصانعي الآلات المتخصصين، تطورت على مدى عقود في أوروبا، خاصة في إسبانيا.وتمثل اللوجستيات المتقاربة أحد أسرار سرعة وجودة هذا الإنتاج، ما يجعل من نقل النظام البيئي الصناعي المتكامل إلى بلد آخر أمرًا صعبًا ويستغرق سنوات، ناهيك عن خطر فقدان “ختم الجودة الأوروبية”، وهو ما يهدد بفقدان ثقة العملاء، خاصة الأمريكيين، الذين يشكلون بين 20% إلى 30% من مبيعات هذه العلامات.رسوم ترامب لا تهدد فقط أرقامًا اقتصادية أو أرباحًا سنوية، بل تهدد جوهر الهوية الأوروبية في الحرف اليدوية الفاخرة، مدينة مثل أوبركي، التي تُعد رمزا لهذه الصناعة، قد تفقد دورها الريادي عالميًا، وقد تُطوى معها أيادٍ بارعة بنت مجد الصناعة الأوروبية عبر قرون.