قرار سريع من الحكومة السعودية للحجاج في يوم عرفة.. ما التفاصيل؟

يستعد الحجيج لأداء الركن الأعظم في الحج بالوقوف على جبل عرفات، والمبيت بمشعر منى اليوم الأربعاء، ودعت السلطات الصحية والتنظيمية السعودية كل الحجاج إلى ضرورة الالتزام بالخيام خلال فترات النهار من يوم الخميس 6 يونيو 2025، الموافق لوقفة يوم عرفة لسنة 1446 هـ.
تأتي هذه التوصيات في إطار استعدادات المملكة العربية السعودية لموسم الحج، والذي يأتي في ظل ارتفاع كبير مرتقب في درجات الحرارة، الأمر الذي قد يشكل خطرًا صحيًا على حجيج بيت الله الحرام، خاصةً أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.

وقال وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام سعودية محلية، إنه تم التنبيه على الحجاج بعدم مغادرة الخيام خلال الفترة التي تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها، والمحددة بين الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا.

وشددت السلطات السعودية، على ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية، ونصحت الجهات الرسمية الحجاج بشرب الماء بكميات كافية، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، واستخدام المظلات للوقاية من إشاعة الشمس.

ماذا تعرف عن جبل عرفات؟
يعتبر جبل عرفات أو ما يُعرف بـ«جبل الرحمة» هو الركن الأعظم في مناسك الحج، حيث يجتمع الملايين من المسلمين في هذا اليوم للدعاء والتضرع وقراءة القرآن الكريم، ويقع الجبل على ارتفاع يقارب 70 مترًا، ويُحيط به سهل واسع يستوعب مئات الآلاف من الحجاج الذين يقضون فيه ساعات طويلة حتى غروب الشمس، قبل التوجّه إلى مزدلفة لإتمام المناسك.

ماذا تعرف عن يوم التروية؟
كان حجاج بيت الله الحرام قد توافدوا صباح اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1446 هـ، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، تقربًا لله تعالى، راجين منه القبول والمغفرة، متّبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.

وبيّنت الشريعة السمحة، أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها بطريقهم للوقوف بمشعر عرفة، سُنّة مؤكدة، ويُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواءً داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة، ثم يعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 – 11 – 12 – 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل، وذلك لقوله تعالى: «واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى».

ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.

ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل -عليه السلام-، ثم أكد نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد “الخيف”، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: “شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”، ومازال قائمًا حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ. نقلا عن «واس».

ما أهمية الالتزام بالخيام يوم عرفة؟
يُعتبر البقاء في الخيام خلال ساعات الحرّ الشديد وسيلة أساسية لحماية الحجيج من ضربات الشمس والإجهاد الحراري، وهو ما تتابعه الجهات المعنية بشكل دقيق حفاظًا على السلامة العامة.

هل يمكن الخروج لأداء المناسك؟
نعم، لكن يُفضّل تأجيل أي تنقل خارج الخيام إلى ما بعد الساعة الرابعة عصرًا، حين تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا.

كيف يستعد الحاج ليوم عرفة؟
من الأفضل أن يرتاح الحاج جيدًا في الليل، ويحضّر حقيبة صغيرة تحتوي على ماء، مصحف، مظلة، وبعض التمر أو الوجبات الخفيفة، ليتمكن من التركيز على الدعاء والتضرع يوم عرفة، وهو يوم لا يُرد فيه الدعاء.
