وزير الاتصالات: تقنية الجيل الخامس خطوة أساسية نحو مستقبل رقمي متكامل

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال كلمته في احتفالية إطلاق خدمات الجيل الخامس للمحمول في مصر، والتي حضرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء والمسؤولين، أن إطلاق هذه الخدمات يمثل نقلة نوعية نحو منظومة متكاملة من القدرات الرقمية، تفتح آفاقا واعدة في قطاعات حيوية مثل الصحة، والزراعة، والنقل، والصناعة.واستهل الوزير كلمته بالإشارة إلى جذور قطاع الاتصالات العميقة في مصر، والتي تعود إلى تأسيس أول خط تلغراف بين القاهرة والإسكندرية عام 1854، وإنشاء أول خط تليفوني عام 1881، ما يعكس ريادة مصر في تبني التطورات التكنولوجية منذ نشأتها، وانضمامها المبكر للاتحاد الدولي للاتصالات.
تقنيات الجيل الخامس
أوضح طلعت أن ما كان يعد حلما قبل عقدين – أن تصبح تكنولوجيا الاتصالات جسرا فوريا للتواصل – بات اليوم أساسيا في كل مناحي الحياة، وأضاف أن وزارة الاتصالات، ومنذ تأسيسها قبل أكثر من 25 عاما، تقود جهودا متواصلة لتطوير البنية التحتية الرقمية، بالشراكة مع شركات المحمول، وصولا إلى الجيل الخامس الذي نحتفل بإطلاقه اليوم.وأشار إلى أن تقنيات الجيل الخامس ليست فقط سرعة أكبر، بل هي منصة لإطلاق تطبيقات متقدمة في مجالات حيوية، مشددا على أن مصر بدأت العام الجاري بمنح أول ترخيص لهذه التكنولوجيا، لتتبعه باقي التراخيص بنهاية العام، مما يؤكد جدية الدولة في تسريع التحول الرقمي.وأكد أن هذه الخطوة توجت باستثمارات بلغت 2.7 مليار دولار منذ 2019 في الطيف الترددي والبنية التحتية، مما يعكس ثقة المستثمرين في السوق المصري، وأضاف أن القطاع شهد طفرة حقيقية خلال العقد الماضي، سواء في توسيع التغطية أو في تحسين جودة الخدمة، تماشيا مع استراتيجية “مصر الرقمية”.وأشار الوزير إلى أن عدد مشتركي خدمات الاتصالات بلغ 120 مليونا في 2024، مع نمو تجاوز 10% في استخدام الإنترنت المحمول، مقارنة بـ2.5% عالميا، كما تم إطلاق خدمات الاتصال عبر الإنترنت الثابت WiFi Calling، وتوفير شرائح eSIM، وتحسين التغطية على الطرق والمحاور الجديدة.وفي إطار مبادرة “حياة كريمة”، أشار طلعت إلى التزام الدولة بتحقيق العدالة الرقمية، من خلال تنفيذ مشروعات كبرى لمد الألياف الضوئية وبناء محطات محمول في أكثر من 4000 قرية، بتكلفة تقترب من 9 مليارات جنيه، بهدف إيصال خدمات الاتصالات عالية الجودة لكل بيت مصري.وأضاف وزير الاتصالات أن مصر تتبنى نهجا مؤسسيا لتسريع التحول الرقمي، وتحويل قطاع الاتصالات من خدمة مساندة إلى محرك للنمو الاقتصادي وزيادة الصادرات الرقمية، مشددا على أن نجاح هذا التحول يقاس بمدى تمكين المواطنين، وخاصة الشباب والنساء، من فرص العمل والتعليم والخدمات الرقمية.وفي هذا السياق، كشف الوزير عن ارتفاع عدد حسابات المصريين على منصات العمل الحر من 50 ألفا عام 2020 إلى أكثر من نصف مليون في 2024، وتضاعف عدد مستخدمي منصة “مصر الرقمية” إلى 8 ملايين مواطن، يستفيدون من نحو 200 خدمة حكومية، إضافة إلى خدمات التشخيص عن بعد وكارت الفلاح الذكي.كما لفت إلى أن بناء القدرات الرقمية تضاعف بشكل هائل، حيث ارتفع عدد المتدربين من 4000 إلى نصف مليون متدرب خلال سبع سنوات، نتيجة التوسع في مراكز “إبداع مصر الرقمية” وتبني نماذج التدريب الحديثة، وساهم هذا في زيادة عدد الشركات الرقمية بنسبة 180% منذ 2021، ما انعكس على حجم الصادرات وعدد المتخصصين العاملين في هذا المجال.وشدد الوزير على أن إطلاق رخص الجيل الخامس لم يكن مجرد خطوة فنية، بل ثمرة تعاون وطني شامل، شاكرا رئيس الوزراء على دعمه المتواصل، ومثمنا جهود الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول الأربع في خلق بيئة تنظيمية واستثمارية ناجحة.وفي ختام كلمته، جدد وزير الاتصالات التزام وزارته ببناء “مصر الرقمية” كواقع يتيح خدمات اتصالات حديثة للجميع، ويجعل من التكنولوجيا أداة تمكين حقيقية لدفع التنمية، وتحسين جودة حياة المواطن المصري.