مونديال معرض للخطر.. تصرفات ترامب تهدد حضور الجماهير في كأس العالم 2026

حين تلتقي كرة القدم بأجندات السياسة، تُصبح حتى المدرجات محل صراع، وبينما تتجه أنظار العالم إلى كأس العالم 2026، الذي يُقام لأول مرة عبر ثلاث دول، تبرز أزمة صامتة تُهدّد بحرمان الآلاف من مشجعي المنتخب الإيراني من مرافقة فريقهم إلى أرض المنافسة.والسبب في ذلك هو قرار رئاسي أمريكي يُعيد رسم خريطة الجمهور قبل أن تُرسم خريطة المجموعات.
بطولة خلال ثلاث قارات ومحظورة على بعض الشعوب
وفي السياق ذاته، سيكون كأس العالم 2026 الأكبر في تاريخ البطولة، من حيث عدد الفرق والمباريات، ويُفترض أن يعكس روح الانفتاح والتنوع العالمي، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة “نيوزويك”.
أما الولايات المتحدة، فهي صاحبة النصيب الأكبر من الاستضافة، حيث وضعت قيودًا صارمة على دخول مواطني 12 دولة، أبرزها إيران، بموجب قرار أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يشمل حظرًا شاملًا على دخول هؤلاء المواطنين إلى أراضيها.وفي ظل هذا القرار، قد يجد آلاف الإيرانيين أنفسهم خارج أسوار البطولة، رغم أن منتخبهم تأهل رسميًا للمشاركة، وهذا ما يجعل الأزمة أكثر تعقيدًا هو أن إيران، على خلاف بقية الدول المشمولة بالحظر، ضمنت مقعدها في المونديال.
رمزية تتجاوز التأشيرات
بحسب تقرير نشرته مجلة “نيوزويك”، فإن القضية ليست مجرد أزمة تأشيرات، بل تمثل تجسيدًا حيًا لعمق التوتر بين طهران وواشنطن، وسط تعثر في المحادثات النووية، وتصاعد خطاب المواجهة السياسية.وحتى اللحظة، التزم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الصمت، رغم أن رئيسه، جياني إنفانتينو، سبق أن صرح في 2017 بأن “أي منتخب يتأهل، يجب أن يتمكن جمهوره من الدخول إلى الدولة المستضيفة، وإلا فإن البطولة ستفقد معناها”.
أصوات تحذيرية وتخوف من الاعتقالات
وعلى صعيد آخر، عبّر الكاتب والمحلل الرياضي جيمس مونتاجو عن قلقه من أن تُصبح البطولة ساحة خطر للجماهير.وقال “مونتاجو” في تصريحات لـ”نيوزويك”: “حتى لو مُنحت بعض الاستثناءات، فإن الكثيرين قد يترددون في الحضور، خوفًا من الاعتقال أو الترحيل بسبب منشورات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو مواقف سياسية”.

منتخبات أخرى تشمل حظر دخول جماهيرها
من جانبه، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الحظر ضروري لحماية الأمن القومي، مستشهدًا بهجوم إرهابي وقع في كولورادو، وقال: “لن نسمح بدخول من لا يمكن التأكد من خلفيتهم، لن نخاطر بسلامة الأمريكيين”.بقية الدول التي يشملها الحظر، مثل فنزويلا، السودان، ليبيا، وغينيا الاستوائية، لم تحسم تأهلها بعد، لكنها لا تزال تملك فرصًا حسابية.وحتى لو وصلت، فالمعضلة نفسها ستُطرح: هل ستُقام بطولة العالم حقًا إذا مُنعت شعوب بأكملها من أن تكون جزءً منها؟.