من الأوراق النقدية إلى العملات الرقمية: كيف تطورت مظاهر العيدية في العالم العربي؟

العيدية، التي طالما كانت ورقة نقدية جديدة أو حتى قطعة معدنية لامعة، بدأت تتحول تدريجياً إلى أشكال رقمية، مواكبة لعصر التحويلات المصرفية، والمحافظ الإلكترونية، والبطاقات البنكية، بل وحتى العملات المشفّرة. بعض الأسر بدأت بإرسال عيديات رقمية عبر تطبيقات التحويل الفوري، ومن جانب آخر وفي الإمارات، ارتفعت التحويلات الرقمية بنسبة 50% خلال عيد الفطر 2025، مما يعكس تحولاً حقيقياً في السلوك المالي.
وفي الدول التي تتبنى التقنيات المالية بسرعة مثل الإمارات والسعودية، يُتوقع أن تصبح العيدية على شكل عملة مشفرة، مثل “بيتكوين” أو “إيثريوم”، أمراً طبيعياً، خاصة مع توقعات ببلوغ نسبة مستخدمي العملات الرقمية في الإمارات نحو 33% من السكان خلال 2025، بحسب “Statista”.
دورة مالية مؤقتة.. لكنها مؤثرة
العيدية ليست فقط طقساً اجتماعياً، بل هي أيضاً عنصر محفّز للحركة الاقتصادية، حيث تُضخ أموال ضخمة في السوق، سواء عبر السحوبات النقدية – كما حدث في قطر حيث سُحب 182 مليون ريال في عيد فطر 2025 – أو من خلال الإنفاق المباشر على الملابس والألعاب والمطاعم والأنشطة الترفيهية.وفي مصر، ورغم بساطة المبالغ، تشهد البنوك إقبالاً كبيراً لاستبدال النقود القديمة بجديدة، ما يشكّل موسماً نقدياً خاصاً، ويخلق حركة طلب على الفئات الصغيرة من العملات الورقية.

العيدية كأداة تربوية واقتصادية
من منظور تعليمي، توفر العيدية فرصة لغرس مبادئ الإنفاق والادخار لدى الأطفال. بعض الأسر باتت توجه أبناءها لتقسيم العيدية: جزء للادخار، وآخر للشراء، وثالث للتبرع، في محاولة لزرع قيم الانضباط المالي والكرم معاً، كما تقدم بعض البنوك حسابات للأطفال لادخار العيديات، وتفتح المجال أمامهم لتعلّم إدارة الأموال باكراً، وهو ما يعكس نضجاً متزايداً في التعامل مع هذا التقليد التراثي.
العدالة الاجتماعية في وجه “فروقات العيدية”
رغم روح الفرح، لا تخلو العيدية من جوانب حساسة، خاصة عند ظهور الفروقات بين ما يحصل عليه الأطفال من مختلف الطبقات الاجتماعية، يبرز هنا دور الأهل في الحفاظ على رمزية العيدية، وإبعادها عن المقارنات القاسية التي قد تخلق شعوراً بالنقص أو التمييز بين الأطفال.