«العشماوي» يعلق على الهجمات الإسرائيلية في طهران: بدء الحرب الأكثر أهمية خلال الخمسين عامًا الأخيرة منذ حرب أكتوبر.

قال السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إسرائيل بدأت فجر اليوم الجمعة هجوما جويا واسعا ومركزا على أهداف ومواقع متعددة في إيران، مضيفا: «القصف الصاعق الذي تم بـ200 طائرة شمل منشآت نووية في نطنز وغيرها ومنشآت صاروخية ومراكز تحكم وقيادة، في إطار ما تسميه إسرائيل عملية شبل الأسد أو الأسد الصاعد أو الواثب وهي تسمية توراتية لحربها علي إيران».
وأضاف العشماوي خلال تدوينة له عبر صفحته على فيسبوك: «تزامن مع هذه الضربات استهداف واغتيال العديد من القيادات الإيرانية الكبري وفي مقدمتها رئيس الأركان ونائبه وقائد قوات الحرس الثوري وبعض أهم العلماء الفيزيائيين، فإسرائيل تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي تقول أنه كان على بعد أيام من إنتاج القنبلة».
وتابع العشماوي: «كما يستهدف الهجوم الإسرائيلي البرنامج الصاروخي لإيران، وأمريكا علمت بالهجوم ولم تشارك فيه، ولكنها أعلنت أنها ستحمي إسرائيل، وحذرت إيران من استهداف قواعدها ومصالحها، وكانت واشنطن قد سحبت معظم موظفيها ومواطنيها من المنطقة خلال الأيام الأخيرة».
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق: «إيران اعترفت بالهجوم وقالت إن المعركة تدور الآن في السماء، والمرشد الأعلي خامنئي الذي سرت شائعات بمقتله ولكن ثبت أنه مازال حيا هدد إسرائيل برد صاعق».
وأكد: «يمكن القول أن الحرب الأهم في السنوات الخمسين الماضية بعد حرب أكتوبر 1973 قد بدأت، وحتي الآن مؤشراتها مزعجة وتميل بقوة لصالح إسرائيل من حيث كثافة ودقة النيران الجوية، وما يواكبها من اغتيالات مؤثرة من خلال عمليات مخابراتية تخترق الداخل وتستعين بعملاء ما يؤدي لشلل سلسلة ومنظومة القيادة».
ولفت إلى أن ذلك يمثل تكرار قريب الشبه مما حدث مع حزب الله الذي افادت تقارير إسرائيلية إنه حذر إيران قبل وقوع الضربة بساعات، ولكن من الواضح حتو الآن ودون أن نسبق الأحداث أن الضربات الإسرائيلية السابقة في أكتوبر الماضي والتي استهدفت آنذاك منظومات الدفاع الجوي كانت مؤثرة وسمحت للهجوم الشامل الحالي الذي شارك فيه 200 طائرة أن يصيب أهدافه بدقة وبدون خسائر.
واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق: «المنطقة على شفا تغير كبير إما أن تزاح آخر عقبة في وجه الهيمنة الإسرائيلية وهي القوة الإيرانية بعد أن تم بتر أو شل أذرعها، أو تسترد طهران توازنها بسرعة وتنفذ تهديداتها بضرب العمق الإسرائيلي والقواعد والمنشآت الأمريكية، وللأسف تتجه الشواهد الأولى بقوة للاحتمال الأول خاصة لو ثبت حدوث الإغتيالات المؤثرة التي تشل منظومة وعملية القرار، ولكن دعونا نتابع ونرى».
وجدير بالذكر أن إسرائيل شنت هجومًا عسكريًا كبيرًا على أهداف متعددة داخل إيران خلال الساعات القليلة الماضية، مما يمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الطويل الأمد بين البلدين.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الهجوم استهدف بنية تحتية عسكرية ونووية إيرانية، بينما توعدت طهران برد «موجع وحاسم».