أحمد النجار: الولايات المتحدة متورطة بالكامل في الهجوم الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني ضد إيران.

قال الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، إن الولايات المتحدة شريك كامل في الهجوم الإجرامي الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران، مضيفا: «شريك بالأسلحة والمعلومات المخابراتية وبالأقمار الصناعية وبتصريحات ترامب بعدم وقوع الهجوم قبل نهاية المفاوضات لتضليل إيران، وربما بشكل عسكري مباشر».
وأضاف النجار خلال تدوينة له عبر صفحته على فيسبوك: «وسوف تحاول الدول التابعة للولايات المتحدة التأكيد على عدم مشاركة الأخيرة في الضربة كضرورة لتفادي استهداف إيران للقواعد الأمريكية على أراضيها».
وتابع النجار: «يقول المثل المصري الضربة السابقة.. سابقة، أي الضربة المبادرة منتصرة، وفي لبنان انتظر حزب الله فبادره الكيان بضرب أسلحته الاستراتيجية المتقدمة وقياداته ووقعت الواقعة، لكن إيران لو كانت المبادرة بالهجوم على الكيان المجرم لقامت الدنيا ولم تقعد في الغرب وأتباعه».
وأوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق: «وفي تلك الحالة بالرد العسكري الجماعي وليس مجرد الحصار وتشديد العقوبات، لذا تبنت مجبرة، خيار الانتظار لرد العدوان وليس المبادرة بالهجوم، لكن ذلك الانتظار كان بليدا وخاليا من الاحتياطات الضرورية لحماية قياداتها، فضلا عن الاختراقات الأمريكية والصهيونية المؤكدة للداخل الإيراني الذي ربما تكون بعض العمليات قد تمت من خلال تلك الاختراقات».
وأشار إلى أن الملفت أن الضربات لم تستهدف المرشد الإيراني ربما لحاجة الولايات المتحدة إليه في اتخاذ القرارات الكبرى المتعلقة بالتسوية النووية وضمان إطاعة النخبة الإيرانية الحاكمة لها، مضيفا: «وبالنسبة للرد الإيراني المحتمل على الكيان الصهيوني، فإن الاستعدادات القصوى للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من خلال قواتهم وقواعدهم في سورية والأردن ودول الخليج سوف تكون حائط الصد الأول والأهم، فإيران تواجه الغرب بأسره وليس مندوبه الصهيوني».
وأكد النجار: «والرهينة التي يمكن لإيران أن تدمرها وتعصف بها، هي القواعد الأمريكية في دول الخليج والعراق، لذا أعلنت الولايات المتحدة كذبا أنها لم تشارك في العدوان على إيران، لنزع أي مبرر قد تستخدمه إيران في مهاجمة تلك القواعد وبعض الدويلات التي تأويها».
وقال إنه ليس أمام إيران سوى خوض حرب وجودية بكل ما تملكه من قدرات، بمنطق «علي وعلى أعدائي»، أو الاستسلام لكل ما يريده ترامب ليس بشأن برنامجها النووي وفقط، ولكن بشأن برنامجها الصاروخي أيضا وكل ما يتعلق به من منشآت بحثية وصناعية، مع القبول بتسوية غير عادلة مع إمبراطورية الشر الأمريكية للحفاظ على النظام الديني الحاكم الذي سيصبح أكثر ضعفا ومهزوما في عيون مواطنيه بكل ما قد يترتب على ذلك بالنسبة لمستقبله.
وتابع: «وفي حالة اختيار إيران للمواجهة الجادة وليس الضربات المعنوية، فإن المنطقة يمكن أن تشتعل بنيران هائلة قد تطال دويلات ونظم حاكمة، والأخطر بالنسبة للمنطقة العربية هو أن ما يفعله الكيان المجرم مع إيران وكيلا عن الغرب وأصيلا عن نفسه، هو عودة صريحة لعهد الاستدمار العسكري بصورة جديدة تقوم على التغيير وتحقيق الأهداف الاستدمارية السياسية والعسكرية والاقتصادية بالقوة العسكرية، دون التورط في الاحتلال المباشر بتكلفته الباهظة».
وأكد: «وهو نموذج قابل للتكرار مع أي دولة عربية، ولا حماية ولا رادع إلا بالأخذ بكل أسباب القوة، وبشن حملة جادة إقليميا ودوليا لجعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية من خلال فرض انضمام الكيان المسعور لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وخضوعه للتفتيش النووي أو انسحاب الدول الرئيسية في المنطقة من تلك المعاهدة، حتى لا يتحول الابتزاز النووي إلى وسيلة لسحق إرادة الدول والهيمنة عليها اقتصاديا وسياسيا».
وأوضح الخبير الاقتصادي: «كما أن الدول العربية الكبرى مدعوة لوضع البحث والتطوير العلميين في قمة جدول أولوياتها، سواء لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة أعداء على درجة عالية من التطور العلمي والعسكري، أو لتطوير اقتصاداتها كقاعدة لقوتها الشاملة».
واختتم النجار: «أما تصور أن الحماية تأتي بالخضوع لما يريده الغرب وعلى رأسه إمبراطورية الشر الأمريكية وذيلها الصهيوني، فإنه أقصر طريق للمذلة والهوان والتخلف وتحويل البلدان العربية إلى مسرح لهيمنة الغرب وذيله الصهيوني بكل ما يترتب على ذلك من استغلال وعربدة ونهب وهندسة التراتب وفقا لإرادة المهيمنين على كافة الأصعدة».