بعد تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.. خبير اقتصادي يشير إلى مخاطر جسيمة على الاقتصاد المصري | خاص

قال الدكتور منير شافعي، الخبير الاقتصادي، إن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، مما زاد من حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ويمتد تأثير هذه الهجمات إلى جوانب اقتصادية حساسة تطال الأسواق العالمية والإقليمية، وعلى رأسها الاقتصاد المصري.
التأثير على الاقتصاد المصري
وأوضح الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ «الحرية»، أن التداعيات بين إسرائيل وإيران، تؤثر على الاقتصاد المصرى من خلال ارتفاع تكلفة الطاقة، لأن مصر تعتمد جزئيًا على واردات النفط والغاز.
ومع تصاعد التوترات، ارتفعت أسعار الخام عالميًا، مما يمثل عبئًا إضافيًا على الموازنة العامة ويزيد من فاتورة الدعم، بالإضافة إلى تراجع إيرادات قناة السويس، لأن تصاعد المخاطر الأمنية في البحر الأحمر ومضيق هرمز، بدأت بعض خطوط الملاحة في تغيير مساراتها، وهذا الاتجاه قد يؤدي إلى تراجع إيرادات قناة السويس، أحد المصادر الأساسية للنقد الأجنبي.
وأضاف شافعي أن حركة السياحة تتأثر من تلك التداعيات، لأن السياحة من أهم القطاعات الحيوية لمصر، والتصعيد الإقليمي يدفع بعض الدول إلى إصدار تحذيرات سفر، مما يؤدي إلى إلغاء الحجوزات وتراجع تدفق السياح.
مضيفا أن نتيجة وجود بيئة بها عدم اليقين الجيوسياسي تؤثر سلبًا على قرارات المستثمرين مما يحدث ضغوط على الاستثمار الأجنبي ، والحد من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة في القطاعات المعتمدة على الاستقرار مثل الطاقة المتجددة والسياحة.
التأثير على الاقتصاد العالمي
وأشار شافعي، إلى أن هناك جانب آخر وهو التأثير على الاقتصاد العالمي من خلال تقلبات أسعار الطاقة، موضحا أن أي تهديد لإمدادات النفط في الخليج أو عبر الممرات المائية الحيوية يدفع الأسعار للارتفاع، ما يزيد من الضغوط التضخمية على الاقتصادات المستوردة للطاقة.
وأضاف منير، أن ذلك سيوجد اضطراب في سلاسل الإمداد العالمية، لأن الممرات الملاحية المتأثرة بالنزاع تلعب دورًا محوريًا في التجارة الدولية، وأي تعطيل لهذه المسارات ينعكس مباشرة على تكلفة السلع ومواعيد التسليم.
والفت الخبير الاقتصادي، أن الأسواق ستشهد حركة نحو الذهب والدولار الأميركي كملاذات آمنة مما يعرف بتحول السيولة نحو الملاذات الآمنة ، ما يؤثر على العملات المحلية في الأسواق الناشئة، ويزيد من تكلفة التمويل الخارجي.
وفي نهاية السياق، أفاد شافعي، أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يُعيد تأكيد حقيقة أن الأزمات الجيوسياسية لا تبقى ضمن حدودها الجغرافية، بل تخلق موجات من التأثير تمتد إلى الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بالطاقة، التجارة، وسوق المال.
أما بالنسبة لمصر، أشار الخبير الاقتصادي، ان استمرار هذه التوترات قد يفرض تحديات إضافية على مستوى العجز التجاري، الإيرادات السيادية، وجذب الاستثمارات، في وقت تعمل فيه الدولة على تنفيذ إصلاحات هيكلية وتحقيق استقرار اقتصادي طويل الأجل.