هل إيران مجرد بطل زائف؟ كيف نجحت إسرائيل في خداع طهران في إحدى أخطر عملياتها.

هل إيران مجرد بطل زائف؟ كيف نجحت إسرائيل في خداع طهران في إحدى أخطر عملياتها.

شنّت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو 2025 هجومًا جويًا واسعًا على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، أسفر عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وتدمير منشآت استراتيجية، في واحدة من أخطر الضربات التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.

عملية ” الأسد الصاعد ” تهز طهران

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي عملية سُميت بـ”الأسد الصاعد”، شاركت فيها عشرات الطائرات المقاتلة المدعومة بطائرات استطلاع وأنظمة تشويش إلكتروني متقدمة.

استهدفت الضربات منشآت نووية وصاروخية في مناطق نطنز وأراك وأصفهان، إضافة إلى مواقع قيادية ومراكز أبحاث تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وأكدت مصادر عسكرية أن الهجوم استند إلى معلومات استخباراتية دقيقة، بعضها وفرّته أجهزة أمريكية وأوروبية، وجرى تنفيذه خلال 45 دقيقة فقط.

مقتل قادة كبار.. ضربة موجعة للحرس الثوري

الهجوم أسفر عن مقتل عدد من القادة البارزين في الحرس الثوري الإيراني، أبرزهم:

الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري.

اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية.

الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية.

إلى جانب عدد من العلماء النوويين والمستشارين العسكريين في منشآت سرية.

وقد بثّت وسائل إعلام إيرانية صورًا من مواقع القصف أظهرت دمارًا هائلًا في المباني المستهدفة.

اقرأ أيضا: معصوم مرزوق لـ«الحرية»: الحرب الإيرانية الإسرائيلية بشكل براجماتي تصب في مصلحة باقي أطراف الشرق الأوسط

إيران ترد بالطائرات المسيّرة والتهديد بالتصعيد

في الساعات الأولى بعد الهجوم، أعلنت طهران إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه الأجواء الإسرائيلية، كخطوة أولى للرد على ما وصفته بـ”العدوان السافر”.

كما توعّد المرشد الأعلى علي خامنئي بردّ “موجع “، مؤكدًا أن “إسرائيل ستدفع ثمنًا فادحًا”.

وارتفعت حالة التأهب في إسرائيل، حيث تم فتح الملاجئ في بعض المناطق الشمالية والوسطى، وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية حالة الطوارئ تحسبًا لهجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيرة.

قلق دولي وإغلاق للمجال الجوي

أدت الضربة الإسرائيلية إلى اضطرابات في حركة الطيران المدني، مع إغلاق المجال الجوي فوق كل من إيران، العراق، الأردن، وإسرائيل. كما ارتفعت أسعار النفط بنسبة تجاوزت 7% خلال ساعات، وسط مخاوف من توسّع رقعة المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة.

دول كبرى، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، دعت إلى التهدئة. وأكد البيت الأبيض أن واشنطن لم تشارك عسكريًا في العملية، لكنها زوّدت إسرائيل بمعلومات استخباراتية حاسمة.

تصريحات مثيرة.. ترامب يعلّق ونتنياهو يتوعد

علّق الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب على الهجوم واصفًا إياه بأنه “ضربة ممتازة” و”الرد الوحيد الممكن على تهديد نووي وشيك”.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأعلن أن “العملية ستستمر طالما بقي التهديد الإيراني”، مشددًا على أن أمن إسرائيل “غير قابل للتفاوض”.

استدراج ثم تصفية.. إسرائيل اصطادت قيادات إيران في فخ محسوب

قال الدكتور محمد وازن، المتخصص في الشأن الإسرائيلي والدولي عبر صفحتة الرسمية على “فيسبوك” ، إن ما حدث فجر الجمعة “لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل عملية محسوبة بدقة وهدوء قاتل”، مضيفًا:

“إسرائيل ما كانتش بس بتضرب مواقع إيرانية… كانت بتصطاد قياداتها واحدة واحدة”.

ونقل وازن عن مسؤول أمني إسرائيلي تحدث لقناة “Fox News” قوله: “خدعنا القيادة العليا لسلاح الجو الإيراني، خليناهم يجتمعوا في مكان واحد، وبعدين عرفنا نخليهم يفضلوا هناك.”

وأوضح أن هذه العملية كانت استدراجًا ثم تصفية ممنهجة، وليس مجرد استهداف بالصواريخ.

واستنادًا إلى ما كشفته “فوكس نيوز”، قال وازن إن “التفاصيل تقيلة ومليانة رسائل”، منها:

الضربة نجحت أكتر مما كانت إسرائيل متوقعة  وده بحد ذاته مؤشر على كمّ المفاجأة اللي إيران تلقتها، أكتر من 20 موقع تم ضربهم في أقل من ربع ساعة، مش بس منشآت دي كانت شقق ومكاتب وأماكن بيتم فيها تصفية أفراد بعينهم.”

وأضاف أن “التحضيرات الاستخباراتية مش وليدة اللحظة، إسرائيل كانت بتجمع معلومات وبتراقب من أكتر من سنة، وده يوضح إن العملية مش رد فعل، دي خطة طويلة النفس.”

وتابع “في ضربات استباقية على بطاريات الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية الرسالة واضحة: ‘إحنا مش هنستنى لما تضربونا’.”

وفي ختام تحليله، قال الدكتور محمد وازن: “إسرائيل لعبت على حافة السكين، لكن الظاهر إن إيران هي اللي نزفت الأول، السؤال اللي بيطرح نفسه: هل دا كان أول مشهد في حرب أكبر؟ ولا ضربة مُحكمة هتفرض قواعد لعبة جديدة؟”

ختامًا، الهجوم الإسرائيلي على إيران قد يكون بداية مرحلة جديدة من التصعيد غير المسبوق في الشرق الأوسط.

وبينما تلوّح إيران بالرد، يترقّب العالم تداعيات الساعات المقبلة، في ظل مخاوف حقيقية من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق تُغيّر موازين القوى في المنطقة.

اقرأ أيضا: ممدوح حمزة معلقا على الضربات العسكرية الإسرائيلية في طهران: «البقاء لله في النظام الإيراني»