فيلم الفيل الأزرق 3: انطلاق التحضيرات مع حماس جماهيري ودعم إنتاجي غير مسبوق

يدخل فيلم الفيل الأزرق 3 دائرة الضوء مجددًا بعد إعلان المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية، عن بدء التحضيرات الرسمية للجزء الثالث من السلسلة السينمائية الأكثر نجاحًا في العقد الأخير.
فقد نشر آل الشيخ عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” صورة تجمعه بفريق عمل الفيلم، معلّقًا بكلمات بسيطة لكنها مشحونة بالوعد: “الفيل الأزرق هيكون نار.”
تركي آل الشيخ: دعم متواصل للسينما العربية
تأتي هذه الخطوة في إطار حرص تركي آل الشيخ على دعم الإنتاج السينمائي العربي ورفع مستواه إلى مصاف العالمية.
وسبق له أن صرّح خلال ظهوره الإعلامي مع الإعلامي عمرو أديب بأنه يسعى لأن يكون “فيلم الفيل الأزرق 3” نقطة تحوّل في تاريخ السينما العربية، قائلاً: “نسعى لجعل الفيل الأزرق يتخطى حدوده المعتادة، نحن ندعم هذا المشروع بالكامل، لأنه استثمار رابح للجميع، هناك تفاهمات حالياً لدعم الجزء الرابع أيضاً بشكلٍ كامل، ونتطلع لأن يكون الفيل الأزرق 3 و4 على مستوى عالمي جديد.”
هذه التصريحات لم تمر مرور الكرام، بل تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، مما جعل اسم الفيلم يتصدر محركات البحث خلال الساعات الماضية، ما يُعد مؤشرًا قويًا على حجم الترقب الذي يرافق المشروع.
نجاح الفيل الأزرق: من رواية إلى ظاهرة سينمائية
يرتكز فيلم الفيل الأزرق 3 على إرث كبير صنعته الأجزاء السابقة. الجزء الأول، الذي صدر عام 2014، كان نقلة نوعية في السينما المصرية من حيث السرد البصري، المؤثرات الخاصة، وعمق الموضوع.
استند الفيلم إلى رواية الكاتب أحمد مراد، والتي حملت العنوان نفسه، وقدم فيها قصة الطبيب النفسي يحيى راشد الذي يواجه أزمة نفسية عميقة بعد حادث عائلي مأساوي، ليجد نفسه لاحقًا أمام قضية غامضة تتعلق بصديقه القديم المتهم بجريمة قتل مروعة.
هذا الجزء جمع بين الغموض النفسي، الرعب، الدراما، والتحليل العقلي للشخصيات، وحقق نجاحًا نقديًا وجماهيريًا كبيرًا، جعله يحتل مكانة متقدمة في قائمة الأعمال الأكثر تأثيرًا في تاريخ السينما المصرية.
الفيل الأزرق 2: تصعيد بصري ومعنوي
في عام 2019، جاء الجزء الثاني من الفيلم ليستكمل مسيرة النجاح، لكن هذه المرة بتصعيد درامي أقوى، وإدخال عناصر سحرية وأجواء أكثر ظلامًا.
وشارك في بطولته عدد من نجوم الصف الأول مثل كريم عبد العزيز، نيللي كريم، وهند صبري، وحقق إيرادات تجاوزت 100 مليون جنيه، وهو رقم قياسي في وقته.
الجزء الثاني شهد تطورًا في شخصية يحيى، حيث أصبح أكثر غموضًا وارتباطًا بالعالم الآخر، كما تم التوسع في استخدام المؤثرات البصرية، مما جعله أقرب إلى الشكل السينمائي العالمي من حيث الإخراج والإنتاج.
الجزء الثالث: تطلعات بمستوى عالمي
وفقًا لما نشره تركي آل الشيخ، فإن فيلم الفيل الأزرق 3 سيكون مختلفًا كليًا، ليس فقط في الفكرة ولكن في الشكل الإنتاجي أيضًا.
التوقعات تشير إلى أن الفيلم سيشهد تعاونًا دوليًا في بعض جوانب الإنتاج، وربما تصويرًا خارجيًا في مواقع جديدة، مع احتمالية إدخال شخصيات أجنبية داخل الحبكة لفتح آفاق جديدة للدراما.
وأكدت مصادر مقربة من صناع العمل أن أحمد مراد يعمل حاليًا على إنهاء الخطوط الدرامية الرئيسية للجزء الجديد، مع تلميحات بأنه سيكون أكثر فلسفيًا ورعبًا، ويطرح تساؤلات وجودية حول النفس البشرية وحدودها.
اتهامات بالاقتباس والردود الحاسمة
رغم النجاح الساحق، لم يخلُ مشوار سلسلة “الفيل الأزرق” من الجدل. فقد أشار بعض النقاد، أبرزهم المؤرخ السينمائي محمود قاسم، إلى تشابه بعض جوانب الحبكة مع الفيلم النيوزيلندي “The Tattoo” الصادر عام 2007.
إلا أن الكاتب أحمد مراد دافع عن العمل موضحًا أن الرواية الأصلية لها رؤية خاصة، وأن “نهاية الفيلم مختلفة كليًا عن الرواية”، مما يبرّر التغييرات الدرامية التي طالت العمل في نسخته السينمائية.
هذه الانتقادات لم تُؤثر كثيرًا على جماهيرية الفيلم، بل ربما أضافت إلى الهالة المحيطة به، حيث يعتبر الكثيرون “الفيل الأزرق” نموذجًا لتجديد شكل الرعب النفسي في السينما المصرية.
ما الذي يميز فيلم الفيل الأزرق 3؟
من بين عناصر القوة التي يُنتظر أن يحملها فيلم الفيل الأزرق 3:
تصعيد درامي أكثر تعقيدًا: ستنتقل الأحداث إلى مستوى جديد من الغموض النفسي.
تقنيات بصرية عالمية: سيتم استخدام تقنيات CGI جديدة لم تُستخدم من قبل في مصر.
توسيع الحبكة: إدخال شخصيات جديدة وخطوط درامية متعددة.
دعم إنتاجي غير مسبوق: بفضل الشراكة مع الهيئة العامة للترفيه.
خلاصة: هل نحن أمام فيلم مصري بمواصفات عالمية؟
كل المؤشرات تدفعنا للاعتقاد بأن فيلم الفيل الأزرق 3 لن يكون مجرد جزء ثالث من سلسلة ناجحة، بل محاولة جادة لتقديم عمل سينمائي مصري بمواصفات إنتاج عالمية.
ومع تصدره التريند وبدء الترويج له باكرًا، يبدو أن الفيلم يسير على خُطى تحقيق رقم قياسي جديد في الإيرادات والمشاهدات.
السينما المصرية على أعتاب مرحلة جديدة، و”الفيل الأزرق 3″ ربما يكون مفتاح هذا التحوّل، فهل ينجح العمل في تجاوز كل التوقعات؟ الإجابة ستكون في صالات العرض قريبًا.