خبير اقتصادي لـ«الحرية»: التوتر العسكري بين تل أبيب وطهران يُشكل خطراً على الاقتصاد العالمي

خبير اقتصادي لـ«الحرية»: التوتر العسكري بين تل أبيب وطهران يُشكل خطراً على الاقتصاد العالمي

شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا قويًا، بعد ما شنت إيران هجومًا صاروخيًا واسعًا على تل أبيب مساء أمس الجمعة 13 يونيو 2025.

جاء هذا الهجوم ردًا على ضربة إسرائيلية سابقة استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين في فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025.

مع حلول الساعة التاسعة مساءً يوم الجمعة، انطلقت صافرات الإنذار في القدس وتل أبيب ومناطق مختلفة من الضفة الغربية، بالتزامن مع إطلاق أكثر من 100 صاروخ باليستي من إيران نحو العمق الإسرائيلي.

الصور التي تم تداولها أظهرت تصاعد أعمدة دخان من مبانٍ في تل أبيب، مما يشير إلى إصابات مباشرة لم تنجح أنظمة الدفاع الجوي في اعتراضها بالكامل.

قصف إيراني لإسرائيل

حالة طوارئ في تل أبيب 

دخلت إسرائيل حالة طوارئ قصوى، حيث أُخليت استوديوهات القنوات الإسرائيلية، وتم نقل البث إلى مواقع محصنة، فيما لجأ أكثر من 5 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ.

ووفق البيانات الرسمية، أُصيب 35 شخصًا على الأقل في تل أبيب، بينما استمرت إيران في إطلاق موجات جديدة من الصواريخ.

تصريحات نارية من الطرفين

المرشد الإيراني علي خامنئي قال إن الرد سيكون حاسمًا، ولن يكون “نصف إجراء”، مؤكدًا أن إسرائيل ستُترك عاجزة.

أما رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأكد أن إسرائيل “مقبلة على أيام صعبة”، مشددًا على أن العمليات لن تتوقف قبل إزالة كل التهديدات.

خبير: التصعيد بين تل أبيب وطهران يهدد الاقتصاد العالمي

وفي تصريح خاص لـ”الحرية”، قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد ومحاضر في عدد من الجامعات المصرية ورئيس الوحدة الاقتصادية بمركز التحرير للدراسات والبحوث، إن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران لا يقتصر على البُعد الأمني فقط، بل يمتد ليشمل تأثيرات اقتصادية عميقة تمس المنطقة والعالم بأسره.

وأوضح “العمدة”، أن هذا الصراع من شأنه أن يُربك حركة التجارة العالمية، ويؤثر سلبًا على تدفق الاستثمارات الوافدة إلى دول الشرق الأوسط، كما سيؤدي إلى تراجع معدلات النمو الاقتصادي بشكل عام، وتضرر قطاع السياحة بسبب حالة التوتر وعدم الاستقرار.

وأضاف أستاذ الاقتصاد، أن تصاعد وتيرة الضربات سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الذهب والنفط، نتيجة لجوء الأسواق إلى الأصول الآمنة، فضلًا عن احتمالات تعطل إمدادات الطاقة.

ولفت إلى أن استمرار التوتر قد يدفع العالم نحو موجة تضخم جديدة، موضحًا أن الأضرار “ستطال الجميع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر

تل أبيب
حرب إيران وإسرائيل

إيران مخترقة أمنيًا؟

تعليقًا على قوة الضربة الإسرائيلية لإيران، قال دكتور  العمدة إن “إيران مخترقة أمنيًا بشكل كامل، واعتبر أن قدرات إيران الدفاعية ضعيفة، وحلولها في التعامل مع مثل هذه الأزمة غير فعالة حتى الآن.

ختامًا، الوضع بين إسرائيل وإيران لا يزال مشتعلًا، ومع غياب جهود التهدئة أو الوساطات الدولية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر اضطرابًا، ليس فقط أمنيًا بل واقتصاديًا أيضًا، وسط مخاوف من توسع نطاق المواجهة وتأثيرها على استقرار الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضا: تصعيد إيران وإسرائيل يشعل الشرق الأوسط.. وخبير اقتصادي لـ لحرية; يحذر من تأثير كبير على السلع الغذائية وأسعار النفط