تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران: صورة لشجرة “الغرقد”، رمز اليهود، تثير جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، انتشرت في الأيام الأخيرة صورة لشجرة الغرقد، المعروفة بشجرة اليهود، على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أثارت هذه الصورة ردود فعل قوية بين المواطنين، حيث اعتقد البعض أن هناك دلالات مرتبطة بمستقبل الصراع في المنطقة، ويُعتبر الغرقد رمزًا في الثقافة الإسلامية، حيث يُقال إنه سيكون المكان الذي يختبئ خلفه اليهود في آخر الزمان، كما تشير بعض الأحاديث النبوية.
شجرة الغرقد.. وصفها وأهميتها
تتميز شجرة الغرقد بأنها شجيرة جاثية شوكية، يصل ارتفاعها إلى مترين في العادة، وبعضها قد يصل طوله إلى خمسة أمتار، أوراقها ضيقة وملعقية، تميل إلى اللون الأصفر الفاتح، بينما أزهارها قمعية بيضاء مزرقة، تُعتبر ثمارها غير صالحة للأكل ولها رائحة نتنة، مما يضيف إلى سمعتها الغامضة.
يُعتقد أن اليهود يحرصون على زراعة هذه الشجرة، معتقدين أنها ستحميهم في الآخرة، وقد استندت هذه المعتقدات إلى الأحاديث التي تشير إلى أن المسلمين سيتقاتلون مع اليهود، وأن الغرقد هو الشجرة الوحيدة التي لن تنطق بكشف مكان اليهودي المختبئ وراءها.
آراء المواطنين
عبّر المواطنون عن آرائهم حول هذه الشجرة ودلالاتها، فقال أحد الرواد في مجموعة تحمل اسم “CR Memes”، موقع “فيسبوك”: “شكلها قربت، علموا ولادكم شكلها كويس”، وهذه العبارة تعكس القلق المتزايد بين الشباب حول ما قد يحمله المستقبل.
وقال آخر يُدعى يعقوب زيزو: “إنها شجرة الغرقد، احفظوا شكلها.. لأنها خلاص قربت، هل تعرفها؟”، موضحا أنها شجرة الغرقد وهي تعرف بشجرة اليهود لا ساق لها كباقي الأشجار، وإنما شجيرة جاثية شوكية على الأرض، متشابكة العروق والأطراف بها شوك صلبة ذات تأثير سام ولها رائحة نتنة بعض الشيء ثمارها لا تؤكل، كما يصل ارتفاعها في الغالب من 1 إلى 2 متر وبعضها في سيناء يصل طوله إلى 5 أمتار، لافتًا إلى أن أوراقها ملعقية ضيقة كاملة خضراء تميل إلى الأصفر الفاتح تخرج في 3 وريقات مسلحة بأشواك جانبية، الأزهار قمعية بيضاء مزرقة، والثمار لحمية حمراء في حجم حبة الحمص تقريبا أو أقل، لافتا أن اليهود اليوم يحرصون على زرعها، ليختبؤا خلفها في آخر الزمان كما جاءت بذلك الأحاديث.
واستشهد بالحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة: أن «رسول الله ﷺ قال: لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ ، فيقتلُهم المسلمون ، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ و الشجرِ ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ : يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي ، فتعالَ فاقْتلْه، إلا الغَرْقَدَ ، فإنه من شجرِ اليهودِ”.
وتابع أن هذه الشجرة الوحيدة التي سيقف وراءها اليهود والكفار ولن تذكر بمكانه، حيث يوضح هذا الرأي كيف أن الشجرة أصبحت رمزًا للمواجهة بين المسلمين واليهود، حيث يُنظر إليها على أنها رمز للتمسك بالإيمان.
وأوضحت المواطنة ندى فودة، أن هذه شجرة الغرقد، الشجرة الوحيدة التي سيقف اليهود وراءها للخفاء”.
السياق الثقافي والديني
يعتبر الغرقد جزءًا من التراث الديني والثقافي الإسلامي، حيث يُشير الحديث إلى أن “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود”، وذلك الحديث يعزز من قوة المعتقدات الدينية، حول هذه الشجرة، وتزيد من نسبة انتشارها بين الناس.
في الختام، إن انتشار صورة شجرة الغرقد يعكس حالة من التوتر والقلق في ظل الظروف الحالية، ومع تزايد الحديث عنها، يُظهر ذلك كيف يمكن للتراث الثقافي والديني والتقاليد أن تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الآراء والمعتقدات، وإن آراء المواطنين حول هذه الشجرة تكشف لنا عن واقع مؤلم، حيث يظل الصراع بين المسلمين واليهود حاضرًا في الذاكرة الجماعية، مما يستدعي التفكير في المستقبل والتساؤل.