خبير عسكري يوضح لـ”الحرية” أسرار الصراع بين إيران وإسرائيل وأوهام القوة في مشهد ما بعد الحرب

كتب: صابر جمعة سكر
أكد العميد حاتم عاطف، المحلل السياسي والعسكري، في تصريح خاص لموقع “الحرية”، أن الشرق الأوسط يشهد مرحلة غير مسبوقة من إعادة تشكيل الخرائط السياسية والعسكرية، وسط تحالفات غير تقليدية ومصالح متضاربة تتحكم بها قوى إقليمية ودولية، أبرزها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
أنباء هروب نتنياهو لا تُبشّر بخير
يرى العميد عاطف أن الأنباء المتداولة حول هروب رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لا يجب أن تُفرح أحدًا، قائلًا:
“هذا لا يعني انهيارًا أو تراجعًا، بل يؤكد أن الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لا يزال فاعلًا، وأن إيران مكشوفة أمامه. عنصر المفاجأة هو عماد العمل العسكري، وفقدانه يُفرغه من مضمونه وفاعليته.”
باكستان على خط النار
وفيما يخص الوضع في باكستان، أشاد العميد عاطف بنشر الدفاعات الجوية قرب المنشآت النووية الباكستانية، واصفًا هذه الخطوة بأنها ذكية وتنم عن جاهزية كاملة:
“قيادة الجيش الباكستاني تدرك أن التحالف بين مودي والكيان الصهيوني يمثل تهديدًا مباشرًا، وقد يتطور إلى استهداف باكستان. عاصم منير يتابع ويستعد بخطى مدروسة.”
التحالف الأمريكي الإسرائيلي توزيع أدوار وليس خلافا حقيقيا
أوضح العميد أن ما يُروّج من خلافات بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ليس إلا توزيعًا للأدوار لخدمة أهداف سياسية واقتصادية مشتركة، مؤكدًا أن “الكيان لا يستطيع تحمل تكاليف الحرب طويلًا، وهو يقاتل بالنيابة عن أمريكا. الأخيرة ترفض إغضاب شركائها في الخليج والصين، فتتجنب الظهور المباشر وتدفع إسرائيل للتحرك. هذه الخطة ليست جديدة، بل تتكرر باستمرار تحت مسمى (تعدد اتهامك الجبهات).”
وأضاف أن “غياب رد الفعل الصيني دليل على التزام أمريكا باتفاقات غير معلنة، بينما تصريحات ترامب الأخيرة كشفت عن نوايا أمريكية قديمة تجاه الحضارات الشرقية، خاصة حين هاجم علنًا الإمبراطورية الفارسية.”
سقوط إيران كارثة استراتيجية لا تخدم أحدًا
وفي رؤيته لما بعد الحرب، شدد العميد عاطف على أن سقوط إيران لن يكون في مصلحة أحد، مؤكدًا أنه “رغم الخلافات العقائدية، إلا أن إيران تشكل توازنًا إقليميًا يحدّ من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية. زوالها سيؤدي إلى فراغ جيوسياسي خطير، يفتح الباب أمام صراعات طائفية وتفكك داخلي كالذي حدث في العراق وسوريا.”
ونوّه بأن هذا السقوط سيعني بالضرورة انهيار محور الممانعة بجناحيه السياسي والعسكري (حزب الله، الحوثيون، الحشد الشعبي)، ما يُسرّع من وتيرة التطبيع والانبطاح الإقليمي.
وأكد أن هذا الرأي يتوافق مع ما صرح به وزير الخارجية الدكتور عبد العاطي الذي قال:
“أوهام القوة لن تحقق الأمن للكيان، وسقوط إيران كارثة استراتيجية تتجاوز حدود الخلافات الأيديولوجية.”
كلمة للشعب المصري
واختتم العميد تصريحه بنداء وطني واضح جاء فيه:
“يُحظر على المواطنين التحدث أو نشر أي معلومات تتعلق بالجيش المصري، سواء بالكلمة أو الصورة أو التلميح. المتحدث العسكري هو الجهة الوحيدة المخولة بالتصريح بشأن الشؤون العسكرية.”
كما حذّر العسكريين من الخلط بين الأمور السياسية والعسكرية، مطالبًا بالتركيز الكامل في المهام الأمنية وحماية الوطن دون الانجرار إلى التصريحات الجانبية، قائلًا:
“علينا جميعًا أن نتوحد خلف قواتنا المسلحة وقائدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، في هذه المرحلة الدقيقة. اليقظة والانضباط والتماسك هم خط الدفاع الأول عن مصر .