إبراهيم الدراوي للـ«حرية»: أسطورة القبة الحديدية انتهت وصواريخ إيران غيرت التوازن.

وسط التصعيد العسكري المستمر بين إيران وإسرائيل، بدأت تتكشف ملامح مرحلة جديدة في شكل الصراع الإقليمي، ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، بل أيضًا في ميزان القوى العالمية، فقد نجحت صواريخ إيرانية في الوصول إلى أهدافها داخل إسرائيل، بالرغم من وجود واحدة من أقوى منظومات الدفاع الجوي في العالم، وهي القبة الحديدية المدعومة أمريكيًا.
وفي تصريحات خاصة لـ«الحرية»، قال الباحث في الشأن السياسي، إبراهيم الدراوي: «أسطورة القبة الحديدية والدفاعات الجوية الإسرائيلية سقطت، وما نشهده اليوم هو اختبار حقيقي للصواريخ الإيرانية والصينية، في مواجهة الترسانة الأمريكية داخل إسرائيل».
صراع سلاح وسقوط درع
يرى الدراوي أن ما يحدث حاليًا يتجاوز كونه حربًا محدودة، ليصبح ساحة تجريب للأسلحة بين المعسكرين الشرقي والغربي، موضحًا: «هناك تحدٍ واضح اليوم بين الأسلحة الأمريكية التي تحتمي بها إسرائيل، والأسلحة الشرقية الجديدة التي تستخدمها إيران، الصواريخ وصلت بالفعل إلى أهدافها، وهذا دليل ميداني على تفوق جديد».
وأضاف أن إيران استخدمت هذا التوقيت بدقة لتُجرب منظومة صواريخها الحديثة، وهو ما يشير إلى تخطيط مسبق واستعداد طويل لمواجهة كبرى من هذا النوع.
نرشح لك: بعد انتهاء موجه القصف.. إعلام إسرائيلي: نحو 100 مصاب في موقعي الانفجارات عقب سقوط صواريخ إيرانية
هل تخرج إسرائيل من الحرب أضعف مما كانت عليه؟
عند سؤاله عن السيناريو المتوقع لنهاية هذه المواجهة، قال الدراوي: «نعم، أعتقد أن إسرائيل ستخرج من هذه الحرب أضعف مما كانت عليه. الصورة أمامنا واضحة، الدفاعات سقطت، والصواريخ أصابت أهدافها، وهناك تعتيم إعلامي صارخ من الجانب الإسرائيلي، وهذا مؤشر خطير جدًا».
وأشار إلى أن إسرائيل لم تعد تمتلك زمام المبادرة، بل باتت في موقع دفاعي بالكامل، مضيفًا أن المجتمع الإسرائيلي نفسه بدأ يشعر بالضعف والخطر الداخلي، خاصة بعد الأحاديث المتزايدة عن احتمالية ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 4 آلاف إسرائيلي.
وأضاف: «إذا وصل عدد القتلى في إسرائيل إلى هذا الرقم، فإن إسرائيل ستكون قد فقدت قدرتها على الصمود، فالمجتمع الإسرائيلي لن يتحمّل هذا الحجم من الخسائر»، حسب تعبيره».
هل سقطت أسطورة السلاح الأمريكي في إسرائيل؟
تحدث الدراوي أيضًا عن مدى تأثير هذا الصراع على سمعة السلاح الأمريكي، قائلًا: «ما يحدث اليوم يمثل السقوط الثاني للأسلحة الأمريكية بعد إخفاقها في مواجهة مشابهة بين الهند وباكستان، الصواريخ الإيرانية تتحدى التكنولوجيا الأمريكية، وتُظهر ضعفًا حقيقيًا في الدفاعات التي كان العالم ينظر إليها كنموذج لا يُخترق».
وأكد أن فشل هذه المنظومات في حماية إسرائيل يضع علامات استفهام كبيرة أمام مشتري السلاح الأمريكي حول العالم، ويعيد ترتيب الحسابات في الصفقات العسكرية المقبلة.
سيناريو مفتوح وشرق أوسط جديد
وفي ما يتعلق بتوقعاته للأيام المقبلة، قال الدراوي: «ما نشهده الآن هو إعادة تشكيل لخارطة الشرق الأوسط، والمشروع الذي كان بنيامين نتنياهو يحاول فرضه قد سقط في أول اختبار حقيقي أمام إيران».
وتابع: «الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن مترددة في التدخل المباشر، وهذا يعكس حجم الارتباك الأمريكي، الداخل الأمريكي مشتعل، والداخل الإسرائيلي كذلك، وإذا أخرجت طهران ما في جعبتها من أسلحة متطورة فعلًا، فقد نشهد سقوطًا فعليًا لمواقع حساسة داخل إسرائيل».
نتنياهو.. من رجل إسرائيل الأول إلى المتهم بإشعال النار
أنهى الدراوي حديثه بتوجيه نقد حاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا: «سيكتب التاريخ أن نتنياهو لم يكن رجل إسرائيل القوي، بل الرجل الذي ورّطها في حرب غير محسوبة مع إيران، فلقد كان يحاول الهروب للأمام سياسيًا، لكن النتيجة قد تكون هي نهايته ونهاية المشروع الصهيوني في صورته الحالية».
واختتم الدراوي حديثه بالتأكيد على أن إيران ستكون الطرف الأقوى في أي مفاوضات مستقبلية، خصوصًا في ملفها النووي، بعد أن أثبتت قدرتها العسكرية على الأرض أمام واحدة من أكثر الدول تسليحًا في العالم.
اقرأ أيضًا: مجلس النواب يرفض ويدين العدوان العسكري الإسرائيلي على إيران: «اعتداء آثم وسافر»