إبراهيم خالد يكتب: مصرية السيادة الوطنية.. توازنات القوة والحرية

في تطور إقليمي بالغ الحساسية، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن طلب إسرائيلي لاستخدام الأجواء المصرية في إطار التحضيرات لضربات محتملة ضد أهداف داخل إيران.

إلا أن الرد المصري جاء حاسمًا وصارمًا، إذ رفضت القاهرة بشكل قاطع أي محاولة للمساس بسيادتها الجوية.

يعكس هذا الرفض المصري عمق الوعي الاستراتيجي بخطورة المشهد الإقليمي، وحرصًا على حماية الأمن القومي من أي مغامرة قد تضر بالمصالح العليا للدولة.

كما يُرسل هذا الموقف رسالة قوة واضحة، مفادها أن مصر لا تسمح لأحد بالمساس بسيادتها، وأن أجواءها وأراضيها مصونة بكل حزم.

اقرأ أيضًا: إبراهيم خالد يكتب: التلاعب بالرأي العام.. كيف تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ضد مصر؟

ويحمل الموقف المصري في هذا التوقيت الحرج رسالة مزدوجة لكل من إسرائيل وإيران، إذ تؤكد القاهرة أنها لا تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها ضد أي دولة، بما في ذلك طهران، ما يضمن الحفاظ على الحد الأدنى من الحياد الاستراتيجي في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، تبرز مصر كدولة راسخة في مواقفها، ملتزمة بسيادتها وبحماية أمنها القومي، وفي الوقت ذاته تُعلن بوضوح أنها لن تكون ساحة أو بوابة لأي حرب قد تندلع في المنطقة.

إن هذا الموقف يعكس نضجًا سياسيًا واستراتيجيًا كبيرًا، ويُبرهن على قدرة مصر على التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية بكل حكمة ومسؤولية.