تزايد التوتر بين إسرائيل وإيران… تهديدات مباشرة لأمن الخليج وأسواق النفط العالمية

كتبت: إيمان صبري
مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تتجه الأنظار نحو منطقة الخليج العربي التي تقف على حافة التهديد الأمني والاقتصادي، وسط مخاوف متزايدة من أن يتحول هذا الصراع إلى شرارة لحرب إقليمية شاملة تهدد استقرار المنطقة وتضرب أسواق النفط العالمية في الصميم.
من حرب الظل إلى المواجهة العلنية
منذ سنوات، كان الصراع بين تل أبيب وطهران يُدار في الخفاء عبر الحلفاء، لكن ما شهدته الفترة الأخيرة غيّر قواعد اللعبة.
فمنذ عده أيام، شنت إسرائيل ضربة جوية داخل إيران استهدفت منشآت في مدينة، قيل إنها ذات صلة بالبرنامج النووي، وردّت إيران لأول مرة بهجوم مباشر على إسرائيل باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، في تصعيد غير مسبوق كاد أن يشعل مواجهة مفتوحة.
هذا التحول الخطير من «الحرب في الخفاء» إلى المواجهة المباشرة، أثار القلق الإقليمي والدولي، وطرح أسئلة ملحة حول التداعيات المحتملة على الخليج العربي.
الخليج في مرمى الخطر
إيران، التي تملك نفوذًا في العراق واليمن وسوريا ولبنان، تُمسك بواحدة من أهم أوراق الضغط في العالم: مضيق هرمز، الذي يمرّ عبره نحو 20% من النفط العالمي.
وفي حال تطور الصراع إلى مواجهات مفتوحة، قد تلجأ طهران إلى تهديد الملاحة البحرية في الخليج، مما يعني:
توقف أو تعطيل صادرات النفط من السعودية والإمارات وقطر، وتعرض ناقلات النفط لهجمات أو مضايقات بحرية، أو تصاعد المخاوف الأمنية في الدول الخليجية خاصة القريبة من الساحل الإيراني.
أسعار النفط ترتجف
الأسواق العالمية لا تنتظر وقوع الحرب لتتأثر، فمجرد التصعيد الأخير رفع سعر برميل النفط إلى نحو 95 دولارًا، وسط توقعات بأن يصل إلى 120 دولارًا أو أكثر في حال تفاقم الصراع أو إغلاق المضيق.
هذه القفزات تمثل خطرًا حقيقيًا على: الاقتصاد العالمي المتعافي من أزمات متتالية، والقدرة الشرائية للمستهلكين في الدول المستوردة، والاستقرار المالي للدول النامية التي تعتمد على استيراد الطاقة.
تهدئة مؤجلة
رغم جهود التهدئة التي تبذلها أطراف دولية كأمريكا وروسيا، إلا أن المشهد لا يزال ضبابيًا.
فإسرائيل تؤكد أنها لن تسمح لإيران بالاقتراب من امتلاك سلاح نووي، بينما تواصل طهران تعزيز نفوذها الإقليمي، ما يجعل من المواجهة خيارًا قائمًا، في حال غابت الحلول السياسية والدبلوماسية.
وعلى جانب آخر، فرح كثير من شعوب البلدان العربية والغربية على ضربات إيران لإسرائيل، والتي رأيناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: إعلام إسرائيلي: تعرُّض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار نتيجة الهجوم الإيراني
في ظل هذا التصعيد الخطير، يبدو أن الشرق الأوسط يقف أمام مفترق طرق جديد، قد يُعيد رسم خرائط النفوذ، ويهدد أمن الخليج واستقرار الاقتصاد العالمي، وبينما تقترب نذر الحرب وتصعيدها لحرب عالمية ثالثة تبقى الأنظار معلقة بأي مبادرة قادرة على إعادة العقل إلى الطاولة، قبل أن تشتعل نار لا يمكن غلقها ووصفها البعض «بحرب عالمية ثالثة».