خبير استراتيجي لـ”الحرية”: الردع الإيراني ينطلق من قلب الكيان الإسرائيلي

كتب: صابر جمعة سكر
في ظل اشتداد التوتر بين طهران وتل أبيب، أكد العميد حاتم عاطف، المحلل العسكري، أن المواجهة بين إيران وإسرائيل باتت تمثل لحظة فارقة في معادلة الردع داخل الشرق الأوسط، مشددًا على أن “الردع الإيراني الحقيقي لا يبدأ إلا من قلب الكيان الصهيوني”.
وأوضح العميد عاطف أن إيران، إذا أرادت إنهاء الحرب أو فرض شروطها على الأرض، فعليها توجيه ضربات مركّزة ومؤلمة تفقد إسرائيل توازنها وتربك حساباتها، معتبرًا أن هناك هدفين أساسيين يجب أن يشكلا أولوية استراتيجية:
القواعد الجوية.. شل الذراع الهجومي
وأشار العميد إلى أن القواعد الجوية تمثل العمود الفقري للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وأن استهدافها سيُعطل قدرة العدو على شن هجمات، سواء داخل إيران أو ضد حلفائها الإقليميين، مما يضعف فعالية الضربات ويمنح طهران زمام المبادرة.
المناطق المدنية.. الضغط من الداخل
ولفت إلى أن ضرب المناطق المدنية داخل إسرائيل لا يحمل فقط بُعدًا عسكريًا، بل يترك أثرًا نفسيًا وسياسيًا بالغًا، حيث يؤدي إلى ضغط شعبي كبير يُربك حكومة نتنياهو ويدفعها لاتخاذ قرارات غير محسوبة. كما أشار إلى أن أي رد إسرائيلي على الداخل الإيراني سيساهم في توحيد الصفوف وتعزيز التماسك الوطني.
وحول فرص التهدئة، قال العميد حاتم عاطف إنه لا توجد مؤشرات حقيقية على نهاية وشيكة للتصعيد، باستثناء مبادرة فرنسية محدودة التأثير، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لفرض تهدئة بشروط إيرانية هو إلحاق خسائر موجعة بالعدو على مختلف الأصعدة.
وأضاف أن تل أبيب تجاوزت الخطوط الحمراء باستهدافها منشآت نووية ومواقع للطاقة في إيران، وهو ما يضع طهران، حسب قوله، في حِلّ من أي قيود على ردّها العسكري.
وشدد العميد على أن “الوقت قد حان لاستخدام الصواريخ الإيرانية فرط الصوتية”، في إشارة إلى صواريخ “فاتح 1″ و”فاتح 2” القادرة على بلوغ سرعات تتجاوز 15 ماخ، وربما تصل إلى 18 ماخ، وهي سرعات لا تستطيع حتى منظومات مثل “ثاد” الأمريكية المتقدمة اعتراضها.
وقال: “إسرائيل تجرأت على مقدسات الأمن القومي الإيراني، وعلى طهران أن تردّ بما يوازي حجم الاستفزاز، ليعلم الجميع أن زمن استباحة السيادة الإيرانية قد ولى.”
ورفض عاطف الحديث عن أرقام أو تقديرات تتعلق بالمخزون الصاروخي الإيراني، لكنه أكد أن القيادة في طهران تُظهر ثقة عالية، وأن الداخل الإيراني يبدو متماسكًا، ما يُرجّح استمرار المواجهة دون تراجع.
وفي ختام تصريحه، قال العميد حاتم عاطف:”كلما زادت خسائر العدو، زاد التعاطف الشعبي العالمي مع إيران، وهو مكسب استراتيجي في معركة تُدار بالصواريخ والإعلام في آنٍ واحد.”
مضيفًا أن “المعركة الحالية ليست مجرد تصعيد مؤقت، بل مفترق طرق سيُعيد رسم توازنات القوى في المنطقة، وإذا نجحت إيران في فرض معادلتها، فسنشهد نهاية مرحلة وبداية أخرى في مسار الردع والسيادة الإقليمية.”