التوتر الإيراني الإسرائيلي: صراع ناري يعكر صفو السماء ويؤثر على الأسواق

التوتر الإيراني الإسرائيلي: صراع ناري يعكر صفو السماء ويؤثر على الأسواق

كتبت: إيمان صبري

في تصعيد غير مسبوق، دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل مرحلة المواجهة المفتوحة، بعد سنوات من الصراع غير المباشر.

هذا التصعيد لم يقتصر على الجبهات العسكرية، بل امتدّ إلى المجالات الجوية المغلقة، والأسواق المالية غير المستقرة، والاقتصادات المضطربة في معظم أنحاء المنطقة.

إغلاق المجالات الجوية.. سماء بلا طيران

مع تصاعد الضربات الصاروخية والغارات الجوية، أغلقت العديد من الدول مجالاتها الجوية كإجراء احترازي لحماية الطيران المدني.

حيث أغلقت إسرائيل مجالها الجوي بالكامل عدة مرات عقب تهديدات إيرانية.

وبدورها علّقت إيران الرحلات في طهران وعدة مدن كبرى، مع تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.

كما أعلنت الأردن والعراق ولبنان عن تقييد الرحلات لفترات محددة خوفها من تعرضها لنيران جوية.

وقامت شركات طيران دولية مثل لوفتهانزا وطيران الإمارات بتحويل مساراتها لتجنب الأجواء الخطرة.

ومع هذه الخطوات تعطّلت حركة السفر والتجارة، وأثرت على: قطاع السياحة، والشحن الجوي، والاستثمارات المرتبطة بخدمات الطيران.

عدم استقرار الأسواق المالية

منذ أولى الضربات، تسارعت ردود فعل الأسواق المالية في الشرق الأوسط والعالم، وسط مخاوف من تصاعد أوسع أو تدخل دولي مباشر، وكان من أبرز التداعيات:

انهيار مؤقت في بورصات تل أبيب وطهران بنسبة تجاوزت 7% خلال يومين.

تراجع في مؤشرات الأسواق الخليجية خاصة في دبي والرياض والدوحة، نتيجة سحب المستثمرين أموالهم وتحويلها إلى أصول آمنة.

بنك أوف أمريكا يتوقع هبوط سعر النفط دون 60 دولارًا للبرميل

أزمات اقتصادية مضطربة

الحرب أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز، وسط تهديدات بإغلاق مضيق هرمز أو تعطيل الإمدادات، وكان من أبرز المظاهر الاقتصادية:

ارتفاع أسعار النفط عالميًا لأكثر من 100 دولار للبرميل، مما زاد الضغط على الدول المستوردة مثل مصر والأردن وتونس.

زيادة تكلفة الطاقة والكهرباء على المستهلكين.

تأثر سلاسل الإمداد عبر البحر الأحمر والخليج العربي، وهو ما تسبب في تأخيرات تجارية وارتفاع أسعار السلع.

الحرب بين إيران وإسرائيل ليست مجرد مواجهة بين دولتين، بل زلزال سياسي واقتصادي ضرب قلب الشرق الأوسط.

السماء المغلقة، الأسواق المرتبكة، والاقتصادات المرهقة هي بعض من تداعيات هذا الصراع المتفاقم، الذي ما زالت تداعياته مفتوحة على كل الاحتمالات.

ومع غياب أي مؤشرات على وقف التصعيد، تبقى المنطقة في قبضة التوتر والترقب، حيث يتحدد مستقبلها في ميادين السياسة وعلى مؤشرات البورصة.