ردًا على عماد جاد.. كريمة الحفناوي: دعوة نقل الجامعة العربية تهدف لإبعاد مصر لصالح التطبيع

وصفت الدكتورة كريمة الحفناوي، الناشطة السياسية، الدعوة التي أطلقها الدكتور عماد جاد بشأن نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى الرياض، بأنها “غير مقبولة، وتشكل خطرًا كبيرًا على الدور القومي والتاريخي لمصر، وتخدم مشروعًا رجعيًا تدعمه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني”.
كريمة الحفناوي: مصر هي الدولة المؤسسة والداعمة لفكرة التجمع العربي
وقالت الحفناوي في تصريحات خاصة لـ”الحرية”: “حين تأسست الجامعة العربية عام 1945، كانت مصر رغم خضوعها للاحتلال البريطاني، هي الدولة المؤسسة والداعمة لفكرة التجمع العربي”.
وأضافت: “موقع مصر، وثقلها السكاني، وقيادتها لحركات التحرر الوطني، جعلها القلب النابض للعمل العربي المشترك. وقد احتضنت الجامعة في أحلك الظروف، وظلت القاهرة مقرها الطبيعي والرمزي”.
وتابعت: “في الوقت الذي تقود فيه بعض الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية، مسارًا متسارعًا نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورغم كل الجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وتهجير قسري وتجويع وتدمير شامل، نجد من يدعو لنقل الجامعة إلى هذه الدول التي سلمت قرارها للولايات المتحدة”.
وأضافت: “من يقترح نقل المقر اليوم، يتجاهل أن هذه الدول أنفقت تريليونات لحماية أنظمتها من واشنطن، في حين لم تقدم شيئًا يُذكر لدعم الشعب الفلسطيني. فكيف نُسلم قيادة الجامعة لقوى رجعية تخضع تمامًا لشروط واشنطن، وتساهم في مشروع تصفية القضية الفلسطينية؟”.
وأكدت الحفناوي، أن مصر ليست مجرد مقر سياسي، بل هي تاريخ وحضارة وثقل حضاري وثقافي، قائلة: “مصر لها أيادٍ بيضاء في دعم كل حركات الاستقلال، وهي من أقدم الحضارات التي أثرت في محيطها. حتى لو كانت هناك أنظمة رسمية قد تتنازل أو تتبع أمريكا، ستبقى مصر الشعب والتاريخ والحضارة، وستعود قوية لتقود منطقتها من جديد”.
واختتمت: “من يطالب بنقل الجامعة لا يعي قيمة مصر، ولا يدرك خطورة إضعافها. هذا الطرح لا يخدم الأمة، بل يُضعفها ويُسلم قيادتها لمن لا يملكون مشروعًا غير التبعية والتطبيع”.
اقرأ أيضًا: معصوم مرزوق لـ”الحرية”: لا أصدق طلب عماد جاد نقل الجامعة العربية.. وإن صح فهو يعكس اضطرابًا فكريًا للنخبة