الجنيه الذهب في سوريا يخلق جدلًا بينما تظل أسعار بقية العيارات ثابتة

في وقتٍ يشهد فيه السوق السوري للذهب حالة من الهدوء النسبي واستقرار أسعار العيارات المختلفة، برز الجنيه الذهب في سوريا كعنصر جدلي أثار تساؤلات المتابعين وتكهنات الخبراء.
فقد لاحظ صاغة الأسواق وتجار المعدن الأصفر تحركًا غير تقليدي في سعر الجنيه الذهب، ما دفع العديد من المواطنين والمستثمرين للتساؤل حول أسباب تذبذب قيمته مقارنة بثبات أسعار الغرامات والعيارات الأخرى.
في هذا السياق، بدا الجنيه الذهب في سوريا وكأنه يغرد خارج سرب الاستقرار، وسط تحفظ رسمي من جمعية الصاغة على التعليق المباشر، مما زاد من حدة التكهنات حول أسباب هذا التحرك المفاجئ، الذي جاء متزامنًا مع استقرار ملحوظ في أسعار باقي العيارات، لاسيما بعد فترة طويلة من التذبذب الذي شهدته الأسواق نتيجة عوامل داخلية وخارجية.
استقرار عيارات الذهب مقابل اضطراب الجنيه
سجل كيلو ذهب عيار 24 في السوق السورية اليوم 1,376,872,436.11 ليرة سورية، ما يعادل 106,437.90 دولار أمريكي، في ظل ثبات نسبي منذ بداية الأسبوع الحالي.
ويأتي هذا السعر ليعكس استقرار السوق بعد موجة من الارتفاعات المتكررة التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية.
أما أونصة الذهب من عيار 24 فقد سجلت 42,825,536.00 ليرة سورية، ما يعادل 3,310.59 دولار، وهو ما يشير إلى تطابق واضح مع السعر العالمي تقريبًا، مع هامش بسيط يعود لفروق العرض والطلب المحلي.
تفاصيل أسعار الغرامات بحسب العيارات:
سجل غرام الذهب عيار 24 سعرًا قدره 1,376,899.60 ليرة سورى (106.44 دولار).
وبلغ غرام الذهب عيار 23 حوالي 1,319,464.11 ليرة سورى (102.00 دولار).
كما حقق غرام الذهب عيار 22 سعرًا يصل إلى 1,262,157.97 ليرة سورى (97.57 دولار).
واستقر غرام الذهب عيار 21 عند 1,204,722.47 ليرة سورى (93.13 دولار).
أما غرام الذهب عيار 18 فسجل 1,032,674.70 ليرة سورى (79.83 دولار).
وبينما تُظهر هذه الأسعار حالة من الانسجام مع الوضع الاقتصادي العام وأسعار صرف الدولار، إلا أن الغرابة تكمن في تصرف الجنيه الذهب، الذي خرج عن هذه القاعدة.
لماذا يثير الجنيه الذهب في سوريا الجدل؟
يعود الجدل حول الجنيه الذهب في سوريا إلى عدة أسباب متراكبة، أبرزها ندرة المعروض من هذا الشكل من الذهب في الأسواق، وازدياد الطلب عليه من قبل فئات معينة، سواء بهدف الادخار أو استخدامه كهدايا أو مهور في المناسبات الاجتماعية.
هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تذبذب سعر الجنيه حتى عندما تستقر أسعار باقي العيارات، مما يثير تساؤلات وقلق المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
وما يزيد الطين بلة، أن بعض التجار يضيفون على سعر الجنيه هامشًا إضافيًا يتجاوز القيمة الحقيقية للذهب الذي يحتويه، مستغلين قلة المعروض وضعف الرقابة، في ظل غياب واضح للبيانات الرسمية الدقيقة المتعلقة بكميات الجنيه الذهب المتاحة والمتداولة.
التلاعب والتفاوت بين المناطق
أفادت مصادر من سوق الحريقة بدمشق بأن سعر الجنيه الذهب قد يختلف بين محل وآخر بفروقات تصل إلى 200 ألف ليرة سورية، تبعًا لنوعية الدمغة وتاريخ الصك، إذ يفضل بعض المواطنين الجنيهات القديمة التي تحمل طابعًا تراثيًا ويُعتقد أنها أكثر نقاءً.
كما يلجأ البعض إلى بيع الجنيهات المستعملة بأسعار أعلى من الجديدة، ما يخلق تشوهًا سعريًا في السوق.
وفي مدينة حلب، أشار أحد الصاغة إلى أن الطلب على الجنيه الذهب زاد بنسبة 40% خلال الشهر الماضي، تزامنًا مع موسم الخطوبة والأعراس، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعره مقارنة بثبات سعر الغرام، حيث يُعد الجنيه خيارًا أكثر عملية للمستهلكين من شراء كميات غرامية متفرقة.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى الجنيه الذهب في سوريا حالة استثنائية تثير الجدل، ليس فقط لارتباطه بالمعدن النفيس، بل لما يحمله من دلالات اقتصادية واجتماعية تعكس واقع السوق المحلية.
وبينما يستقر الذهب بعياراته المختلفة، يظل الجنيه كقطعة نقدية صغيرة، مصدرًا للريبة والتساؤلات ومؤشرًا قويًا على الحاجة لضبط السوق بشكل أكبر.