اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: بطل اليوم العاشر

اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: بطل اليوم العاشر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحَرِق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد”.

توفي خالد محمد شوقي، سائق شاحنة البنزين بمدينة العاشر من رمضان، داخل المستشفى متأثرًا بإصابته.

لفظ البطل الشجاع خالد محمد شوقي، سائق واقعة إنقاذ محطة الوقود بمدينة العاشر من رمضان، أنفاسه الأخيرة منذ قليل داخل مستشفى أهل مصر، متأثرًا بإصابته بحروق بالغة جراء الحريق الذي نشب في سيارة تحمل مواد بترولية، ومن المقرر نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالدقهلية استعدادًا لتشييع الجثمان ودفنه بقريته.

وتعود أحداث الواقعة إلى الأسبوع الماضي، حين اندلعت النيران بشكل مفاجئ داخل محطة الوقود بمدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، بعد انفجار تانك السيارة نتيجة ارتفاع درجة حرارته، مما شكّل تهديدًا بوقوع كارثة كبرى وأضرار جسيمة في حال امتداد النيران إلى المناطق السكنية المجاورة أو محطة البنزين.

في تلك اللحظات المرعبة، لم يتردد السائق خالد، فاندفع إلى مقعد القيادة بسرعة غير معهودة، بينما كانت النيران تلتهم السيارة، وانطلق بها إلى خارج المحطة، محاولًا إبعاد الخطر عن المواطنين المتواجدين.

وبفضل شجاعته، نجح في إخراج السيارة المحترقة إلى الشارع، ليحول دون امتداد الحريق إلى خزانات الوقود داخل المحطة.

وتداول عدد من المواطنين مقاطع فيديو وصورًا للسائق، مصحوبة بكلمات الإشادة والإعجاب. وتم نقله على الفور إلى مستشفى “أهل مصر للحروق” لتلقي العلاج اللازم، بعد أن نُقل من مستشفى محلي، إذ كان محتجزًا بالعناية المركزة.

يُذكر أن مديرية أمن الشرقية كانت قد تلقت إخطارًا يفيد باندلاع حريق ضخم داخل محطة وقود في العاشر من رمضان، وعلى الفور تم الدفع بأربع سيارات إطفاء، وتمت السيطرة على الحريق، فيما أسفر الحادث عن إصابة أربعة أشخاص، بينهم السائق البطل، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت للتحقيقات.

بطل العاشر من رمضان، سائق يخاطر بحياته لينقذ محطة وقود من كارثة – خالد بطل العاشر من رمضان، في لحظات حاسمة لا تتجاوز الثواني، قرر السائق خالد محمد شوقي عبد العال أن يواجه الموت من أجل إنقاذ أرواح الآخرين، مسطّرًا موقفًا بطوليًا سيظل حاضرًا في ذاكرة كل من سمع بقصته.

شبّ حريق في سيارة وقود أمام محطة بنزين في العاشر من رمضان، إذ اندلع الحريق المفاجئ في شاحنة محملة بالوقود داخل محطة الوقود الواقعة بالمجاورة 70 في مدينة العاشر من رمضان، وعمّ الذعر بين المتواجدين.

أظهر خالد شجاعة نادرة، إذ أسرع إلى السيارة المشتعلة وقادها بعيدًا عن المحطة، متحملًا مخاطر الانفجار المحتمل، ليحول دون وقوع كارثة كانت ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

لكن هذا العمل البطولي لم يمرّ دون ثمن باهظ، فقد تعرض خالد لحروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة في وجهه وأطرافه، وتم نقله أولًا إلى مستشفى بلبيس المركزي، الذي لم يكن مجهزًا للتعامل مع حالته الخطيرة، قبل أن تصدر توجيهات عاجلة لنقله إلى مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق بالقاهرة، المعروفة بكفاءتها في استقبال الحالات الحرجة.

من جانبه، أكد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، أنه تم إرسال فريق من العلاقات العامة إلى المستشفى لمتابعة الحالة الصحية للسائق، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لتسريع إجراءات نقله إلى القاهرة لتلقي العلاج اللازم.

وقال رئيس الجهاز إن ما فعله السائق خالد شوقي “يستحق كل التقدير والدعم، كرمز للبطولة والتضحية من أجل سلامة الآخرين”.

وأكد رئيس جهاز العاشر من رمضان أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية، وتم نقل المصاب إلى مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق بالقاهرة، لما تمتلكه من تجهيزات طبية عالية المستوى وخبرة في التعامل مع حالات الحروق الحرجة.

وبحسب مصادر أمنية، تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا يفيد بتصاعد ألسنة اللهب من سيارة محملة بكميات كبيرة من الوقود، الأمر الذي أثار الذعر بين المواطنين والمتواجدين بمحيط المحطة. وعلى الفور، انتقلت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، مدعومة بعدد من سيارات الإطفاء، حيث تم فرض طوق أمني مشدد حول المنطقة لمنع انتشار الحريق إلى المنشآت السكنية المجاورة أو مرافق المحطة.

وبفضل سرعة الاستجابة والتدخل الحاسم، نجحت فرق الإطفاء في السيطرة على النيران ومنع وصولها إلى خزانات الوقود داخل المحطة، مما حال دون وقوع انفجار كان من شأنه أن يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.

وأسفر الحادث عن إصابة أربعة أشخاص، وهم كل من: مصطفى محمود (25 عامًا)، وشقيقه إسلام (30 عامًا)، وكريم حمادة (43 عامًا)، وقائد السيارة خالد محمد شوقي، الذي أُصيب بحروق بمختلف أنحاء الجسد جراء الحريق، وتم نقل المصابين جميعًا إلى مستشفى العاشر من رمضان الجامعي لتلقي الإسعافات اللازمة، قبل تحويل قائد السيارة إلى مستشفى بلبيس المركزي لخطورة حالته، ثم إلى مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق.

رحم الله شهداء الوطن، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يدخلهم الفردوس الأعلى من الجنة.

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن، وجنّبها شرّ الفتن والأحقاد والشائعات والضغائن والحروب.

اللهم إني أستودعك مصر وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، فاحفظها ربي يا من لا تضيع عنده الودائع.