مي عز الدين: عودة غير متوقعة إلى المسرح وتجربة جديدة تكشف جوانب مخفية من شخصيتها

ارتبط اسم مي عز الدين على مدار سنوات بالرقة والبراءة والملامح الشرقية الجذابة، حيث رسمت لنفسها خطًا دراميًا خاصًا في السينما والتلفزيون، جعل منها واحدة من أبرز نجمات جيلها.
ومع أن سيرتها الفنية تتضمن عددًا لا يُستهان به من الأعمال الناجحة، إلا أن خشبة المسرح لم تحظَ سابقًا بمكانة بارزة في مشوارها إلى أن فاجأت الجمهور مؤخرًا بتجربة مسرحية أثارت تفاعلًا واسعًا عبر السوشيال ميديا.
مي عز الدين تنشر صورًا من المسرح لأول مرة: بداية جديدة أم عودة من الباب الخلفي؟
نشرت مي عز الدين عبر حسابها الرسمي على منصة «إنستجرام» مجموعة صور لها من كواليس أحد المسارح، وعلّقت بكلمات صادقة كشفت فيها عن مدى تأثرها بالتجربة المسرحية الأولى، والتي جعلتها تراجع نظرتها لخشبة المسرح قائلة: «ياريتني جربت المسرح من بدري».
هذه الجملة، وإن بدت عفوية، فإنها تحمل في طياتها اعترافًا ضمنيًا بأن مي ربما أضاعت سنوات كان يمكن أن تمنحها تجارب مسرحية أكثر ثراءً.
الصور التي شاركتها الفنانة لاقت تفاعلًا كبيرًا، ليس فقط من جمهورها العريض، بل أيضًا من زملاء المهنة، الذين باركوا لها على الخطوة الجديدة، مؤكدين أن المسرح بحاجة لوجوه موهوبة مثيلة لها.
“زواج اصطناعي”: أول تجربة مسرحية لـ مي عز الدين
اختارت مي عز الدين أن تكون أول تجربة لها على المسرح من خلال مسرحية «زواج اصطناعي»، وهي عمل كوميدي اجتماعي يناقش فكرة العلاقات العصرية في قالب ساخر.
وعُرضت المسرحية في أحد المسارح الخاصة بالقاهرة، وشهدت حضورًا جماهيريًا لافتًا، الأمر الذي شجع مي على التفكير جديًا في الاستمرار بهذا النوع من الفن.
في تصريحات إعلامية سابقة، قالت مي: «دي المرة الأولى اللي أقف فيها على المسرح، وسبحان الله حبيت المسرح جدًا، والجمهور كان استقباله حلو جدًا، وده خلاني أحب اشتغل في المسرح تاني».
هذه العبارات توحي بأننا أمام فنانة أعادت اكتشاف ذاتها من جديد، واكتشفت شغفًا جديدًا قد يشكل منعطفًا مهمًا في مسيرتها.
مي عز الدين.. بين الشاشة وخشبة المسرح
من المعروف أن مي عز الدين تميزت بأداء الأدوار الدرامية والرومانسية، بدءًا من ظهورها في فيلم رحلة حب مع محمد فؤاد، مرورًا بأعمال مثل عمر وسلمى و دلع بنات و الشك، وصولًا إلى مسلسلات رمضان الناجحة التي ثبتت بها أقدامها بين نجمات الصف الأول. غير أن جمهور المسرح، وعلى عكس جمهور الشاشة، يطالب النجم بلحظة صدق مباشر على الخشبة، وهو ما بدا أن مي قد أدركته جيدًا.
فهي تقول بوضوح: «الشخص بيتحول لما بيطلع على المسرح، احساس حلو أوي أنك ترسم الضحكة على وش المشاهد، ده في حد ذاته احساس نفسي أوي».
وتعتبر هذه الجملة عن الجانب الإنساني والوجداني للفنانة، وتُظهر مدى تقديرها لتلك اللحظة الإنسانية التي تربطها مباشرة بالجمهور دون وسائط.
الجمهور يرحب بعودة مي عز الدين
ردود فعل الجمهور لم تتأخر. فقد غمرت التعليقات حسابها على «إنستجرام» برسائل دعم وحب، منها من كتب: «برنسيسة المسرح»، وآخر قال: «وحشتينا يا ميكا، نورتِ المسرح».
أبدت هذه العبارات تلقائية في ظاهرها، تعكس حجم المحبة التي يحظى بها اسم مي عز الدين، وتؤكد أن الجمهور كان ينتظر عودتها بأي شكل فني، حتى لو لم يكن دراميًا تقليديًا.
هل تصبح خشبة المسرح محطة دائمة في مسيرة مي عز الدين؟
يبقى السؤال الآن: هل ستستثمر مي عز الدين نجاحها المسرحي الأول في تكوين رصيد جديد على خشبة المسرح؟ وهل ستتوجه نحو المسرح الكلاسيكي، أم تستمر في العروض الكوميدية ذات الطابع الخفيف؟ ما نعرفه حتى الآن أنها أبدت رغبتها الصادقة في تكرار التجربة، وهو ما يعني أن جمهور المسرح قد يرى اسم مي عز الدين على الأفيشات مجددًا، وربما بشكل متكرر في المواسم القادمة.
المسرح يعيد رسم ملامح مي عز الدين
من الملفت للنظر أن عودة مي عز الدين للمسرح لم تكن مجرد تجربة، بل كانت انعكاسًا لتطور داخلي ونضوج فني.
فهي لم تكن بحاجة لإثبات نجوميتها، لكنها أرادت خوض تجربة تعيدها إلى لحظة الصفر، إلى تلك اللحظة التي يشعر فيها الفنان أنه “يتعلم من جديد”، ويكتشف مدى حب الناس له.
المسرح، كما تصفه مي، هو المكان الذي يضع الفنان في مواجهة حقيقية مع جمهوره، بلا فلاتر ولا مونتاج، مما يجعله فنًا لا يقبل المجاملة ولا الادعاء.
لذا فربما تكون هذه التجربة قد أعادت إحياء جزء خفي في شخصية مي، ذلك الجزء الذي لم يُكشف بعد في الدراما أو السينما.
الخاتمة: مي عز الدين على مفترق فني جديد
تمتلك مي عز الدين كل المقومات التي تجعل منها نجمة مسرحية من الطراز الرفيع: الموهبة، الحضور، الذكاء، وخفة الظل.
ومع أن هذه التجربة جاءت متأخرة، إلا أنها قد تكون الخطوة الأولى نحو مسار جديد يضيف لرصيدها الفني المتنوع.
وإن كان المسرح يحتاج إلى نجوم حقيقيين، فـ مي عز الدين أثبتت أنها قادرة على التألق حتى في أعرق وأصعب الفنون.