في ذكرى وفاة محمد قنديل: كيف انطلقت مسيرة صاحب الألف حنجرة الفنية من إمبابة؟

في ذكرى وفاة محمد قنديل: كيف انطلقت مسيرة صاحب الألف حنجرة الفنية من إمبابة؟

وُلد محمد قنديل، واسمه الحقيقي قنديل محمد حسن، في 11 مارس عام 1929 بحي شبرا الشعبي في القاهرة.

نشأ في بيت يقدر الفن، فكان والده محبًا للعزف على العود، وجدته مغنية شعبية، كما كان شقيقه عبدالله مطربًا في الأربعينيات.

هذه البيئة ساهمت في تشكيل موهبته الفطرية، التحق قنديل بمعهد الموسيقى الشرقية، حيث تعلّم العزف على العود وتلقى دروسًا على يد كبار الأساتذة، أبرزهم إبراهيم شفيق.

بدأ حياته الفنية من بوابة الفن الشعبي، حيث كان يغني في إمبابة، ولفت الأنظار بأدائه العاطفي القوي.

أولى أغانيه كانت “يا رايحين الغورية”، الذي قدمها للجمهور، تبعتها مشاركاته في الإذاعة منذ عام 1946، لتبدأ مسيرته الحقيقية في عالم الطرب.

محمد قنديل

محمد قنديل الصوت الذي لا يُنسى

اشتهر محمد قنديل بلقب “صاحب الألف حنجرة”، وهو لقب أطلقه عليه كبار الموسيقيين مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، نظرًا لغزارة صوته ومرونته وتمكّنه من أداء مختلف الألوان الغنائية.

لم يكن صوتًا تقليديًا، بل كان ممتدًّا، غنيًا بالتعبير، ما جعله أيقونة للأغنية الشعبية والرومانسية والوطنية على حد سواء.

غنّى قنديل ما بين 800 إلى 2000 أغنية، ما بين أعمال إذاعية وسينمائية، وتنوّعت موضوعاتها بين الحب، والوطن، والحارة الشعبية، والحياة اليومية، بل وحتى المواويل الطويلة التي أتقنها بإحساس فريد.

 أشهر أغاني محمد قنديل

من أشهر أعمال محمد قنديل أغنية “جميل وأسمر” التي ما زالت تُردد حتى اليوم.

أما “يا حلو صبح” فهي واحدة من العلامات البارزة في مسيرته، وارتبطت بفيلم “شاطئ الأسرار” الذي شارك فيه عمر الشريف.

أيضًا، تألّق في “سماح يا أهل السماح” التي أثّرت في الجمهور بدرجة دفعت كثيرين للمصالحة بعد سماعها، بحسب وصف الموسيقار عمار الشريعي.

كما قدم أغنيات خفيفة ومرحة مثل “أبو سمرة السكرة” و”تلات سلامات”، وأغاني وطنية مثل “بين شطين وميّة”، مما جعل صوته مرافقًا للمناسبات العامة والاحتفالات القومية.

ذكرى وفاة محمد قنديل
ذكرى وفاة محمد قنديل

 الحضور في السينما

رغم قوته الغنائية، لم يحظَ محمد قنديل بمكانة بطولية في السينما، إلا أن صوته كان حاضرًا بقوة.

شارك في نحو 20 فيلمًا، منها: “صراع في النيل”، “عندما نحب”، و”في صحتك”، وظهر غالبًا بدور المطرب أو بشخصية داعمة.

كما وقّع عقد احتكار مع شركة “مصر فون” عام 1959، وهو دليل على قيمته في سوق الغناء.

 الرحيل والإرث الفني

رحل محمد قنديل في 9 يونيو 2004 عن عمر ناهز 75 عامًا بعد أزمة قلبية، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا يُعد جزءًا من الذاكرة الغنائية المصرية.

كان يعاني في سنواته الأخيرة من مشاكل في القلب، ورغم قلة ظهوره الإعلامي، ظلّ جمهوره وفيًا له حتى النهاية.

اليوم، بعد أكثر من 20 عامًا على رحيله، لا تزال أغانيه تُبث وتُسمع، سواء في المناسبات أو عبر منصات الموسيقى، لتبقى حنجرته الذهبية حيّة في قلوب المستمعين.

 محمد قنديل في كتاب

في عام 2023، صدر كتاب بعنوان “محمد قنديل – 3 سلامات” للكاتب محب جميل، يوثق فيه مسيرته الفنية بالتفصيل.

يُعتبر هذا الكتاب من أهم المراجع التي أنصفت قنديل فنيًا وتاريخيًا، وقدمته للأجيال الجديدة باعتباره ركيزة من ركائز الطرب الأصيل.

اقرأ أيضا: ذكرى وفاة محمود المليجي.. شرير الشاشة الذي سرق القلوب وقدم 500 عمل فني