آخر المستجدات عن الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم بعد مغادرته العناية المركزة.. تفاصيل جديدة

في تطور إيجابي طمأن قلوب محبيه، كشفت الفنانة الشابة مريم عبد المنعم، ابنة الفنان الكبير صبري عبد المنعم، عن استقرار الحالة الصحية لوالدها، بعد نقله من غرفة العناية المركزة إلى غرفة عادية داخل أحد المستشفيات بالقاهرة.
وقالت مريم صباح اليوم: “الحمد لله حالة والدي مستقرة، وتم نقله إلى غرفة عادية بعد خروجه من العناية المركزة، وهو الآن في وضع أفضل، بخير الحمد لله، ويستكمل العلاج.. والحمد لله على كل شيء”.
ويُعد هذا الخبر بمثابة بارقة أمل لجمهور الفنان القدير الذي تربى على صوته وملامحه الهادئة، واعتاد حضوره الطاغي في الأعمال الدرامية والسينمائية منذ عقود.
تدهور مفاجئ في الحالة الصحية
وكان صبري عبد المنعم قد نُقل إلى المستشفى بشكل عاجل خلال الساعات الماضية، إثر تدهور حالته الصحية، حيث عانى من أعراض حادة تطلبت وضعه تحت الملاحظة الدقيقة داخل غرفة العناية المركزة.
بحسب مصادر طبية مقربة من الأسرة، فإن الفنان يعاني من ضعف بعضلة القلب، إضافة إلى نقص بمركبات الدم، والبوتاسيوم، والماغنسيوم، وهي حالات تتطلب متابعة مستمرة وعناية فائقة، خاصة في ظل تقدمه في السن ووجود أمراض أخرى مرتبطة بالشيخوخة.
وقد تلقت الأسرة دعمًا كبيرًا من الوسط الفني، حيث أعرب العديد من الفنانين والمخرجين عن قلقهم ودعواتهم له بالشفاء العاجل، مؤكدين على محبته الواسعة ومكانته الراسخة في قلوب المصريين.
مشوار فني حافل يليق بأسطورة
ولد الفنان صبري عبد المنعم في عام 1947، وبدأ مشواره الفني في سبعينيات القرن الماضي، ليصبح أحد الوجوه البارزة في الدراما والسينما المصرية.
وعلى مدار أكثر من أربعة عقود، ترك بصمة فنية لا تُنسى من خلال مشاركته في عدد كبير من الأعمال المتنوعة.
ورغم أن كثيرين يعتبرونه ممثلًا مساعدًا، إلا أن حضوره على الشاشة كان دائمًا ملفتًا ومؤثرًا.
وعُرف بدقة أدائه، وهدوء انفعالاته، وقدرته على تجسيد أدوار الإنسان المصري البسيط، سواء كان موظفًا، أو أبًا، أو حتى شرطيًا.
ومن أبرز الأعمال التي شارك فيها:
ليالي الحلمية
رأفت الهجان
المال والبنون
الوسية
دموع في عيون وقحة
السقوط في بئر سبع
إضافة إلى عشرات الأعمال السينمائية مع مخرجين كبار مثل عاطف الطيب ومحمد خان.
صبري عبد المنعم: نجم في الظل
رغم موهبته الواضحة وتاريخه الطويل، لم يكن صبري عبد المنعم من الباحثين عن الأضواء.
بل على العكس، آثر البقاء خلف الكواليس في كثير من الأحيان، راضيًا بدوره، ومخلصًا للفن دون ضجيج.
قال عنه المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ ذات مرة: “لو كان الأمر بيدي، لأعطيت صبري بطولة مطلقة منذ زمن طويل.. لأنه ببساطة، ممثل يعرف معنى الصدق”.
وقد تعاطف الجمهور معه بشدة عندما أعلن في عام 2021 عن تعرضه للنصب وبيعه لشقته تحت ضغط المرض والحاجة المادية، ما دفع النقابة وقتها إلى التحرك، وأثارت قضيته جدلًا واسعًا حول أوضاع الفنانين الكبار في مصر.
صبري عبد المنعم في ذاكرة المصريين
لا يرتبط اسم صبري عبد المنعم بالأعمال فقط، بل يمثل حالة وجدانية عميقة في الوعي الجمعي للمشاهد المصري.
فملامحه الحنونة وصوته الهادئ أعطيا طابعًا خاصًا لأدواره، خصوصًا تلك التي تلامس الجانب الإنساني، كالأب الطيب، أو الضابط الشريف، أو الرجل الشعبي المكافح.
ولعل هذا ما يفسر القلق العام الذي أصاب الجمهور فور الإعلان عن تدهور حالته، وهو ما ظهر بوضوح من خلال تصدُّر اسمه لمحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، في ظل رغبة الملايين في الاطمئنان عليه.
ويبقى صبري عبد المنعم نموذجًا للفنان الحقيقي، الذي قد لا يملأ الدنيا ضجيجًا، لكنه يملأ القلوب دفئًا واحترامًا.
واليوم، ومع الأخبار المطمئنة بشأن حالته الصحية، تتجدد دعواتنا له بالشفاء العاجل، وأن يعود إلى بيته وعائلته سالمًا، وربما إلى الشاشة أيضًا إن شاءت الظروف.
إن الأزمات الصحية، مهما كانت صعبة، لا تستطيع أن تُغيب عنّا قيمة فنية وإنسانية مثل صبري عبد المنعم، الذي يستحق كل الدعم والتقدير، ليس فقط من الوسط الفني، بل من كل محب للفن الأصيل.