هاجر محمد موسى تكتب: قلب لا يرضى بالنمو

هاجر محمد موسى تكتب: قلب لا يرضى بالنمو

من منا لم يتعلق في طفولته بأسطورة “الصبي الذي يأبى أن يكبر”بيتربان”ولكننا جميعا سرعان ماتجاوزنا ذلك التعلق واعتبرنا تعلقنا مجرد شعور طفولي يعكس رغبتنا في البقاء صغار.

لإننا عندما نكبر تعلمنا الحياة تباعد الأحباء وموت الأهل، ولا يبقى إلا قلوبنا وحيدة تتقلب من دقة إلى دقة ومن حال إلى حال نغرق عبر الزمن في بحرا صامت أبدي، نأذي قلوبنا بسبب عفويتنا التى ترى لمعة في كل ضوء وعطرا في كل ورد.

ولكن اتساءل ايامنا عن وجود افراد تعدوا حاجز الثلاثين ولكنهم ما زالوا كالأطفال قلوبهم لاتعي خبث الكبار وعيونهم تبكي من شيخوخة الزمن مثل قلبي يخشى العمر يأبى أن يكبر مهما كانت نوبات صمتى أو لحظات وحدتى، وما أدراك ركض قلبي عندما أحاول محاكاة الكبار دقات قلبي الرافضة تصبح راكضة متعبة فهي تنتمي لعالم الأطفال عندما تشعر بالخوف تكون واضحة نبضات جلية فإذا حاولت أن أرصد تلك النبضة المرعبة أتوجه بالخطاب إلى تلك الطفلة في داخلي الراكضة إلى حين مقدر لا أعرف عنها شيئا.

أحاول منع تلك الطفلة أن تقول كلمات الكبار مثل كلمه “أحبك” ولكنها أرادت دوما البكاء تبكي لأنها لاتعبر عن الكثير وتختصر الكثير وذلك لإن الأطفال حين يعجزون عن التعبير يبكون ويرددون كلمات مبهمه وغير مفهومه.

وكمعظم الفتيات تظل طفلة لإنها تخاف أن تصبح امراة لأنه أمرا صعب يتطلب وبشكل رئيسي أن تتعامل مع الرجال الذين لا يروانها طفلة في جسد امراة فمعظمهم لايرى إلا الجسد كسائر الشرقيين ووفقا للمعتقدات الدينيه فهي امراة كامله بعيدا عن برائتها الكاملة فإذا رأت منهم أخا أو صديقا رأوها برجعيتهم متحررة وأذا جرأت أن تتخذ حببيا رأوها مخطئة فالتزمت بالطفولة وهربت لكهف الأسرار بعيدا عن الأشرار لتبقى سالمة تعيد النظر في حقيقة الأشخاص والأشياء تنفض الغبار عن نفوس من حولها الغابرة لعلها تجد الطفولة الغائبة في النفوس الحالكة.