أصحاب الشركات في الصورة: نشاط حزبي وبداية تنافس قوي في الانتخابات البرلمانية 2025 بالإسكندرية

بدأت الأحزاب السياسية بالتحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانوني تنظيم انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لتبدأ بوادر المعركة الانتخابية بالدوائر المختلفة بالمحافظات، خاصة في محافظة الإسكندرية والتي عادة ما تشهد منافسات شرسة على مقاعد القوائم والفردي.
تحركات مبكرة وبوادر منافسة شرسة
وبدأت الأحزاب السياسية في الإسكندرية العمل مُبكرًا على التجهيز لانتخابات مجلس النواب من خلال الاجتماعات المكثفة لوضع خطة خوض الانتخابات إلا أنه لم تظهر بعد الأسماء النهائية التي سيدفع بها كل حزب من الأحزاب سواء على القوائم المختلفة أو على المقاعد الفردية.
وتتربع دائرة محرم بك وكرموز ومينا البصل على رأس الدوائر التي من المتوقع أن تشهد منافسة شرسة وصراعًا ساخنًا لما تتمتع به من وجود عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال، وتلعب الجمعيات الأهلية بها دورًا في هيمنة مرشحين بعينهم على الأصوات ونَيْلها لصالحهم، كما أن للدائرة تاريخ من الصراع الانتخابي المحموم عبر أكثر من 25 عامًا بين الأحزاب السياسية ومن قبلهم القبائل وجماعة الإخوان المحظورة.
ودائمًا ما تكون الانتخابات مشتعلة في تلك الدائرة بسبب شدة المنافسة وطبيعة الناخبين في مناطقها الشعبية التي غالبية سكانها من الطبقات الكادحة ويلعب عليها المرشحون لكسب أصواتهم من خلال مجالستهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، وقد بدأت تنطلق بوادر الدعاية الانتخابية فيها لمرشحين محتملين.
وتأتي دائرة الدخيلة والعامرية وبرج العرب على رادار الصراع، والتي غالبًا ما تكون محسومة لصالح مرشحي حزب النور حيث يحكم الحزب قبضته عليها كل دورة انتخابية خلال السنوات الأخيرة فهم أصحاب الكلمة المسموعة ببعض قرى العامرية إلى جانب حزب مستقبل وطن ويدخل معهم على خط المنافسة حزب الوفد، وقد يُلاحقهم حزب حماة الوطن في الانتخابات القادمة.
وكانت بلغت المنافسة الانتخابية بتلك الدائرة في الانتخابات البرلمانية الماضية ذروتها وزادت حدة الصراع بين المرشحين خاصة في المناطق ذات الطابع القبلي، وساد فيها الموقف “القبلية، والعصبية، ورأس المال، والرصيد السابق”، إلى أن اقتنص مقاعدها حزبي النور ومستقبل وطن.
ظاهرة شراء الأصوات في الانتخابات البرلمانية
وأوجز هشام صلاح الدين، أحد نشطاء المجتمع المدني بالإسكندرية، ظاهرة شراء الأصوات من قِبل بعض رجال الأعمال بدوائرهم خلال المعركة الانتخابية الماضية، والتي كانت حديث الشارع السكندري وتصدرت منصات التواصل الاجتماعي حينها، من خلال موقف عايشه خلال ماراثون الانتخابات البرلمانية، قائلًا إنه بمناسبه اقتراب انتخابات مجلس النواب فإن أحد المرشحين خلال قيامه بجولة انتخابية بدائرته صادف رجلًا عجوزًا فمال عليه وحضنه وأعطاه 200 جنيه وهمس له وقال “أصواتكم معايا إن شاء الله يا حاج انت وعيالك”، فرد الرجل العجوز وقال “يا بني أنا مش عاوز فلوس أنا عاوز حمار يساعدني في المعيشة”، فذهب المرشح إلى سوق المواشي لشراء “حمار” للعجوز فلم يجد حمارًا بالـ 200 جنيه، فرجع للعجوز وقال له “مفيش حمار بالسعر ده يا عم الحاج”، فابتسم العجوز وقال له “بعني معرفتش تشتري حمار بفلوسك وجاي تشتريني بيهم أنا وعيالي؟!”.
ووجه “صلاح الدين”، رسالة للمواطن السكندري أن يكون لديه وعي سياسي ويختار من يمثله بالفعل ويستحق أن يمنحه صوته، قائلًا: “رسالتي لكل مواطن بيبيع صوته بـ 50 أو 100 أو 500 جنيه متخليش الحمار يبقى أغلى منك وله سعر”.
رجال الأعمال يدخلون على الخط
من جانبه أكد المهندس هاني ناصف، أمين عام أمانة العمل الجماهيري بحزب الأحرار الدستوريين بالإسكندرية، أنه من المتوقع أن تشهد الإسكندرية منافسة قوية على مقاعد البرلمان خاصة بعد التغييرات الهامة في توزيع الدوائر والمقاعد بالمحافظة التي تُعد ثاني أكبر محافظات مصر من حيث الثقل السكاني والسياسي، التي أقرها قانون الانتخابات الجديد لضمان التوازن بين الكثافة السكانية وعدد النواب.
وكشف “ناصف”، في تصريحات خاصة لـ”الحرية”، أنه بالنسبة لحزب الأحرار الدستوريين فإنه يتم التجهيز حاليًا للدفع بعدد 4 مرشحين بالانتخابات البرلمانية على المقاعد الفردية للمنافسة بـ 4 دوائر على رأسهم محرم بك والمنشية والعطارين، مضيفًا أنه سيقتنص مقعد البرلمان من له قاعدة جماهيرية مبنية على الخدمة الحقيقية للمواطن السكندري بعيدًا عن ما شهدته بعض الدوائر خلال الدورة البرلمانية الماضية من استغلال بعض أصحاب رؤوس الأموال حاجة المواطنين في ظل موجة ارتفاع الأسعار التي تحرق جيوب المواطنين لا سيما البسطاء منهم وشراء أصواتهم بالمال وهو ما رُصد حينها بمنصات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن بوادر معركة انتخابات مجلسي النواب والشيوخ بالإسكندرية تُشير إلى دخول رجال الأعمال على الخط مثلما حدث في الانتخابات الماضية وقد تظهر نفس الوجوه للمنافسة من جديد والتمسك بمقاعدهم بالمجلس القادم، مع دخول رجال أعمال آخرين المنافسة وظهر ذلك من خلال ظهورهم الإعلامي مؤخرًا ومحاولاتهم فرض أنفسهم على الشارع السكندري من خلال تقديم الفعاليات الخدمية المختلفة، لكنه يتوقع أن الأمر سيختلف هذه المرة، لافتًا إلى أن السواد الأعظم من نواب البرلمان الحالي خيبوا ظن ناخبيهم وباتوا لا يصلحون للفوز من جديد في حال خوضهم الانتخابات المقبلة نظرًا لعدم تقديمهم إنجازات وخدمات ملموسة تمس المواطنين وتُقدم حلولًا جذرية لمشكلاتهم، وهو ما جعل المواطن السكندري أكثر وعيًا في اختيار من يمثله بمجلس النواب في الدورة البرلمانية القادمة.