العميد حاتم عاطف لـ”الحرية”: قافلة الصمود تمثل المنفذ الخلفي لعودة الإخوان عبر بوابة القدس

كتب: صابر جمعه سكر
حذر المحلل السياسي والعسكري العميد حاتم عاطف، في تصريح خاص لموقع “الحرية”، من خطورة ما وصفه بـ”التحركات المموّهة” التي تتخفى خلف شعارات دعم غزة ومقاومة العدوان الإسرائيلي، بينما تحمل في جوهرها أجندات أيديولوجية عابرة للحدود تهدف إلى إعادة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد الإقليمي.
وقال العميد عاطف: “رغم أن قافلة الصمود تبدو في ظاهرها تحركًا شعبيًا عفويًا يرفع راية التضامن مع غزة، فإن ما يجري على الأرض هو سيناريو مُعدّ مسبقًا، أُخرج بدقة عبر منصات محسوبة، وتوقيت مدروس، ويقف خلفه التنظيم الدولي للإخوان”.
الواجهة فلسطينية بحتة
وأوضح أن الواجهة فلسطينية بحتة، ممثلة في شخص يُدعى سيف أبو كشك، ممثل شبكة الشباب الفلسطيني في إسبانيا، لكن هذه الشبكة تتبع “اتحاد مجلس مسلمي أوروبا”، الذي يضم منظمات إسلامية موالية للإخوان في مختلف أنحاء القارة.
وأضاف أن “الاسم الأهم في الكواليس هو يحيى الصاري، الجزائري والقيادي في جمعية العلماء المسلمين، الجناح التاريخي للإخوان في الجزائر. الصاري يحمل فكرًا جهاديًا سلفيًا بامتياز، وقد سبق له أن صرّح بأن ‘فتاوى داعش صحيحة لكن استُغلّت بشكل خاطئ’، في دلالة واضحة على الخلفية الأيديولوجية التي تحرّك هذا التحرك”.
الهدف الحقيقي من القافلة إعادة تسويق الإخوان
وأشار العميد عاطف إلى أن الهدف الحقيقي من القافلة ليس كسر الحصار على غزة كما يُعلن، بل إعادة تسويق الإخوان كقوة “ثورية” و”ميدانية” تحت راية تحرير القدس. واستشهد بتصريحات الصاري نفسه، الذي اعتبر أن “حل الدولتين هو مشروع الطغاة العرب”، مؤكدًا أن “التحرير يبدأ من إسقاط الأنظمة، لا من التفاوض مع إسرائيل”، وهو خطاب إخواني كلاسيكي يعود لعقود مضت.
وتابع أن “السيناريو معروف سلفًا: سفينة أوروبية – مثل سفينة مادلين – تُمنع من دخول غزة وتُحتجز من قبل إسرائيل، لتبدأ بعد ذلك قافلة غضب شعبية تُصور وكأنها صحوة أمة، ثم تتجه الأنظار إلى من يقود التحرك، لتبدأ لحظة العودة الرمزية للإخوان إلى الواجهة من بوابة القدس، بينما الهدف الحقيقي هو إعادة إحياء التنظيم وتحريره من عزلته”.
أما عن التمويل والتنسيق، فقال عاطف إن “خيوط التمويل تتقاطع خلف الكواليس بين قطر وتركيا، بغطاء بريطاني ناعم، وتنسيق استخباراتي مع جهات أمريكية، بينما الحاضنة الفكرية هي شبكة دولية نائمة تستيقظ تدريجيًا تحت راية الجهاد الثوري، وبوابة غزة”.
الإخوان يراهنون على لحظة فراغ سياسي
وحول توقيت هذا التحرك، قال إن “التنظيم الدولي للإخوان يراهن على لحظة فراغ سياسي إقليمي ناتج عن الحرب في غزة، وتخبّط في مواقف بعض الأنظمة، وانكشاف ازدواجية المواقف الغربية، ما يشكّل فرصة ذهبية للعودة إلى المشهد، ولكن من بوابة العاطفة والبكاء على غزة، مع هدف أبعد يتمثل في زعزعة استقرار الأنظمة العربية وإشاعة الفوضى تحت شعار المقاومة”.
وختم العميد حاتم عاطف تصريحه محذرًا من أن “ما نراه ليس سوى المشهد التمهيدي لعودة جماعة فُرض عليها النسيان، فاختارت الاستثمار في دماء الفلسطينيين لتعود إلى الواجهة. لكن الخطر الحقيقي ليس في القافلة نفسها، بل في المخرج الذي لا نراه، والذي يُعد للمنطقة مشهدًا أخيرًا قد يكون أشد دمويّة مما مضى. فافتحوا أعينكم أيها المصريون، واحفظوا مصر من الفوضى القادمة باسم الجهاد”.