خبير اقتصادي يتحدث لـ«الحرية»: الشرق الأوسط يواجه احتمالاً للصراع.. والتداعيات الاقتصادية قد بدأت فعلاً

خبير اقتصادي يتحدث لـ«الحرية»: الشرق الأوسط يواجه احتمالاً للصراع.. والتداعيات الاقتصادية قد بدأت فعلاً

علّق الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب على قرار وزارة الخارجية الأمريكية بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من بغداد، وسحب عائلات الجنود والدبلوماسيين من البحرين والكويت، ورفع حالة التأهب في القواعد الأمريكية بالخليج، معتبرًا أن هذه التطورات “تنذر بأن المنطقة على أعتاب صراع قد لا يقتصر على منشآت نووية بل يمتد إلى مواجهة عسكرية أوسع”.

وأشار الديب، في تصريحات خاصة لـ”الحرية”، إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قال فيها: “قريبًا سيُظهر الجيش شجاعة لا نهاية لها، وقد حذرنا إيران من امتلاك سلاح نووي وسنرى ما سيحدث”، مؤكدًا أن هذه النبرة التصعيدية تعكس احتمالية توجيه ضربة عسكرية قريبة لطهران.

فشل المسار الدبلوماسي وعودة “الخيار العسكري”

وأوضح الخبير، أن كل المؤشرات الحالية – من انسحاب الموظفين الأمريكيين، إلى التقارير الاستخباراتية حول استعداد إسرائيل لتوجيه ضربة استباقية على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض – تؤكد أن “الخيار العسكري عاد بقوة إلى الطاولة”، خاصة مع تعثر المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وعدم التوصل لاتفاق مرضٍ للطرفين بعد خمس جولات من المحادثات.

أثر مباشر على الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة

وحذر الديب، من تداعيات اقتصادية كارثية في حال اندلاع الصراع، مشيرًا إلى أن الأسواق بدأت بالفعل في الاستجابة، حيث ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5% خوفًا من تعطيل الملاحة عبر مضيق هرمز الذي تمر منه 20% من إمدادات النفط العالمية، وارتفع سعر الذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 3342 دولارًا للأونصة.

وأضاف: “إذا تطورت الأمور للأسوأ، فقد نشهد وصول أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل، ما سيؤدي إلى قفزات في تكلفة الطاقة حول العالم، واضطرابات في سلاسل الإمداد وأسواق المال”.

صراع جيوسياسي محفوف بالعواقب

ولفت إلى أن الصراع المحتمل لن يكون مجرد عملية عسكرية موضعية، بل “تحرك استراتيجي شامل”، يتقاطع مع الأمن الاقتصادي العالمي، نظرًا لأهمية المنطقة كممر رئيسي للنفط والبتروكيماويات والمعادن، مشيرًا إلى أن انسحاب الدبلوماسيين وتجميد مشاريع استثمارية كبرى يعكس ارتفاع منسوب المخاطر لدى المستثمرين.

الأسواق تترقب.. والقلق يسيطر

وأكد الديب، أن التوترات الحالية انعكست على الأسواق الناشئة، التي بدأت تشهد هروبًا تدريجيًا لرؤوس الأموال وتراجعًا في مؤشرات الأسهم، مشيرًا إلى أن الاقتصاد العالمي أصبح “أسيرًا لحالة ترقب سياسي وعسكري”، في انتظار ما إذا كانت المفاوضات النووية ستُستأنف الأحد المقبل كما رجّح مسؤولون إيرانيون، أم أن “لحظة الصفر” قد اقتربت.

ـ اقرأ أيضًا: سعر النفط يتراجع بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط