هل حانت لحظة الحقيقة لشنّ هجوم عسكري على إيران؟

هل حانت لحظة الحقيقة لشنّ هجوم عسكري على إيران؟

تترقب منطقة الشرق الأوسط، اليوم الجمعة 13 يونيو، تصاعد غير مسبوق في حدة الأزمة الإيرانية. فيما يواصل برنامج طهران النووي خطواته المتسارعة، حيث تتصاعد التحذيرات الدولية وتتضارب المواقف، لتطرح تساؤلاً ملحاً: هل باتت المنطقة على وشك الانزلاق نحو مواجهة عسكرية شاملة، أم أن الدبلوماسية تحتفظ بآخر خيوط الأمل؟

موقع “الحرية الإخباري” يرصد لكم آخر المستجدات من قلب العاصفة.

آخر تطورات ضرب إيران

لم تمر ساعات هذا اليوم دون أن تحمل معها تطورات تزيد من لهيب التوتر القائم. فقد جاءت الضربة الدبلوماسية الأشد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، التي وجهت إدانة غير مسبوقة لإيران لعدم امتثالها لالتزاماتها النووية.

هذا القرار، الذي يعد الأول من نوعه منذ ما يقرب من عقدين، يؤكد فشل طهران في التعاون الكامل والشفاف بشأن مواد وأنشطة نووية غير معلنة في مواقع مختلفة. خبراء الشؤون الدولية يعتبرون هذه الإدانة بمثابة جرس إنذار قد يفتح الباب أمام إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران، مما يزيد الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية عليها بشكل كبير.

ولم تتأخر إيران في الرد على هذه الإدانة، حيث أعلنت، وفقاً لوكالات الأنباء، عن عزمها على بناء وتفعيل منشأة تخصيب نووي ثالثة. هذا التصعيد الإيراني، الذي يأتي في سياق سياسة الرد بالمثل، يعمق من الأزمة ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ حقيقي لكبح جماح برنامج طهران النووي.

على صعيد الموقف الدولي، تتكشف ملامح لعبة عض أصابع بين القوى الكبرى. ففي تطور لافت، أفادت تقارير من مصادر أمريكية وإسرائيلية موثوقة، مثل “أكسيوس” و”وول ستريت جورنال”، بأن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بشكل صريح أنها لن تشارك بشكل مباشر في أي ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة للمنشآت النووية الإيرانية. هذه الرسالة الأمريكية، وإن كانت لا تستبعد الدعم اللوجستي أو الاستخباراتي، فإنها تلقي بعبء اتخاذ قرار الضربة المنفردة على عاتق تل أبيب.

وفي هذا السياق، تتواصل التحذيرات من تداعيات أي عمل عسكري. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه لم يتردد في التحذير من خطر “صراع هائل” في الشرق الأوسط، مؤكداً في الوقت ذاته على رغبة واشنطن في التوصل إلى “اتفاق جيد للغاية” مع إيران عبر المسار الدبلوماسي. هذا الموقف المتأرجح يعكس تعقيدات المشهد الدولي، حيث توازن واشنطن بين سياسة الضغط والرغبة في تجنب حرب مدمرة.

في المقابل، تستمر تل أبيب في إظهار استعدادها، مع تقارير تشير إلى تكثيف الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية. لكن السؤال الأهم يبقى: هل ستخاطر إسرائيل بالتحرك منفردة دون دعم أمريكي مباشر في عملية بهذا الحجم والخطورة؟ لا سيما مع التحذيرات الأمريكية من قدرة إيران على الرد بصواريخ باليستية قد تفوق قدرة الدفاعات الإسرائيلية.

أما طهران فقد أعلنت بصوت عالٍ عن استعدادها للرد “بشكل قوي ومدمر” على أي هجوم، مؤكدة أن القواعد الأمريكية وحلفائها في المنطقة ستكون في مرمى صواريخها. هذا التهديد المباشر يضع المنطقة برمتها على شفا الهاوية، ويزيد من احتمالية الانزلاق إلى دوامة عنف لا يمكن التنبؤ بحدودها.

بين الإدانة الدولية والرد الإيراني، والمواقف المتباينة للقوى العظمى، يبقى الشرق الأوسط في دائرة الخطر. أحداث اليوم الجمعة 13 يونيو لم تجلب “ضربة” عسكرية مباشرة، لكنها بلا شك نقلت المنطقة خطوة أقرب نحو حافة الهاوية. فهل ستنتصر الدبلوماسية في اللحظات الأخيرة، أم أن برميل البارود سينفجر ليغير وجه المنطقة إلى الأبد؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف مصير هذه الأزمة المعقدة.