إسرائيل تستهدف البرنامج النووي الإيراني عبر “الأسد النامي”.. جميع التفاصيل

وجهت إسرائيل ضربة قوية لإيران، استهدفت منشآتها النووية، وشخصيات عسكرية وعلمية بارزة مرتبطة بالقوات المسلحة، والحرس الثوري الإيراني، وعلماء مرتبطين ببرنامج طهران النووي، لتتأكد بذلك أيام من الترجيحات التي توقعت حدوث هذه الضربة، في حين توعدت إيران برد قاس، ووجهت عشرات المسيرات نحو إسرائيل، تم اعتراض العديد منها.
ضربات واسعة النطاق
بدأ الهجوم الإسرائيلي بضربات واسعة النطاق على إيران، وقالت، إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وإن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، بينما أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ تحسباً لرد إيراني بضربات صاروخية وطائرات مسيرة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل قائده حسين سلامي، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقر الحرس في طهران تعرض للقصف. وأضافت وسائل الإعلام أن عدة أطفال قُتلوا في غارة على منطقة سكنية في العاصمة.
لحظة حاسمة
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مصورة: «نمر بلحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل».
وأضاف «قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية«الأسد الصاعد»، وهي عملية عسكرية مُحددة الأهداف لدحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل. وستستمر هذه العملية لأيام للقضاء على هذا التهديد».
من جهته، توعد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بأن «إسرائيل كتبت لنفسها مصيراً مريراً بهذا الهجوم، وستلقاه بالتأكيد». وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي بأن إسرائيل ضربت «عشرات» الأهداف النووية والعسكرية. وأضاف أن إيران تمتلك مواد تكفي لصنع 15 قنبلة نووية في غضون أيام.
عمليات تخريب في داخل إيران
وذكر موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه إلى جانب الغارات الجوية المكثفة، قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) سلسلة من عمليات التخريب السرية داخل إيران. استهدفت هذه العمليات تدمير مواقع الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية وقدراتها الدفاعية الجوية.
إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن اثنين على الأقل من الخبراء النوويين الإيرانيين، وهما فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي، قُتلا في غارات إسرائيلية في طهران.
وأُغلق مطار بن جوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، ووضعت وحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسباً لرد إيراني.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: «في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها إسرائيل ضد إيران، من المتوقع شن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل وسكانها المدنيين في المستقبل القريب».
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إنه تم استدعاء عشرات الآلاف من الجنود مضيفاً: «نحن في خضم حملة تاريخية لا مثيل لها. هذه عملية حاسمة لمنع تهديد وجودي من قبل عدو عازم على تدميرنا».
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: إن الوزير جدعون ساعر يجري «ماراثوناً من الاتصالات» مع نظرائه في أنحاء العالم بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران.
«نقطة اللاعودة»
وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة: إن المعلومات الاستخبارية كانت تؤشر إلى أن البرنامج النووي الإيراني شارف على «نقطة اللاعودة». وقال الجيش في بيان: «خلال الأشهر الماضية، أظهرت المعلومات الاستخبارية المجمعة أدلة على أن النظام الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة»، مشيراً إلى أن «تركيز جهود النظام الإيراني على إنتاج آلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، إضافة إلى إقامة مجمعات تخصيب غير مركزية ومحصنة في منشآت تحت الأرض، يمكّن النظام الإيراني من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات الاستخدام العسكري، ما يتيح للنظام الحصول على سلاح نووي خلال فترة زمنية قصيرة».
مقتل 6 علماء
قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية: إن 6 علماء نوويين قتلوا الجمعة في ضربات نفذتها إسرائيل. وقالت وكالة تسنيم للأنباء: إن عبد الحميد مينوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقهي، مطلبي زاده، محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي هم العلماء النوويون الذين قتلوا جراء الهجوم الإسرائيلي.
قادة عسكريين
أكدت إيران أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفتها فجر الجمعة، أدّت إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النووين. ومن أبرز هؤلاء: قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري ونائب رئيس الأركان قائد مقر غلام علي رشيد.
الأردن يعترض صواريخ ومسيرات
أعلن الجيش الأردني اعتراض عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.
وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضتا الجمعة عدداً من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.
وبين المصدر أن طائرات سلاح الجو الملكي تعمل وفق درجة عالية من الجاهزية لحماية سماء الأردن والحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين.
وأضاف أن عملية الاعتراض جاءت استجابة لتقديرات عسكرية بحتمية سقوط صواريخ وطائرات مسيرة في الأراضي الأردنية ومنها مناطق مأهولة بالسكان ما قد يتسبب في خسائر.
جاهزية التشكيلات العسكرية
في وقت سابق، صرح مصدر عسكري مسؤول، أن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية وضعت التشكيلات والوحدات كافة على أهبة الاستعداد للتصدي لأي محاولات تهدد أمن المملكة واستقرارها، نظراً لما يشهده الإقليم من تصعيد عسكري. وأكد المصدر، أن القيادة العامة تتابع من كثب التطورات الحاصلة بالمنطقة، وأن تشكيلات ووحدات القوات المسلحة على أعلى درجات الجاهزية العملياتية واللوجستية واليقظة العالية للتعامل مع جميع الظروف وأي حدث طارئ.
وشددت الحكومة الأردنية، الجمعة، على أن الأردن لن يسمح باستخدام مجاله الجوي ولن «يكون ساحة لأي صراع» بعد الضربات الإسرائيلية على إيران وتوقع رد من الأخيرة. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة: «إن المملكة لم ولن تسمح باختراق أجوائها ولن تكون ساحة حرب لأي صراع».
الولايات المتحدة تعلق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» بعد بدء الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران: إن طهران لا يمكن أن تمتلك قنبلة نووية وإن الولايات المتحدة تأمل في العودة إلى طاولة المفاوضات. ونقلت جنيفر جريفين مراسلة «فوكس نيوز» عن ترامب قوله في منشور على منصة إكس «سنرى».
وقال البيت الأبيض: إن ترامب سيعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الجمعة. وذكر ترامب الخميس أن توجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران أمر «ممكن للغاية»، لكنه عبر مجدداً عن أمله في التوصل إلى حل سلمي.
وقال مسؤول أمريكي: إن الجيش الأمريكي يتحسب لجميع الاحتمالات في الشرق الأوسط، بما في ذلك احتمال اضطراره إلى المساعدة في إجلاء المدنيين الأمريكيين.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية: إن إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة ستدفعان «ثمناً باهظاً» للهجوم، متهماً واشنطن بتقديم الدعم للعملية. وفي حين حاولت الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن العملية العسكرية الإسرائيلية، قال مسؤول إسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): إن إسرائيل نسقت مع واشنطن بشأن إيران.
أمريكا: إسرائيل تتصرف بشكل منفرد
أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات، وأن إسرائيل تصرفت بشكل منفرد دفاعاً عن النفس وأضاف في بيان: «لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة». وأضاف «دعوني أكون واضحاً: لا ينبغي لإيران استهداف المصالح أو الأفراد الأمريكيين».
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً قالت فيه: إن على جميع موظفي الحكومة الأمريكية في إسرائيل وأفراد عائلاتهم «الاحتماء في أماكنهم حتى إشعار آخر».
جولة سادسة من المحادثات النووية
كان من المقرر أن يعقد مسؤولون أمريكيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم في عُمان يوم الأحد، وفقاً لمسؤولين من كلا البلدين ووسطاء عُمانيين. وقال مسؤول أمريكي، إنه لا يزال من المقرر أن تعقد هذه المحادثات رغم الهجوم الإسرائيلي.
وذكر الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه اضطر للتحرك بناء على معلومات استخباراتية جديدة تظهر أن إيران «تقترب من نقطة اللاعودة» في سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وقال في بيان: «في الأشهر القليلة الماضية، تسارع هذا البرنامج بشكل كبير، ما جعل النظام (الإيراني) يقترب بشكل كبير من الحصول على سلاح نووي»، دون الكشف عن المعلومات التي أشار إليها.
وقال مصدر مطلع على تقارير استخبارات أمريكية إنه لم يطرأ أي تغيير في الآونة الأخيرة على تقييم الاستخبارات بأن إيران لا تصنع سلاحاً نووياً، وأن خامنئي لم يأذن بإعادة تشغيل برنامج الأسلحة النووية الذي توقف في عام 2003.