كيف تمكن الموساد من خداع القادة العسكريين الإيرانيين لجمعهم وقصفهم؟

كيف تمكن الموساد من خداع القادة العسكريين الإيرانيين لجمعهم وقصفهم؟

أكَّد مسؤول أمني إسرائيلي، أن إسرائيل تمكَّنت من خداع كبار قادة القوات الجوية الإيرانية لعقد اجتماع.

وقال المسؤول لشبكة «فوكس نيوز»: «لقد نفَّذنا أنشطة محددة لمساعدتنا في معرفة المزيد عنهم، ثم استخدمنا تلك المعلومات للتأثير في سلوكهم». وأضاف: «كنا نعلم أن هذا سيؤدي إلى اجتماعهم — ولكن الأهم من ذلك، كنا نعرف كيف نحتفظ بهم هناك».

وأشار المسؤول إلى أن الضربات كانت أكثر نجاحاً مما توقعت إسرائيل ووفقاً للمصدر، تم استهداف أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية التي كانت مخصصة للاستخدام ضد إسرائيل بشكل استباقي.

إعلان حرب

قالت إيران: إن الهجمات الإسرائيلية على منشآتها العسكرية والنووية الجمعة هي «إعلان حرب»، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التحرك.

ووجهت إسرائيل ضربة قوية لإيران، استهدفت منشآتها النووية وشخصيات عسكرية وعلمية بارزة مرتبطة بالقوات المسلحة والحرس الثوري الإيراني وعلماء مرتبطين ببرنامج طهران النووي، لتتأكد بذلك أيام من الترجيحات التي توقعت حدوث هذه الضربة، في حين توعدت إيران برد قاس ووجهت عشرات المسيرات نحو إسرائيل، تم اعتراض العديد منها.

وبدأ الهجوم الإسرائيلي بضربات واسعة النطاق على إيران وقالت: إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين وإن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، بينما أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ تحسباً لرد إيراني بضربات صاروخية وطائرات مسيرة.

لحظة حاسمة

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مصورة: «نمر بلحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل».

وأضاف: «قبل لحظات، أطلقت إسرائيل عملية (الأسد الصاعد) وهي عملية عسكرية مُحددة الأهداف لدحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل وستستمر هذه العملية لأيام للقضاء على هذا التهديد».

من جهته، توعد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بأن «إسرائيل كتبت لنفسها مصيراً مريراً بهذا الهجوم وستلقاه بالتأكيد». وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي بأن إسرائيل ضربت «عشرات» الأهداف النووية والعسكرية. وأضاف: إن إيران تمتلك مواد تكفي لصنع 15 قنبلة نووية في غضون أيام.

عمليات تخريب في داخل إيران

وذكر موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه إلى جانب الغارات الجوية المكثفة، قاد جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) سلسلة من عمليات التخريب السرية داخل إيران، استهدفت هذه العمليات تدمير مواقع الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية وقدراتها الدفاعية الجوية.

وأُغلق مطار بن جوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر ووضعت وحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسباً لرد إيراني.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: «في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها إسرائيل ضد إيران، من المتوقع شن هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل وسكانها المدنيين في المستقبل القريب».

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير: إنه تم استدعاء عشرات الآلاف من الجنود مضيفاً: «نحن في خضم حملة تاريخية لا مثيل لها، هذه عملية حاسمة لمنع تهديد وجودي من قبل عدو عازم على تدميرنا».

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: إن الوزير جدعون ساعر يجري «ماراثوناً من الاتصالات» مع نظرائه في أنحاء العالم بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران.

«نقطة اللاعودة»

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة: إن المعلومات الاستخبارية كانت تؤشر إلى أن البرنامج النووي الإيراني شارف على «نقطة اللاعودة» وقال الجيش في بيان: «خلال الأشهر الماضية، أظهرت المعلومات الاستخبارية المجمعة أدلة على أن النظام الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة»، مشيراً إلى أن «تركيز جهود النظام الإيراني على إنتاج آلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، إضافة إلى إقامة مجمعات تخصيب غير مركزية ومحصنة في منشآت تحت الأرض، يمكّن النظام الإيراني من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات الاستخدام العسكري، ما يتيح للنظام الحصول على سلاح نووي خلال فترة زمنية قصيرة».

مقتل 6 علماء وقادة عسكريين

قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية: إن 6 علماء نوويين قتلوا الجمعة في ضربات نفذتها إسرائيل وقالت وكالة تسنيم للأنباء: إن عبد الحميد مينوشهر وأحمد رضا ذو الفقاري وأمير حسين فقهي، مطلبي زاده، محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي هم العلماء النوويون الذين قتلوا جراء الهجوم الإسرائيلي.

وأكدت إيران أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفتها فجر الجمعة، أدّت إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين ومن أبرز هؤلاء: قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري ونائب رئيس الأركان قائد مقر غلام علي رشيد.

«خطة وحشية» ضد إيران

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إيران على إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي وقال: إن الوقت لا يزال متاحاً أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل.

وقال على منصة «تروث سوشيال»: «وقع بالفعل موت ودمار واسع، لكن لا يزال الوقت متاحاً لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل وستكون أكثر وحشية».

وقال ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» بعد بدء الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران: إن طهران لا يمكن أن تمتلك قنبلة نووية وإن الولايات المتحدة تأمل في العودة إلى طاولة المفاوضات ونقلت جنيفر جريفين مراسلة «فوكس نيوز» عن ترامب قوله في منشور على منصة إكس «سنرى».

وقال البيت الأبيض: إن ترامب سيعقد اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الجمعة وذكر ترامب الخميس أن توجيه ضربة إسرائيلية إلى إيران أمر «ممكن للغاية»، لكنه عبر مجدداً عن أمله في التوصل إلى حل سلمي.

وقال مسؤول أمريكي: إن الجيش الأمريكي يتحسب لجميع الاحتمالات في الشرق الأوسط، بما في ذلك احتمال اضطراره إلى المساعدة في إجلاء المدنيين الأمريكيين.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية: إن إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة ستدفعان «ثمناً باهظاً» للهجوم، متهماً واشنطن بتقديم الدعم للعملية وفي حين حاولت الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن العملية العسكرية الإسرائيلية، قال مسؤول إسرائيلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): إن إسرائيل نسقت مع واشنطن بشأن إيران.