رقابة الأطفال | صحيفة الخليج

د. مايا الهواري
تربية الأبناء أمانة في أعناق والديهم، يشمل ذلك إطعامهم، كسوتهم، تعليمهم، تأمين الحياة الكريمة لهم، وتربيتهم تربية جيّدة سليمة.
إنّ البعض يلقي المسؤوليّة على الأب، والبعض الآخر على الأمّ. إنّ تربية الأبناء ومتابعتهم تقع على عاتق الاثنين، كلّ حسب قربه من الأولاد، فالأب غالباً ما يكون قريباً من الذّكور والأمّ من الإناث، فالبنت بشكل عام حسّاسة وتكون أقرب لأمّها من والدها، تُسِرّ لها، كما على الأمّ أن تعامل أبناءها كأصدقاء لها، خاصّة إن كانوا في سنّ الشباب حتّى يخبروها ما بداخلهم، توجّههم الوجهة السّليمة وتنصحهم. وأيضاً الأب له دور مماثل، وعليه مراقبة الأبناء جميعاً، خاصّة الذّكور، من هم أصدقاؤهم، أين يذهبون، من يصاحبون إلخ، ومع ذلك لا يجب أن تكون التّربية صارمة قاسية وكأنّهم يضربون بسيف من حديد، بل عليهم التّناوب بين اللّين والشّدّة وفق ما يتطلّبه الموقف. «لا تكن قاسياً فتكسر ولا ليّناً فتعصر».
الأبناء هم الثّمرة الّتي بسواعدها يُبنى الوطن، إذ يجب منحهم الثّقة، ولكن بقدر معلوم، أي دون تفريط أو بشكل مطلق، كذلك مراقبتهم باستمرار عن كثب ومعرفة من هم أصدقاؤهم، وأن يبيّن الوالدان لهم أنّ ثقتهما بهم كبيرة لأنّهم على قدر كاف من الوعي، ولكن في حقيقة الأمر لا بدّ من مراقبة هذه الثّقة وألّا تكون ثقة عمياء مفرطة، فالأصدقاء يتأثّرون ببعضهم، وخاصّة فئة الشّباب الصّاعد الذين هم أكثر تأثّراً بالمجتمع وما يحيط بهم، ومن هنا ينبغي مساعدتهم في اختيار أصدقائهم لأنّهم عماد المجتمع ومستقبله المشرق.
نستنتج ممّا سبق أنّ الأبناء زينة الحياة الدّنيا، ومن فقدهم فقد الكثير في حياته ويتملّك قلبه الحزن، لذا ينبغي أن نعتني بهذه الأمانة الّتي منحنا الله إيّاها برعايتها ودعمها وتربيتها التّربية السّليمة القويمة.