دعم فلسطين راسخ ومتأصل | ابن الديرة

دعم فلسطين راسخ ومتأصل | ابن الديرة

الإمارات منذ تأسيسها، قدمت الكثير والكثير خدمة لقضايا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تراها محوراً رئيسياً في سياستها الخارجية، وترى شعبها الأكثر استحقاقاً للدعم والمساعدة في هذه الأوضاع التي يعانيها، وأظهرت التزاماً راسخاً تجاه دعم القضية الفلسطينية، انطلاقاً من مبادئها القومية والإنسانية، وحرصها على نصرة الشعب الفلسطيني في نضاله، من أجل نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
مبلغ المساعدات لفلسطين الذي أُعلن عنه مؤخراً، والذي وصل إلى أكثر من 4.18 مليار درهم، قُدِّمت للأشقاء الفلسطينيين منذ عام 2010، أي خلال 15 عاماً، ومنذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، تُقَدِّم أصدق تعبير عما تمثله القضية من أهمية لدى الإمارات، وهو ما جعل الدولة عبر تنفيذها عملية «الفارس الشهم 3»، في صدارة الدول الأكثر دعماً لسكان القطاع، بنسبة 42% من إجمالي المساعدات الدولية، حيث بلغت قيمة هذه المساعدات أكثر من 3 مليارات درهم، من خلال 53 إسقاطاً جوياً، نجحت خلالها الإمارات في إيصال 3700 طن من المساعدات، وأكثر من 750 طناً من الإمدادات الطبية.
أحدث ما قدمته الإمارات للقطاع المنكوب بالحرب المستمرة منذ حوالي 20 شهراً، تجسد بوصول سفينة مساعدات جديدة تحمل على متنها 2100 طن من المواد الإغاثية المتنوعة لدعم سكان غزة، منها كميات كبيرة من الطحين، بالإضافة إلى طرود أخرى ومستلزمات مخصصة للأطفال والنساء، إلى جانب مساعدات لسد احتياجات إنسانية مُلحّة، بهدف تخفيف حدة الأزمة المعيشية التي يعانيها سكان قطاع غزة، وتأتي في إطار الجهود المتواصلة للتخفيف من المعاناة الإنسانية لسكان غزة الذين يعانون ظروفاً إنسانية صعبة.
عملية «الفارس الشهم 3» منذ اندلاع الأزمة، تواصل دعم تكيات الطعام والمخابز البدائية، ومشاريع حفر آبار المياه في كافة أنحاء غزة، تجسيداً لقيم العطاء الإماراتية، وبالتالي يعكس دعمها للقضية الفلسطينية، وحرصها على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مسيرته نحو الحرية والاستقلال، وتخفيف معاناته اليومية الناتجة عن الاحتلال.
موقف الإمارات الداعم لفلسطين ليس موقفاً مؤقتاً أو مرتبطاً بظروف معينة، بل هو موقف ثابت ومتجذر في سياسة ومبادئ الدولة وقيادتها وشعبها، وستظل الإمارات، قيادةً وشعباً، تقف مع الحق الفلسطيني، داعمةً لعدالة قضيته، وساعيةً إلى تحقيق السلام العادل والشامل، بما يحمل السلام والاستقرار للمنطقة.
بفضل هذا العطاء المستمر، تبقى الإمارات مثالاً حياً للعمل الخيري والإنساني على مستوى العالم، حيث تجاوزت قيمة مساعداتها الخارجية 360 مليار درهم، مما يرسخ مكانتها كداعم رئيسي للدول المتضررة.