اعتلال دماغي نادر يُصيب عروساً بعد جراحة التكميم ويغير مجرى حياتها بشكل جذري

في حادثة صادمة ومؤلمة، أصيبت عروس شابة باعتلال دماغي نادر بعد خضوعها لجراحة تكميم المعدة، مما أدى إلى تغيّر جذري في حياتها قبل أيام قليلة من زفافها.
القصة التي نشرتها صحيفة ديلي ميل وأثارت تعاطفاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، سلطت الضوء على المضاعفات الخطِرة النادرة التي قد تطرأ بعد عمليات إنقاص الوزن.
وأنفقت العروس البريطانية 11 ألف جنيه إسترليني في محاولة يائسة لفقدان الوزن قبل زفافها، لكنها فوجئت بنتائج كارثية بحيث لم تتمكن من السير في الممر يوم الزفاف.
بيتي هانت، من ميدلسبره في المملكة المتحدة، كانت تزن حوالي 129 كيلوجراماً عندما خضعت لعملية تكميم المعدة في نوفمبر وخلال 12 أسبوعا فقط فقدت ما يعادل 35 كيلوجراماً.
وعلى الرغم من انخفاض مقاسها من 24 إلى 8، بدأت الشابة البالغة من العمر 24 عاما تشعر بالقلق؛ لأنها لم تعد قادرة على الاحتفاظ بالطعام في معدتها وبدأت تعاني دوخة متكررة.
ما هي عملية تكميم المعدة؟
تكميم المعدة، والذي يُعرف أيضاً باسم استئصال المعدة الكمّي (Sleeve Gastrectomy)، هو إجراء جراحي يُستخدم لعلاج السمنة وتحفيز فقدان الوزن.
تعمل هذه العملية من خلال تقليص حجم المعدة بشكل كبير.
كلمة «استئصال المعدة» تعني إزالة جزء من المعدة أو كاملها.
وفي عملية التكميم، يتم إزالة حوالي 80% من حجم المعدة ويُترك فقط جزء أنبوبي ضيق يشبه في الشكل والحجم ثمرة الموز ويُطلق عليه اسم «الكم».
هذا التصغير في حجم المعدة يقلل بشكل كبير من كمية الطعام التي يمكن للشخص تناولها، كما يسهم في تقليل الشهية بسبب تأثيره على هرمونات الجوع.
مخاطر التكميم الصحية غير المتوقعة
رغم أن عملية تكميم المعدة تُعد من أكثر جراحات السمنة أماناً وفعالية، خاصة عند مقارنتها بمخاطر السمنة المزمنة، إلا أن هناك بعض المخاطر الصحية غير المتوقعة التي قد تظهر بعد العملية ومنها ما قد يكون خطِراً في حالات نادرة.
إليك أبرز هذه المخاطر:
1- نقص الفيتامينات والمعادن
2- ارتجاع المريء
3- القيء والغثيان المتكرر
4- الدوخة وانخفاض ضغط الدم
5- انسداد المعدة
6- الجلطات الدموية أو الانسداد الرئوي
7- الاكتئاب أو التغيرات النفسية
8- فقدان الكتلة العضلية أو سوء التغذية العام
أعراض نقص فيتامين ب1 الحاد
يُعد فيتامين B1 (الثيامين) ضرورياً لوظائف الأعصاب، العضلات والدماغ ونقصه الحاد قد يؤدي إلى مضاعفات خطِرة ومهددة للحياة، خاصة بعد جراحات السمنة مثل التكميم أو في حالات سوء التغذية.
وقد اضطرت بيتي لتلقي علاج وريدي بسبب الجفاف في يناير وكانت تزن حينها حوالي 53 كجم.
ولكن ذات صباح، استيقظت وهي تشعر بأن ساقيها «مثل الهلام» ولم تكن قادرة على الرؤية بشكل طبيعي.
وبعد سبعة أشهر فقط من موعد زفافها، شُخّصت بيتي، التي يبلغ طولها 5 أقدام و3 إنشات (حوالي 160 سم)، بمرض الاعتلال الدماغي وهو حالة خطيرة تهدد الحياة ناتجة عن نقص حاد في فيتامين B1 (الثيامين).
وأمضت أربعة أشهر في المستشفى تتلقى المحاليل الوريدية والعلاج الطبيعي، وكانت طوال هذه الفترة تخشى ألا تتمكن من النجاة أو أن تكون بصحة تسمح لها بحضور يوم زفافها.
اضطرت بيتي إلى السير في ممر الزفاف باستخدام عكاز وحتى أثناء تبادل عهود الزواج مع زوجها ناثان هانت، البالغ من العمر 24 عاماً، اضطرت إلى الجلوس.
وفي الرقصة الأولى، اضطر زوجها إلى إسنادها، بينما شعرت بالحزن الشديد لأنها لم تكن تملك القوة أو الطاقة لترقص مع وصيفاتها خلال الحفل.
هل عملية التكميم مناسبة للجميع؟
لتتأكد أنك مؤهلاً لإجراء عملية تكميم المعدة، هناك متطلبات عامة يجب توافرها، وتشمل:
1- أن تعاني السمنة المفرطة (الدرجة الثالثة):
ويتم تحديد ذلك من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والذي يُحسب بناءً على الوزن والطول، بالإضافة إلى وجود أمراض مصاحبة.
• السمنة من الدرجة الثالثة تعني أن مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر
•أو أن يكون مؤشر الكتلة 35 على الأقل مع وجود مرض مزمن واحد على الأقل مرتبط بالسمنة، مثل السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم.
2- أن تكون قد حاولت سابقاً إنقاص وزنك دون نجاح:
غالباً ما يُطلب من المريض الالتزام بخطة إنقاص وزن تحت إشراف طبي لمدة 3 إلى 6 أشهر قبل الموافقة على الجراحة وخاصة إذا كان الهدف هو تغطية تكاليف العملية من قبل شركة التأمين.
3- أن تكون مستعداً جسدياً ونفسياً للعملية وفترة التعافي:
قبل الموافقة على الجراحة، يجب أن تخضع لتقييم من قبل فريق طبي متكامل يشمل اختصاصيي تغذية، وأطباء نفسيين وغيرهم من المتخصصين، لتقديم الإرشاد والتأكد من الاستعداد النفسي والجسدي للعملية.