تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي: دمار وفوضى على الجانبين

اتسع الصدام العسكري بين إيران وإسرائيل لليوم الثاني، أمس السبت، مع تعرض مناطق إيرانية عدة لضربات جوية ألحقت خسائر وأضراراً ببعض المنشآت، بعد أن عاشت تل أبيب ليلة مضطربة أمس الأول وتعرضت لعدد هائل من الصواريخ وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 172 آخرين جراء الهجمات الإيرانية ووقوع دمار «غير مسبوق» في منطقة تل أبيب الكبرى.
قال التلفزيون الإيراني: إن نحو 60 شخصاً بينهم 20 طفلاً لقوا حتفهم في استهداف إسرائيلي لمجمع سكني في طهران، في ظل توقعات بأن تستغرق المواجهة أسبوعاً كاملاً، إلا إذا نجحت الجهود الدبلوماسية المكثفة في إحداث اختراق مفاجئ.
وتبادلت إيران وإسرائيل إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية، أمس السبت. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن الضربات الإسرائيلية أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء، ربما لسنوات ورفض الدعوات الدولية لضبط النفس قائلاً: «إنه سيتم تكثيف الهجوم» وقالت إسرائيل: إنها هاجمت أكثر من 150 هدفاً ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية.
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس: إنه قتل أكثر من 20 قائداً عسكرياً كبيراً في هجماته على إيران، فيما اعتبر أن هيكل قيادة البرنامج النووي «ينهار» كما أعلن أنه نجح في اغتيال تسعة من كبار العلماء والخبراء الإيرانيين في مجال العلوم النووية، لكن «القناة 13» العبرية نقلت عن مصدر أمني قوله: إن إسرائيل لن تتمكن من تدمير جميع البنى التحتية النووية الإيرانية بالكامل، مشيراً إلى أنه من الواضح أن ينتهي التوتر باتفاق.
وقال المصدر الأمني الإسرائيلي: إن أهداف العملية هي ضرب البرنامج النووي وصواريخ أرض أرض ولا تشمل استهداف النظام وأكد «ألحقنا وسنلحق بإيران أضراراً كبيرة ستؤخرها لسنوات».
وأدت الغارات الإسرائيلية على إيران خلال يومين إلى تدمير أبنية سكنية ومقتل عدد من الأسر جراء القصف الذي استهدف عدداً من العلماء وكبار المسؤولين في منازلهم.
وقالت إيران: «إن 78 شخصاً قتلوا في الضربات الإسرائيلية في اليوم الأول وعشرات آخرين في اليوم الثاني الذي دمر فيه صاروخ مبنى سكنياً مؤلفاً من 14 طابقاً وذكر التلفزيون الإيراني أن 60 شخصاً قتلوا، لكن لم يصدر تأكيد رسمي بعد.
وبث التلفزيون لقطات لآثار هذا الهجوم والتي ظهر بها المبنى المنهار وقد سُوي بالأرض.
وأفادت وكالة أنباء فارس بأن مقذوفين أصابا مطار مهر آباد الواقع داخل العاصمة وهو مطار مدني وعسكري وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار: إنه في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالدفاعات الجوية الإيرانية فإن «الطريق إلى إيران أصبح ممهداً».
وأعلنت قوات الدفاع الجوي الإيرانية، أمس، أنها أسقطت مقاتلة إسرائيلية ثانية من طراز «إف-35» الشبحية في أجواء غرب البلاد، بعدما أسقطت الأولى أمس الأول وذكرت وكالة «تسنيم»أن «مقاتلة إسرائيلية أخرى من طراز(إف-35) سقطت غرب البلاد وخروج الطيار بمقعد النجاة».
وقال التلفزيون الإيراني، فجر أمس، تمكنت الدفاعات الجوية الإيرانية من إسقاط طائرتين حربيتين إسرائيليتين من طراز «إف-35»، فيما نفت مصادر إسرائيلية ذلك.
بالمقابل، قال مسؤول إسرائيلي: إن الهجوم الإيراني الليلة قبل الماضية تضمن إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 172 بجروح، كما أصيب 7 جنود، على الأقل، في قاعدة عسكرية ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل مما دفع السكان للفرار إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وقال مسؤول إسرائيلي: إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على أربع دفعات.
واستعداداً لتصعيد محتمل، جرى نشر جنود الاحتياط في أنحاء إسرائيل وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وحدات تمركزت على الحدود اللبنانية والأردنية.
ونقلت وكالة «فارس»للأنباء عن قادة عسكريين كبار، أمس، أن الحرب التي بدأتها إسرائيل ستتوسع خلال الأيام المقبلة وقال القادة العسكريون: «إن الحرب التي بدأت مع اعتداءات إسرائيل ستتوسع خلال الأيام المقبلة لتشمل جميع المناطق الإسرائيلية وقواعد الولايات المتحدة في المنطقة وسيكون المعتدون هدفاً لردّ إيراني حاسم وواسع النطاق».(وكالات)