زيلينسكي يطالب واشنطن باتخاذ موقف صارم إزاء روسيا

زيلينسكي يطالب واشنطن باتخاذ موقف صارم إزاء روسيا

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، الولايات المتحدة إلى تشديد لهجتها تجاه روسيا، محذراً من أن النبرة «التصالحية للغاية» التي تعتمدها إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعرب زيلينسكي عن قلقه من احتمال تراجع المساعدات الغربية لبلاده، في وقت أعلنت فيه كييف وموسكو تنفيذ عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة «إكس»: «في الوقت الحالي، تبدو نبرة الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا تصالحية للغاية. لنكن صادقين: هذا لن يوقف بوتين. ما نحتاج إليه هو تغيير اللهجة ورفع مستوى العقوبات».

وتأتي تصريحات زيلينسكي في وقت تتصاعد فيه المعارك في شرق وشمال شرق أوكرانيا، خصوصاً في منطقة سومي، حيث تسعى موسكو إلى إنشاء «منطقة عازلة» على الحدود مع منطقة كورسك الروسية.

وأعرب زيلينسكي عن قلقه من احتمال تراجع المساعدات الغربية لأوكرانيا، في ظل تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران. وذكّر بما حدث خلال مواجهة مشابهة في أكتوبر 2024، حين تراجعت وتيرة الدعم. وقال: «نأمل ألاّ يؤثر النزاع بين إسرائيل وإيران على مستوى الدعم المقدّم لأوكرانيا».

وخلال مؤتمر صحفي عُقد، الجمعة وبُث السبت، انتقد زيلينسكي تأخر المساعدات الأوروبية، قائلاً إن «تحالف الراغبين يتباطأ»، وإن الأوروبيين لم يحسموا قرارهم بعد بشأن دعم أوكرانيا بشكل مستقل عن واشنطن. وأضاف: «عندما انضموا بزخم إلى التحالف، اكتشفوا غياب الزخم من الجانب الأمريكي، ما أدى إلى نشوء شكوك داخل التحالف».

وأكد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية نجحت في وقف تقدم الجيش الروسي واستعادت السيطرة على قرية يابلونيفكا، في مؤشر على تصاعد وتيرة المقاومة الأوكرانية.

وبحسب تقديرات كييف، فإن روسيا تدفع بنحو 53 ألف جندي في الهجوم المستمر على جبهة سومي، فيما باتت القوات الروسية على بُعد 20 كيلومتراً فقط من مدينة سومي، عاصمة المنطقة.

وكانت موسكو قد أعلنت، الجمعة، السيطرة على بلدة قرب المدينة، وأكدت، أمس السبت، سيطرتها على زيلين كوت في منطقة دونيتسك.

في السياق، أعلنت أوكرانيا وروسيا تنفيذ عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، هي الرابعة خلال أسبوع، في إطار اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات عقدت في إسطنبول مطلع الشهر الجاري. وقال زيلينسكي عبر وسائل التواصل: «نواصل إخراج مواطنينا من الأسر الروسي»، من دون أن يعلن عدد الأسرى المفرج عنهم.

وأظهرت صور نشرها على «تيليغرام» رجالاً من مختلف الأعمار، بعضهم حليقو الرؤوس، ويرتدون الزي العسكري، وقد لفوا أنفسهم بالأعلام الأوكرانية. وبدت على البعض علامات إصابات جسدية، بينما ظهر آخرون وهم يعانقون ذويهم أو يتحدثون على الهاتف.

في المقابل، نشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلاً مصوراً لجنود مفرج عنهم وهم يلوّحون بالأعلام الروسية ويهتفون «روسيا، روسيا» و«المجد لروسيا»، بينما رفع بعضهم قبضاته في الهواء.

وأعلنت كييف تسلمها 1200 جثة إضافية من الجانب الروسي، تعود لمواطنين أوكرانيين بينهم عسكريون، وذلك في إطار اتفاقات إسطنبول.

وكانت أوكرانيا قد تسلمت 1212 جثة، الأربعاء، و1200 أخرى، الجمعة. ولم توضح ما إذا كانت قد أعادت جثثاً روسية بالمقابل. (وكالات)