ليلة نارية بين إيران وإسرائيل: كل التفاصيل الكاملة

ليلة نارية بين إيران وإسرائيل: كل التفاصيل الكاملة

عواصم- رويترز
تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات خلال الليل وحتى ليل السبت/ الأحد، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذراً طهران من ضرب أهداف أمريكية.
قالت السلطات الإسرائيلية: إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبانٍ سكنية مدمّرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب البوليسية؛ للبحث عن ناجين بعد مقتل من لا يقلون عن 10 أشخاص.
وقررت طهران إلغاء المحادثات النووية التي وصفتها واشنطن بأنها السبيل الوحيد لوقف القصف الإسرائيلي، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الهجمات التي تعرّضت لها إيران حتى الآن لا تقارن بما ستشهده في الأيام المقبلة.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): «إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل».

واستطرد قائلاً: «لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي». ولم يقدّم ترامب تفاصيل حول أي اتفاق محتمل.

عشرات القتلى

وأعلنت إيران مقتل 78 شخصاً في اليوم الأول من الحملة الإسرائيلية عليها، وسقوط عشرات آخرين في اليوم الثاني، من بينهم 60 شخصاً عندما دمّر صاروخ مبنى سكنياً من 14 طابقاً في طهران، وكان من بين القتلى 29 طفلاً.
وقالت إيران، إن مستودع النفط في شهران استُهدف في هجوم إسرائيلي لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء، الأحد، بأن حريقاً اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة، وأن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً مبنى وزارة الدفاع في طهران، مما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة.
وبدأت الموجة الأحدث من الهجمات الإيرانية بعد الساعة 11 مساء أمس السبت بقليل (20:00 بتوقيت جرينتش)، عندما دوّت صفارات الإنذار في القدس وحيفا، ليهرب نحو مليون شخص إلى الملاجئ.
وفي نحو الساعة 2:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت جرينتش)، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث السكان على البحث عن ملاجئ. وتردّد دويّ الانفجارات في تل أبيب والقدس مع إطلاق صواريخ لاعتراض الوابل الجديد. وألغى الجيش تحذير الاحتماء بعد ساعة تقريباً من إصداره.
وقالت جماعة الحوثي اليمنية، الأحد، إنها استهدفت مدينة يافا في وسط إسرائيل بعدة صواريخ باليستية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بمقتل سبعة أشخاص على الأقل خلال الليل، بينهم طفل في العاشرة وامرأة في العشرينيات، وإصابة أكثر من 140 في هجمات متعددة، قبل أن يرتفع العدد لاحقاً إلى 10 قتلى.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن من لا يقلون عن 35 شخصاً في عداد المفقودين، بعد ضربة أصابت مدينة بات يام جنوبي تل أبيب. وقال متحدث باسم خدمات الطوارئ، إن صاروخاً أصاب مبنى من ثمانية طوابق هناك، وتمّ إنقاذ العديد من الأشخاص، لكن سقط قتلى. ولم يتضح عدد المباني التي أصيبت خلال الليل.
وأُلغيت جولة المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية التي كان من المقرر عقدها في عُمان، الأحد؛ إذ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إنه لا يمكن إجراء المحادثات بينما تتعرض إيران لهجمات إسرائيلية «همجية».

هجوم على حقل غاز

في أول هجوم على البنية التحتية للطاقة على ما يبدو، أفادت وكالة «تسنيم» للأنباء بتعليق إنتاج الغاز في جزء من حقل بارس الجنوبي، وهو أكبر حقل غاز في العالم، في أعقاب هجوم إسرائيلي على الموقع، السبت، أدى لاندلاع حريق.
ويقع حقل بارس الجنوبي قبالة ساحل إقليم بوشهر بجنوب إيران، وهو مصدر معظم الغاز الذي تنتجه إيران.
وأدت المخاوف من التعطيل المحتمل لصادرات النفط في المنطقة إلى ارتفاع أسعار الخام بنحو تسعة في المئة، يوم الجمعة، على الرغم من أن إسرائيل لم تستهدف قطاع النفط والغاز الإيراني في اليوم الأول من حملتها.
وقال الجنرال الإيراني وعضو مجلس الشورى (البرلمان) إسماعيل كوثري: إن طهران تدرس جدياً إغلاق مضيق هرمز.
ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع وحث نتنياهو الشعب الإيراني على «الانتفاض على حكامه»، تتزايد المخاوف من تصعيد في المنطقة يستقطب قوى خارجية.
وترى إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديداً لوجودها، وقالت، إن حملة القصف تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي.
وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بالكامل، وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.