مع استمرار التصعيد، إيران وإسرائيل تجددان تبادل الهجمات.

تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات الأحد، ما أدى لمقتل عشرات المدنيين وأثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذراً طهران من مغبة قصف أي أهداف أمريكية.
وذكر مسؤولان أمريكيان لرويترز أن ترامب عارض خطة إسرائيلية في الأيام القليلة الماضية لقتل الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: «هل قتل الإيرانيون أمريكياً حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية».
ومشطت فرق إنقاذ إسرائيلية أنقاض مبان سكنية دمرتها الصواريخ الإيرانية بالاستعانة بكلاب مدربة وحفارات بحثاً عن ناجين في أعقاب مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم أطفال ما يرفع إجمالي القتلى في يومين في إسرائيل إلى 13.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل في الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي اليوم الأحد في أول مرة تنطلق فيها خلال النهار وسمع دوي انفجارات جديدة في تل أبيب.
وفي إيران، أظهرت لقطات من العاصمة طهران حريقاً ضخماً خلال الليل في مستودع وقود بعد أن بدأت إسرائيل في تنفيذ ضربات على قطاع النفط والغاز الإيراني، ما زاد المخاطر من تبعات ذلك على الاقتصاد العالمي وعلى قدرة مؤسسات الدولة الإيرانية على العمل.
ولم تنشر إيران إجمالي عدد القتلى لكنها قالت: إن 78 لقوا حتفهم يوم الجمعة وعشرات قتلوا منذ ذلك الحين، بما في ذلك هجوم واحد أودى بحياة 60، نصفهم من الأطفال، أمس السبت عندما سوى الهجوم مبنى سكنياً من 14 طابقاً بالأرض.
قال ترامب: إن الصراع، الذي تثور مخاوف من اتساع نطاقه، يمكن إنهاؤه بسهولة، محذراً إيران من أن واشنطن قد تتدخل إذا قصفت طهران أي أهداف أمريكية.
وعند سؤال نتنياهو عن تقرير رويترز بشأن خطة قتل خامنئي، قال في مقابلة اليوم الأحد مع شبكة فوكس نيوز: «هناك العديد من التقارير الكاذبة عن أحاديث لم تحدث مطلقاً، ولن أخوض في هذا الأمر».
وأضاف نتنياهو «نحن نفعل ما يلزم».
وقال: إن الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في إيران، مضيفاً أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها للقضاء على «التهديد الوجودي» الذي تشكله طهران.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن الهدف الحالي للحملة ليس تغيير النظام، بل تفكيك برامج إيران النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية والقضاء على قدرتها على «إبادتنا».
* عملية الأسد الصاعد
شنت إسرائيل «عملية الأسد الصاعد» بهجوم مباغت في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وألحق أضراراً بمواقع نووية.
وقالت إسرائيل: إن الحملة ستستمر في التصاعد في الأيام المقبلة. ومن جانبها توعدت إيران «بفتح أبوب الجحيم» رداً على ما بدا أنه أكبر مواجهة على الإطلاق بين العدوين اللدودين.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً للإيرانيين الذين يعيشون قرب منشآت الأسلحة بالإخلاء.
وقال نتنياهو من شرفة تطل على شقق مدمرة في بلدة بات يم، حيث قتل ستة «ستدفع إيران ثمناً باهظاً لقتل المدنيين والنساء والأطفال».
وأكد مسؤول إسرائيلي أن قائمة الأهداف في إيران لا تزال طويلة، وأحجم عن تحديد إلى متى ستستمر الضربات. وذكر أن الأهداف التي تم قصفها مساء السبت، شملت موقعين إيرانيين للوقود «مزدوج الاستخدام» كانا يدعمان العمليات العسكرية والنووية.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: إن رد بلاده سيزداد «حسماً وشدة» إذا استمر العدوان الإسرائيلي.
ترامب يحذر إيران
أضاءت السماء فوق إسرائيل بوابل من الصواريخ الإيرانية والصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، وتقول السلطات الإسرائيلية: إن نحو 22 من أصل 270 صاروخاً باليستياً أطلقتهم إيران على مدى الليلتين السابقتين اخترقت الدرع المضادة للصواريخ.
ومع تزايد المخاوف من نشوب صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط وارتفاع أسعار النفط بشدة، أشاد ترامب بالهجوم الإسرائيلي، نافياً في الوقت نفسه الاتهامات الإيرانية لواشنطن بالمشاركة فيه.
وقال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال):«إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية بمستويات لم تشهدها من قبل».
واستطرد قائلاً: «لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي».
كان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن الولايات المتحدة لم يكن لها دور في الهجوم الإسرائيلي، وحذر طهران من توسيع نطاق ردها ليشمل أهدافاً أمريكية. وصرح مسؤولان أمريكيان يوم الجمعة بأن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل.
وقال ترامب مراراً: إن طهران يمكنها أن تنهي الحرب بالموافقة على قيود صارمة على برنامجها النووي الذي تؤكد أنه لأغراض سلمية لكن دولاً غربية تقول، إنه قد يستخدم لصنع قنبلة ذرية.
وألغيت الجولة الأحدث لمفاوضات الملف النووي بين إيران والولايات المتحدة بعد أن كانت مقررة اليوم الأحد في سلطنة عمان بعد أن قالت طهران، إنها لن تتفاوض وهي تتعرض لهجمات إسرائيلية.
وقالت إسرائيل: إن عمليتها قد تستمر أسابيع. وحث نتنياهو الشعب الإيراني علناً على الثورة ضد حكامه الدينيين.