أهمية اختبارات العين لمرضى السكري

د.نيدهي بانوار

داء السكري هو حالة مزمنة قد يكون لها تأثيرات كبيرة في مختلف أجهزة الجسم، وبشكل خاص في صحة العين.

تعد الفحوص الدورية للعين أمراً بالغ الأهمية للأشخاص المصابين بالسكري، إذ تساعد في الكشف المبكر عن مشكلات العين والتعامل معها قبل أن تؤدي إلى فقدان البصر، ما يسهم في الحفاظ على الرؤية السليمة.

يمكن أن يؤثر داء السكري في عدة أجزاء من العين، منها:

– عدسة العين: قد يؤدي تعتيم العدسة إلى حدوث المياه البيضاء (الساد) في عمر مبكر.

– ضغط العين: قد يؤدي ارتفاع الضغط داخل العين إلى الجلوكوما (المياه الزرقاء) وتلف العصب البصري.

– القرنية: قد يحدث جفاف في القرنية وزيادة تعرضها للالتهابات.

– الجفون: التهابات متكررة وظهور دمامل (شحاذ العين)

– الشبكية: أخطر مضاعفات السكري على العين، هو اعتلال الشبكية السكري الذي يؤثر في أكثر أجزاء العين حساسية للضوء والمسؤولة عن الرؤية.

يُعد اعتلال الشبكية السكري من المضاعفات الخطرة لداء السكري، إذ يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية، ما قد يسبب:

– وذمة مركز الإبصار (الوذمة البقعية السكرية).

– نمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية.

– نزيف داخل العين.

وقد تؤدي هذه التغيرات إلى فقدان البصر. ويمكن اكتشاف هذه المضاعفات من خلال الفحص الدوري للعين، ما يسمح بالتدخل المبكر ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات خطرة.

توصي جمعية السكري الأمريكية بإجراء فحص شامل للعين مرة واحدة على الأقل في السنة لجميع المصابين بداء السكري، أو بحسب توصية طبيب العيون.

كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بما يلي:

– مرضى السكري من النوع الأول: إجراء أول فحص لقاع العين بعد 3 أو 5 سنوات من التشخيص، ثم بشكل سنوي.

– مرضى السكري من النوع الثاني: إجراء الفحص عند التشخيص مباشرة، ثم فحوص سنوية.

يمكن علاج اعتلال الشبكية السكري باستخدام أحد أو مجموعة من الخيارات التالية، حسب مرحلة المرض:

– العلاج بالليزر للشبكية: جلسة إلى ثلاث جلسات في العيادة الخارجية.

– الحقن داخل العين: حقن أدوية مضادة لعامل النمو (anti-VEGF) أو الكورتيزون داخل العين، في غرفة العمليات، لعلاج الوذمة البقعية، وأحياناً تستخدم مع الليزر.

– الجراحة: عملية استئصال الجسم الزجاجي (vitrectomy pars plana): تُجري في الحالات المتقدمة مثل انفصال الشبكية الشدي أو النزيف الزجاجي المستمر.

كلما اكتشف اعتلال الشبكية في وقت مبكر، كانت فعالية العلاج أكبر، أما في المراحل المتقدمة فقد تكون الرؤية معرضة لخطر دائم رغم بذل أقصى الجهود العلاجية، وقد يتطلب الأمر عدة إجراءات لاستعادة البصر.

إجمالاً، تُعد الفحوص المنتظمة للعين أمراً جوهرياً لمرضى السكري، إذ تسهم في الكشف المبكر عن المضاعفات البصرية وعلاجها قبل تطورها. يحمي الحرص على إجراء الفحص الدوري واتباع توصيات طبيب البصر ويحافظ علي صحة العين المثالية.

أخصائي طب العيون مستشفى إن إم سي رويال – الشارقة