كلوديا مرشليان: الدراما اللبنانية تحتاج إلى المساندة

كلوديا مرشليان: الدراما اللبنانية تحتاج إلى المساندة

بيروت: هيام السيد

أعلنت الكاتبة كلوديا مرشليان أن صناع الدراما التركية اشتروا مسلسلها «ما فيّ»، وقرروا تقديمه باللغة التركية ليكون العمل اللبناني الثاني الذي يقدمونه بلهجتهم، بعد «الهيبة» الذي يُعرض في تركيا تحت اسم «المدينة البعيدة».. وأوضحت أن هناك إقبالاً كبيراً على مشاهدة أعمالها القديمة، وأن مسلسل «خرزة زرقا» الذي عُرض قبل 6 سنوات يحظى بنسبة مشاهدة عالية بعد إعادة عرضه، وهو يتصدر الأعمال الخمسة الأولى الأكثر مشاهدة على «إم بي سي».

وفي المقابل، تمنت كلوديا مرشليان في الحوار معها أن يزيد اهتمام المنتجين اللبنانيين بالدراما اللبنانية، وأن يزيد عدد الأعمال والمنافسة بينها، لكنها أكدت حاجتها للدعم لتُباع عربياً، خاصة أن هناك إقبالاً على أعمال الكتّاب والمخرجين والممثلين الذين يشاركون في أعمال خارج لبنان.

* ما سبب عدم عرض مسلسلك «مش مهم الاسم» رغم تصويره قبل عامين؟

-لا أعرف، ولكنني سأجتمع قريباً مع شركة الصباح للتحضير لعمل جديد يجمع بيننا، وسأسأل عن سبب عدم عرض المسلسل، لأنه عمل رائع ويتألف من 15 حلقة. ما يعوضني أن هناك إقبالاً كبيراً على أعمالي القديمة وهي تحقق نجاحاً كبيراً عند إعادة عرضها، حتى أن صناع الدراما في تركيا اشتروا مسلسل «ما فيّ» لتقديمه بنسخة تركية، كما يعاد عرض مسلسل «خرزة زرقا» الذي بث قبل 6 سنوات، وهو يتصدر الأعمال الخمسة الأكثر مشاهدة على شاشة «إم بي سي».. الأعمال الرومانسية لا تموت، لأن الناس يتعلقون بقصص الحب.

* هل هناك أعمال أخرى لك جاهزة؟

– هناك فيلم جاهز للتصوير وعمل آخر مع شركة «الصباح».

* هل تستفيدون ككتاب مادياً من الأعمال التي يشتريها الأتراك؟

-كلا. ومن يتابع التلفزيون يكتشف أن هناك الكثير من الأعمال التي كتبتها تعرض على مختلف المحطات داخل لبنان وخارجه، ولكنني لا أتقاضى شيئاً عند إعادة عرضها.

* وبالنسبة للأعمال التي تتحول إلى نسخة تركية؟

– ينطبق عليها الشيء نفسه.

* هل القانون ينص على ذلك؟

– الكاتب يتنازل عن نصه للشركة المنتجة، بينما يستفيد المؤلف في الخارج من الأعمال التي يعاد عرضها، والأمر نفسه ينطبق على الأعمال الغنائية.

* هل أنت راضية عن وضع الدراما اللبنانية؟

-كلا، ولكن يبدو أن هناك بصيص أمل، خصوصاً وأنه بدأ التحدث عن حجم الميزانيات للأعمال وتحديد أسعار بيع المسلسلات. عندما تبدأ حركة العرض والطلب على الأعمال اللبنانية فهذا مؤشر على أنها عادت إلى الحياة حتى لو لم يحصل اتفاق على تلك الأعمال من المرة الأولى.

* لكن المنتج جمال سنان أعلن أن عمله المقبل سوف يكون لبنانياً..

– المهم أيضاً إنتاج أعمال خارج المواسم الرمضانية، لأنه لا يمكن أن تقوم الدراما عند حصرها في هذا الموسم فقط. بالأمس بدأت بمشاهدة مسلسل «لام شمسية» لأنه لم يتسنَّ لي مشاهدته في رمضان، وأعجبني كثيراً، وهذا يعني أن صناع الدراما المصرية يعملون بجدّ وثبات، ويجب أن نكون مثلهم.

* بالرغم من غياب الدراما، فإن الكتاب اللبنانيين يعملون..

– نادين جابر تكتب مسلسلاً رمضانياً واحداً لمصلحة شركة «إيغل فيلمز»، وطارق سويد يكتب آخر للشركة، وأنا أكتب أعمالاً متفرقة تعرض على «شاهد»، لكن أين هو شكري فاخوري ومنى طايع وسواهما من الكتّاب اللبنانيين؟!

* لكنّ الممثلين والمخرجين يعملون..

– الممثل اللبناني يعمل في الدراما التركية المعربة، وفي سوريا والخليج، وماغي بوغصن تقدم عملاً لبنانياً، وهذا أمر عظيم ترفع له القبعة، ولكنه لا يكفي، لأن المسؤولية لا تقع على عاتق المنتج جمال سنان فقط، بل يجب على جميع المنتجين أن يحذوا حذوه.

* هل الدراما المصرية هي الأفضل هذه السنة؟

– والدراما السورية كانت جيدة أيضاً.. المصريون يواظبون على التألق درامياً منذ عدة سنوات، ويقدمون أعمالاً جيدة، وحتى صادق الصباح ينتج أعمالاً مصرية وكذلك جمال سنان. الثقل الدرامي للمنتجين اللبنانيين خارج لبنان، ولم ينتج فيه سوى «بالدم» لماغي بوغصن، وشكَّل دفعاً للدراما اللبنانية، ولكننا بحاجة إلى المزيد من الأعمال.

* هل تتساءلين أحياناً لماذا يتحمس المنتج صادق الصباح لإنتاج أعمال لبنانية، بينما هو ينتج منذ عدة سنوات مسلسلات سورية؟

– هذا الأمر ليس محصوراً بالمنتج صادق الصباح، لأن جمال سنان ينتج أيضاً أعمالاً خليجية ومصرية ومشتركة. كل المنتجين يقولون إنهم يرغبون بإنتاج أعمال لبنانية، ولكنهم لا يستطيعون بيعها.

* هل ترين أنه أصبح بإمكان الممثل اللبناني تسويق مسلسل باسمه خارج لبنان؟

– هذا الأمر لا يقتصر على الممثل اللبناني، بل الدراما اللبنانية بحد ذاتها لا تحظى بالدعم.

* ماذا تقصدين بالدعم؟

– يجب أن يكون هناك إيمان بالدراما اللبنانية خارج لبنان لكي يسهل شراؤها وتسويقها.. من جهتنا كصناع دراما نوفر لهم أعمالاً جيدة ليحبها الناس وتشتريها المحطات، ولكي ننجح بتسويق الدراما اللبنانية مجدداً، لأن الممثلين معروفون، وهناك كتاب يكتبون ومخرجون يعملون خارج لبنان، وأعمالهم تشترى وتحظى بالمشاهدة، وهذا يعني أن المشكلة تكمن بالدراما اللبنانية بحد ذاتها، ولا بد من وضع خطة مدعومة من الدولة لتسوق عربياً، وتنهض مجدداً.