دروس الدعم.. مفتاح الوصول إلى النجاح والتميز

دروس الدعم.. مفتاح الوصول إلى النجاح والتميز

مثلت حصص التقوية التي تُنظمها المدارس قبيل امتحانات نهاية العام الدراسي، وسيلة تعليمية فعّالة، وأدت دوراً محورياً في دعم الطلاب أكاديمياً ونفسياً خلال مرحلة مهمة، لأنها لا تقتصر على مراجعة المنهج الدراسي فحسب، بل تساعد على تعزيز الفهم وتوضيح النقاط الصعبة، وتثبيت المعلومات في الأذهان بأسلوب منظم، فضلاً عن أن المعلمين غالباً ما يركزون على الأسئلة المتوقعة ونماذج الامتحانات، ما يساعد الطلاب على تحقيق أداء أفضل.

وأكد تربويون ل«الخليج»، أن هذه الحصص تهدف للتأكد من فهم الطلاب للمحتوى الدراسي واستيعابهم الكامل للمفاهيم الأساسية، في حين يراها كثير من الطلاب أنها فعالة وتغني عن الحصص الخصوصية، وتوفر بيئة تفاعلية تُمكّنهم من طرح الأسئلة، والاستفادة من ملاحظات الزملاء، والتفاعل المباشر مع المعلم، وسد الفجوات التعليمية الناتجة عن الغياب أو ضعف الفهم أثناء الفصل الدراسي.

لا تقل الأهمية النفسية لحصص التقوية التي تنظمها المدارس عن أهميتها التعليمية، إذ تسهم في تخفيف التوتر والقلق، وتمنح الطلاب شعوراً بالثقة والاطمئنان والاستعداد قبيل الامتحانات، لذلك فإن التنظيم المدروس لهذه الحصص استثمار مهم في نجاح الطلبة وتحقيق نتائج أكاديمية متميزة.

نقاط غامضة

قال التربوي فراس صلاحات: «دروس التقوية قبيل الامتحانات ذات أهمية كبيرة للطلبة، لما توفره من فوائد تعليمية ونفسية، فهي تساعد على مراجعة ما تعلموه سابقاً بطريقة مركزة ومنظمة وتوضح النقاط الغامضة وتُعمق الفهم، خاصة في المواد التي يجد الطالب فيها صعوبة. وفي العادة يركز المعلمون في دروس التقوية على نماذج الأسئلة المتوقعة أو المتكررة في الامتحانات السابقة كما تساعد دروس التقوية التي تمنح الأولوية للمفاهيم الأساسية التي تُبنى عليها الأسئلة الطالب على الشعور بالاستعداد والثقة قبل دخول الامتحان، وتقلل القلق والتوتر المصاحبين لأيام الامتحانات».

بيئة تفاعلية

أضاف «تقدم دروس التقوية جدولاً دراسياً منتظماً، ما يعين الطالب على تنظيم وقته والموازنة بين المواد المختلفة. كما توفر بيئة تفاعلية يمكن للطالب فيها طرح الأسئلة والاستفادة من شرح مباشر من المعلم، وتمكنه من الاستفادة من أسئلة الزملاء وملاحظاتهم. من المهم كذلك أن نضع في الحسبان أنها تراجع للطالب ما فاته من بعض الدروس خلال الفصل الدراسي وهي فرصة ذهبية للتعويض.

وغالباً ما تتم هذه الدروس في مجموعات صغيرة، ما يشجع على التفاعل والعمل الجماعي وتبادل المعرفة. وهي ممارسة تربوية فعاله وهادفة عندما تكون منظمة ومخطط لها مسبقاً».

5 أسباب

قال أنس عادل، مدير مدرسة خاصة في أبوظبي: «دروس التقوية وسيلة فعالة لدعم الطلاب ورفع مستواهم الأكاديمي، خصوصاً في المواد التي يجدون فيها صعوبة، وتنظم المدرسة جدول دروس مراجعة رقمياً للطلبة من الصف الثالث حتى الثاني عشر، يتضمن مراجعة للمادة الدراسية لمدة ساعتين، يجريها المعلم للصف المستهدف».

وأشار الى 5 أسباب لأهميتها، هي مراجعة شاملة للمناهج قبل الامتحان، وتعزيز الفهم في الدروس الصعبة، والتدريب على نماذج الامتحانات وأساليب الإجابة، وتقوية الثقة بالنفس، وسد الفجوات التعليمية الناتجة عن الغياب أو ضعف التحصيل الدراسي.

خوض الامتحانات

قالت يمنى جمال، معلمة في إحدى المدارس الخاصة «بعد الانتهاء من تدريس المنهج المقرر، أحرص على مراجعة شاملة لجميع الدروس التي درسها الطلاب، للتأكد من فهمهم للمحتوى واستيعابهم الكامل للمفاهيم الأساسية. ولا يقتصر هدفي على إنهاء المنهج فحسب، بل أضع تركيزاً خاصاً على تعزيز أداء الطلاب وضمان جاهزيتهم التامة لخوض الامتحانات، حيث أولي اهتماماً كبيراً بالطلاب ذوي الأداء الضعيف الذين يعانون تدنّياً في درجاتهم، حيث أعمل على متابعتهم فردياً، وأخصص لهم وقتاً إضافياً خلال الحصص لمساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي يواجهونها، لضمان نجاحهم وعدم تعرضهم للرسوب».

وتابعت «كما أحرص على إعداد تلخيصات شاملة لأهم الأسئلة المتوقعة، مع التركيز على الأسئلة المستخرجة من هيكل الامتحان، حيث أكتب هذه الأسئلة مع إجاباتها النموذجية، وأوزّعها على الطلاب، لتكون مرجعاً يساعدهم في المذاكرة. وقبيل موعد الامتحان بيوم، أخصص حصة تقوية أشرح فيها النقاط المهمة والمتوقعة في الامتحان. وأفتح المجال للطلاب لطرح أسئلتهم واستفساراتهم عن أي جزء لم يتمكنوا من فهمه، حرصاً على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وضمان أدائهم الأمثل في الامتحان».

مواطن الضعف

أشادت الطالبة ليلى العامري بحصص التقوية حيث قالت «أرى أنها فرصة مهمة ومفيدة لنا، حيث إننا في مرحلة الامتحانات نحتاج إلى مراجعة سريعة أو توضيح بعض النقاط التي لم نفهمها جيداً خلال الفصل الدراسي. كما أن تنظيم الحصص الدراسية من المعلمة التي تدرسنا طوال العام أمر مهم، حيث إن أسلوب الشرح لا يختلف. كما أن المعلمة تكون على علم بمستوى كل طالبة ومواطن الضعف لديها، ما يجعلها تركز على الأسئلة الصعبة التي لم تفهمها الطالبات. كما أن الحصص التي تنظمها المدارس تغني عن الخصوصية التي تكون من معلم مختلف وبرسوم محددة. كما تساعدنا على التركيز على المواضيع الأساسية والمتوقعة في الامتحان، وتُعيد ترتيب المعلومات في أذهاننا بنظام واختصار».

ثقة أكبر

أضافت «أكثر ما يُميز هذه الحصص أن المعلم يوضح أهم الأسئلة التي قد تأتي في الامتحان، ويشرحها بوضوح، ما يُقلل التوتر والقلق، ويمنحنا ثقة أكبر قبل دخول قاعة الامتحان. كما أن وجود فرصة لطرح الأسئلة في نهاية الحصة يُساعدنا على تجاوز أي غموض أو لبس في بعض الدروس».

استعداد الطلاب

قال الطالب صالح نزار «في الأسابيع الأخيرة من الفصل الدراسي الثالث، وبعد الانتهاء من تدريس المنهج، بدأ المعلمون بالتركيز على شرح الدروس المحددة في هيكل الامتحان، لتعزيز استعداد الطلاب للاختبارات النهائية. كما أتيحت لنا وسائل متعددة للمراجعة، من أبرزها مجموعات «التليغرام»، حيث يمكننا التواصل مع المعلمين وطرح الأسئلة، ويتلقّى الطالب إجابة سريعة ومباشرة. كما نظّمت حصص تقوية عبر منصة «تيمز» لجميع المواد، وكل مادة تخصّص لها حصة تقوية قبل الاختبار بيوم، وأحرص على دخولها خصوصاً في المواد التي أجد فيها صعوبة، وقد حرصت على حضورها لتحقيق أكبر استفادة. وتختلف مدة الحصة بحسب المادة، حيث إن المواد الصعبة تستغرق مدتها أكثر من ساعة».

نقاط مهمة

أضاف الطالب سلطان الحوسني أن أسلوب الشرح في حصص التقوية يختلف من معلم إلى آخر، فبعض المعلمين يبدؤون الحصة بشرح النقاط المهمة، ثم يتيحون الفرصة للأسئلة، وهو ما نفضّله نحن الطلاب، بينما يكتفي آخرون بسؤال الطلاب إن كانت لديهم استفسارات من دون تقديم شرح كافٍ، لذلك، فإن استفادة الطالب من حصص التقوية تعتمد على طريقة المعلم وفيها يجمع طلاب الصف الثاني عشر على حسب المسار في حصة واحدة، ويختلف الوقت المخصص لبدء الحصة بحسب معلم المادة.