نصفهم في “فخاخ الجوع”: الجيش الإسرائيلي يقتل 40 فلسطينياً في غزة.

القاهرة – رويترز

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، أن 40 شخصاً على الأقل، قتلوا بنيران إسرائيلية، نصفهم قرب موقع لتوزيع المساعدات في رفح، في وقت ندد فيه مسؤولون في الأمم المتحدة بأساليب توزيع المساعدات التي تدعمها إسرائيل.
وقال مسعفون، إن 20 شخصاً على الأقل، قتلوا وأصيب 200 قرب موقع توزيع مساعدات في رفح جنوب القطاع، في أحدث وقائع إطلاق نار قتلت مئات الفلسطينيين لدى محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية، منذ أن فرضت إسرائيل نظام توزيع جديد، إثر رفعها جزئياً لحصار كامل على القطاع استمر قرابة ثلاثة أشهر.

انتهاك للحيادية

ووضعت إسرائيل مسؤولية توزيع أغلب المساعدات التي سمحت بدخولها لقطاع غزة في يدها، حيث تدير ثلاثة مواقع للتوزيع تحرسها قواتها.
ورفضت الأمم المتحدة هذا الترتيب، وقالت إن عمليات التوزيع ليست كافية وغير ملائمة، وتتسم بالخطورة، وتنتهك مبادئ الحيادية في العمليات الإنسانية وعمليات الإغاثة.
ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل بشأن تقارير وقوع إطلاق نار الاثنين. وفي وقائع سابقة اعترفت إسرائيل في بعض الأحيان بفتح قواتها النار قرب مواقع لتوزيع المساعدات، وحملت مسؤولية ذلك على مسلحين تتهمهم بإشعال العنف. ووصل أقارب لمستشفى ناصر لتشييع ذويهم وبكى أطفال ونساء جوار جثث ملفوفة بالأكفان.
وقال أحمد فايد وهو ممن حاولوا الوصول للمساعدات الاثنين «ذهبنا لنحصل على مساعدات لإطعام أطفالنا لكنها باتت مصيدة للقتل»

نظام توزيع «قاتل»

قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على «إكس»: «العشرات قتلوا، وأصيبوا في الأيام القليلة الماضية من بينهم جائعون يحاولون الحصول على بعض الطعام من نظام توزيع مساعدات قاتل».
وقبل النظام الجديد، تولت وكالات إغاثة دولية، وبالأساس تلك التابعة للأمم المتحدة مثل الأونروا مهمة توزيع المساعدات على سكان قطاع غزة الذين يفوق عددهم مليوني نسمة. وكانت تلك الوكالات تشغل آلاف الموظفين داخل القطاع وتدير مئات المواقع فيه.
وتقول إسرائيل، إنها حدت من تلك العمليات لأن مسلحين من حركة «حماس» يستولون على المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام الجوع سلاحاً.

قيود على المساعدات

وقال لازاريني، إن إسرائيل لم ترفع القيود عن وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا لإدخال المساعدات رغم وجود مساعدات وفيرة جاهزة للدخول للقطاع. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الجهة العسكرية الإسرائيلية المعنية بتنسيق المساعدات، إنها سهلت دخول 292 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية هذا الأسبوع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك مساعدات غذائية وطحين.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي سيواصل السماح بدخول المساعدات الإنسانية مع ضمان عدم وصولها إلى «حماس».
وقبل وقائع الاثنين، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 300 شخص على الأقل قتلوا حتى الآن، وأصيب أكثر من 2600 قرب مواقع توزيع المساعدات.