سكان غزة المتعبون من النزاع يشاركون صور الدمار في إسرائيل

القاهرة – رويترز
تداول سكان قطاع غزة صوراً لمبان مهدمة، وسيارات متفحمة أصابتها صواريخ إيرانية في مدن إسرائيلية، وعبر البعض عن أملهم في أن يفضي الصراع في نهاية المطاف إلى إحلال السلام على أرضهم المدمرة.
وأصابت صواريخ إيرانية تل أبيب، ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل، فجر الاثنين، ما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل، ضمن موجة هجمات شنتها طهران، رداً على حملة عسكرية إسرائيلية استهدفت برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.
وقال محمد جمال (27 عاماً) وهو من سكان مدينة غزة: «الرد الإيراني فاجأني وفاجأ كثيراً من الناس، الفلسطينيون والإسرائيليون، الكل ظن أنه سيكون استعراضياً».
وأضاف: «رؤية الصواريخ تسقط والقبة الحديدية تفشل في اعتراضها، وانهيار المباني والحرائق في كل مكان يذكرني بالدمار في غزة».
والقبة الحديدية هي جزء من نظام دفاع صاروخي إسرائيلي، متعدد الطبقات، يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون التي يطلقها مسلحون من حركة «حماس» من غزة.
وقالت تحرير، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 34 عاماً، إن منزلها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة دمر في الأسابيع الأولى من الحرب في 2023 ونزحت عائلتها عدة مرات منذ ذلك الحين.
وقالت: «أخيراً شعر الإسرائيليون بما نعيشه منذ شهور، الخوف، وانعدام الأمل والتشريد»، معبرة عن أملها في الضغط على حكومة إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.
لا يقارن بغزة
أدت أحدث خسائر في الأرواح أعلنتها خدمات الطوارئ في إسرائيل إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 24 منذ الجمعة. وأفادت وزارة الصحة الإيرانية، بأن الهجمات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 224 شخصاً منذ الجمعة.
ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، تزايدت المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة تجر قوى خارجية.
وقال عمرو صلاح (29 عاماً): «لا أؤيد إيران ولا أحبها بسبب تدخلهم في غزة، وفي كثير من الدول، لكن ردهم حقيقياً هذه المرة».
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 20 شهراً، أسفرت عن مقتل حوالي 55 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ودمرت جزءاً كبيراً من القطاع المكتظ بالسكان، والذي يسكنه أكثر من مليوني نسمة. وشردت الحرب أغلب سكان القطاع، ونشرت سوء التغذية على نطاق واسع.
ورغم جهود تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، لم تبد إسرائيل التراجع عن مطالبهما الأساسية وهي القضاء على حماس وتهجير سكان غزة تنفيذاً لخطة أمريكية.