العقل المدبر للتقنيات السرية يتولى منصباً أمنياً رفيعاً في بريطانيا.. من هي بلايز متروويلي؟

العقل المدبر للتقنيات السرية يتولى منصباً أمنياً رفيعاً في بريطانيا.. من هي بلايز متروويلي؟

ستكون «Q» هي «C» الجديدة، وهذا هو أقل الجوانب إثارة في الإعلان التاريخي الذي أصدرته الحكومة البريطانية أمس الأحد، والذي كشفت فيه عن تعيين بليز مترويلي رئيسة لجهاز الاستخبارات السرية.

وستكون السيدة مترويلي أول امرأة تتولى قيادة وكالة التجسس المعروفة باسم MI6، منذ تأسيسها قبل 116 عاماً، بحسب صحيفة غارديان.

وستتولى متروويلي، البالغة من العمر 47 عاماً، المنصب رسمياً هذا الخريف، خلفاً للسير ريتشارد مور.

ويُعرف رئيس MI6 باسم الشفرة «C»، وهو المسؤول الوحيد الذي يُعلن اسمه في الجهاز، ويتحمل مسؤولية العمليات بالكامل، ويُقدم تقاريره مباشرة إلى وزير الخارجية البريطاني.

من هي بلايز مترويلي؟ أول سيدة على رأس استخبارات MI6

تشغل متروويلي، حالياً منصب المدير العام لقسم «Q»، المسؤول عن التكنولوجيا والابتكار داخل الجهاز، وهو قسم يستلهم اسمه من شخصية «Q» الشهيرة في أفلام جيمس بوند.

كما تولت سابقاً مناصب قيادية على مستوى المدير في كل من MI6 وMI5، جهاز الأمن الداخلي ومكافحة التجسس البريطاني.

وبحسب السيرة الذاتية المختصرة التي رافقت الإعلان عن تعيينها، فقد درست الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة كامبريدج، وقضت جانباً كبيراً من مسيرتها المهنية في مهام بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

قال زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر:«تعيين بليز متروويلي التاريخي يأتي في وقت لم يكن فيه دور لأجهزة الاستخبارات لدينا أكثر أهمية من أي وقت مضى».

وتابع:«تواجه المملكة المتحدة تهديدات غير مسبوقة، سواء من المعتدين الذين يرسلون سفنهم التجسسية إلى مياهنا، أو من القراصنة الذين يسعون من خلال هجمات إلكترونية متطورة إلى تعطيل خدماتنا العامة».

وقد حصلت متروويلي العام الماضي على وسام رفيق وسام القديس ميخائيل والقديس جورج (CMG) تقديراً لخدماتها.

بلايز مترويلي.. أول امرأة تقود MI6 بدماغ تكنولوجي خارق

تتولى متروويلي قسم التكنولوجيا في MI6، المعروف باسم «Q Branch».

تتمثل مهام قسم التكنولوجيا والابتكار الحيوي بالجهاز، في حماية هويات العملاء السريين وابتكار طرق جديدة للتخفي ومواجهة الخصوم وأنظمة المراقبة البيومترية التي يستخدمونها.

كما تتولى مسؤولية تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي، وتعزيز أنظمة الأمن السيبراني.

ويُعتقد أن امرأتين على الأقل من بينهن متروويلي، تولّين منصب رئيس قسم التكنولوجيا في MI6، إلا أن شخصية «Q» في سلسلة جيمس بوند، وعلى مدى أكثر من 60 عاماً، لم تُجسَّد يوماً كامرأة.

أهمية التعيين في ظل التحديات العالمية

تتولى وكالة الاستخبارات السرية البريطانية MI6 مهمة جمع المعلومات الاستخباراتية من الخارج لتعزيز أمن المملكة المتحدة، وتركّز مهامها الأساسية على:

•منع الهجمات الإرهابية

•إحباط أنشطة الدول المعادية

•تعزيز الأمن السيبراني

وقالت متروويلي في بيان لها:«MI6 يؤدي دوراً حيوياً، بالتعاون مع MI5 وGCHQ، في حماية الشعب البريطاني وتعزيز مصالح المملكة المتحدة في الخارج».

وتابعت:«أتطلع إلى مواصلة هذا العمل جنباً إلى جنب مع الضباط والوكلاء الشجعان في MI6، وشركائنا الدوليين العديدين».

عمل أجهزة الاستخبارات البريطانية أكثر أهمية من أي وقت مضى

ما دور «C»؟

«C» هو رئيس جهاز الاستخبارات السرية البريطاني، المعروف رسمياً باسم MI6 (جهاز الاستخبارات السرية)، ويقدّم تقاريره إلى وزير الخارجية البريطاني.

«C» هو أيضاً عضو في اللجنة المشتركة للاستخبارات، إلى جانب رؤساء أجهزة أخرى ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى.

ويتلقى تقارير استخباراتية، ويحلل الأوضاع الجارية، ويقدّم المشورة لرئيس الوزراء.

من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن «C» ترمز إلى «الرئيس» (Chief)، لكنها ليست كذلك بحسب BBC.

أول وكالة تجسس بريطانية كانت تُدعى «مكتب الخدمة السرية» وتم إنشاؤها في أوائل القرن العشرين، وكان يقودها ضابط في البحرية الملكية يُدعى الكابتن مانسفيلد كامينغ.

وكان يوقّع دائماً بالأحرف «C»، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اللقب ملازماً لرئيس الجهاز.

كان الكابتن كامينغ يكتب بالحبر الأخضر، وحتى اليوم، فإن رئيس MI6 هو الشخص الوحيد في وايتهول الذي لا يزال يكتب بالحبر الأخضر.

يتطلب المنصب الذي ستتولاه متروويلي التعامل مع تحديات غير مسبوقة ومتعددة.

على المستوى الجغرافي، تتركز التهديدات من روسيا، والصين، وإيران، وكوريا الشمالية، حيث تتعاون هذه الدول الأربع بشكل متزايد لتقويض مصالح المملكة المتحدة والغرب في جميع أنحاء العالم.

لكن هناك تحديات تقنية أيضاً.

مهمة MI6 هي تجنيد عملاء بشريين لسرقة الأسرار من خصوم بريطانيا، وتشمل هذه الخصوم دولاً معادية وجماعات غير حكومية مثل تنظيم القاعدة.

ويتوجب في عصر الابتكار الرقمي السريع، على MI6 أن يُسرّع من وتيرته ليبقى متقدماً على أعدائه، ويحافظ على أهميته في وقت يتم فيه جمع الكثير من المعلومات الاستخباراتية عبر الإنترنت ومن الفضاء.

في سبتمبر الماضي، حذر الرئيس المنتهية ولايته السير ريتشارد، إلى جانب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز من أن العالم يواجه تهديداً لم نشهده منذ الحرب الباردة.

أعرب السير ريتشارد، الذي سيترك منصبه في الخريف بعد خمس سنوات، عن سعادته البالغة بالتعيين التاريخي لزميلته.

وقال: «بليز ضابطة استخبارات وقائدة متميزة، وتُعد من أبرز مفكرينا في مجال التكنولوجيا».

وتابع: «أنا متحمس للترحيب بها كأول امرأة تتولى رئاسة MI6».

أما وزير الخارجية ديفيد لامي، الذي ستكون مترويلي مسؤولة أمامه بصفته الرئيس الجديد للجهاز، فقال، إنها المرشحة المثالية، وإنها ستضمن قدرة بريطانيا على مواجهة الاضطرابات العالمية والتهديدات الأمنية المستجدة.