البطاريات تحدد وتيرة سوق السيارات الكهربائية في الإمارات

البطاريات تحدد وتيرة سوق السيارات الكهربائية في الإمارات

تواصل السيارات الكهربائية تعزيز حضورها في سوق الإمارات، مدفوعة بالتوجهات الحكومية واهتمام المستهلكين بالتقنيات المستدامة، إلا أن كلفة البطارية، المكون الأهم والأغلى في هذه المركبات، تظل عائقاً رئيسياً أمام التوسع السريع في هذا القطاع.

يؤكد خبراء ومسؤولون في قطاع السيارات الكهربائية ل«الخليج»، أن البطارية، تعد العامل الأهم في تحديد قيمة السيارة الكهربائية، إذ تصل أسعار البطارية الجديدة منها إلى نحو 60 ألف درهم، والمستعملة حوالي 25 ألف درهم. وأشار الخبراء إلى أنه رغم التحديات الحالية، المتمثلة في الكلفة العالية وقلّة المعروض وارتفاع المواد الخام المستخدمة في صناعة هذه البطاريات، إلا أن التقنيات الحديثة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ستؤدي مع الوقت إلى تخفيض التكاليف تدريجياً.

كشف تقرير حديث صادر عن شركة «Geotab»، المتخصصة في مجال حلول المركبات، أن متوسط معدل تدهور بطاريات السيارات الكهربائية بلغ 1.8% سنوياً في 2025، مقارنة ب2.3% في 2019.

وأفاد التقرير، الذي استند إلى بيانات فعلية لأكثر من 10 آلاف مركبة كهربائية، بأن الاستخدام العالي لا يُؤدي بالضرورة إلى تدهور سريع للبطارية، بشرط الاعتدال في استخدام الشحن السريع، واعتماد بيئة تشغيل مناسبة.

الليثيوم النادر

يقول المهندس سيف الحمادي، مؤسس مركز (EV GATE) لصيانة السيارات الكهربائية: إن السبب الرئيسي في ارتفاع سعر البطاريات، يعود إلى اعتمادها على مادة الليثيوم النادرة وعالية التكلفة، التي تُعد المكون الأساسي في تصنيعها.

وتابع: رغم توفّر البطاريات المستعملة إلا أن الكميات محدودة، مشيراً إلى أن بعض أنواع البطاريات الجديدة يصل سعرها إلى نحو 60 ألف درهم، فيما يصل سعر المستعملة إلى نحو 25 ألف درهم. وأوضح أن ارتفاع الأسعار يعود إلى سلاسل التوريد العالمية وارتفاع معدن الليثيوم والمواد الخام الأخرى، في حين تعاني الأسواق الثانوية من قلة المعروض، بسبب زيادة الطلب، ورفض بعض شركات الشحن نقل البطاريات المستعملة.

ويشير الحمادي إلى أن أحد أبرز أسباب الأعطال في السيارات الكهربائية، يعود إلى ضعف وعي بعض المستخدمين، الذين يعتقدون أن السيارة الكهربائية لا تحتاج إلى صيانة دورية.

ويضيف: «كثير من المشاكل تظهر بسبب تجاهل الفحص المستمر، مثل اختلال توازن الخلايا داخل البطارية، كما أن هناك أعطالاً برمجية تعجز بعض مراكز الصيانة عن إصلاحها، بسبب الحماية المفروضة على أنظمة السيارة من شركاتها المصنّعة».

وتابع: «البطاريات تتأثر بعوامل عديدة، مثل الحرارة المفرطة أو البرودة الشديدة، وأسلوب الشحن، حيث يؤدي الشحن السريع عبر التيار المباشر (DC)، إلى تدهور أسرع مقارنة بالشحن البطيء عبر التيار المتردد (AC). يجب الحفاظ على مستوى شحن يتراوح بين 20% و80% لإطالة عمر البطارية».

طلب عالمي

يؤكد ساج جبار، المدير العام لشركة «ماهي خوري للسيارات»، أن المكونات الأساسية للبطاريات مثل الليثيوم، شهدت تقلبات كبيرة في الأسعار، نتيجة عدم الاستقرار الجيوسياسي، والقدرات العالمية المحدودة على التعدين. ويقول: إن وتيرة التحوّل نحو السيارات الكهربائية تفوق قدرة منشآت التكرير والمعالجة على مجاراتها، وهذا أدى إلى اختناقات رفعت الأسعار. إن الشراكات الاستراتيجية والمبادرات الحكومية ستُسهم في تخفيض الكلفة على المدى القريب.

تقنيات بديلة

يشير جبار إلى أن شركات سيارات كهربائية عالمية تعمل على تطوير بطاريات الجيل القادم، بما يشمل بطاريات الليثيوم فوسفات، وتقنيات خلايا الوقود الهيدروجينية، ما يُسهم في توفير طاقة أكثر أماناً واستدامة، مضيفاً أن بعض الجهات تستثمر في إعادة تدوير البطاريات المستهلكة، واستخلاص المواد القابلة لإعادة الاستخدام منها، لتقليل الأثر البيئي وتعزيز استدامة سلسلة الإنتاج.

ويتابع: أتوقع أن تسهم هذه التقنيات في تقليص التكاليف تدريجياً، مدفوعة بتحسين كفاءة التكرير وزيادة قدرات التعدين، رغم أن الانخفاض المتوقع سيظل مرهوناً باستقرار الأسواق الجيوسياسية.

مرحلة استكشاف

من جانبه يقول إيلي نعمة، مدير عام شركة «سوايست موتور الإمارات»: إن سوق السيارات الكهربائية لا يزال في مرحلة استكشاف لمواد بديلة، وأن السنوات المقبلة ستشهد دخول شركات جديدة، من شأنها أن تخفّض الأسعار، وتُسهم في توافر القطع بشكل أفضل. مشيراً إلى أن بعض الشركات بدأت بالتحول فعلاً إلى تقنيات جديدة، مثل البطاريات الصلبة بدلاً من بطاريات الليثيوم التقليدية، بهدف تحسين الأداء وزيادة العمر الافتراضي.

وتابع: أحد أبرز التحديات في تبنّي التنقل الكهربائي، يتمثل في إدارة الانتقال الهيكلي، من حيث توفّر محطات الشحن، وتغيير عقلية المستهلكين. رغم تنامي الاهتمام بالمركبات الكهربائية، لا يزال العديد من السائقين يشعرون بالقلق حيال مدى القيادة الممكن، وتوفر الشحن، إضافة إلى قلقهم من غلاء أسعار البطاريات في حال تدهورت حالتها.

السيارات الهجينة

يضيف نعمة أن السيارات الهجينة القابلة للشحن تعدّ عنصراً محورياً في هذه المرحلة الانتقالية، معتبراً أنها تقدم جسراً عملياً ومطمئناً للمستهلكين الراغبين في التحول نحو الكهرباء، دون المساومة على الراحة أو الاعتمادية. ويقول: بفضل نظامها الثنائي، الذي يجمع بين الوقود التقليدي والطاقة الكهربائية، توفّر هذه المركبات مرونة عالية، وتجعل عملية التكيّف التدريجي أكثر سهولة، إضافة إلى الأسعار الرخيصة في حال صيانتها.

تواصل السيارات الكهربائية تعزيز حضورها في سوق الإمارات، مدفوعة بالتوجهات الحكومية واهتمام المستهلكين بالتقنيات المستدامة، إلا أن كلفة البطارية، المكون الأهم والأغلى في هذه المركبات، تظل عائقاً رئيسياً أمام التوسع السريع في هذا القطاع.

يؤكد خبراء ومسؤولون في قطاع السيارات الكهربائية ل«الخليج»، أن البطارية، تعد العامل الأهم في تحديد قيمة السيارة الكهربائية، إذ تصل أسعار البطارية الجديدة منها إلى نحو 60 ألف درهم، والمستعملة حوالي 25 ألف درهم. وأشار الخبراء إلى أنه رغم التحديات الحالية، المتمثلة في الكلفة العالية وقلّة المعروض وارتفاع المواد الخام المستخدمة في صناعة هذه البطاريات، إلا أن التقنيات الحديثة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ستؤدي مع الوقت إلى تخفيض التكاليف تدريجياً.