إسرائيل تواصل عمليات القتل في غزة وتوقع العشرات من الضحايا قرب قافلة المساعدات

إسرائيل تواصل عمليات القتل في غزة وتوقع العشرات من الضحايا قرب قافلة المساعدات

وسعت إسرائيل، أمس الاثنين، حربها على قطاع غزة، وواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب جرائم «إبادة جماعية» بحق العائلات الفلسطينية والنازحين في مختلف أنحاء القطاع، إلى جانب استهداف منتظري المساعدات في نقاط مراكز التوزيع، في وقت حذرت منظمات أممية من مجاعة في غزة جراء استمرار «الإبادة» الإسرائيلية، ودعت إلى التحقيق في استهداف منتظري المساعدات قرب مراكز التوزيع،
ودعت منظمة «أطباء بلا حدود» الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الضغط على إسرائيل، في حين قلص الجيش الإسرائيلي قواته في غزة وسحب الفرقة 98 لتعزيز الحدود مع الأردن ومصر.
مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أمس الاثنين، يومها ال618 على التوالي، تستمر المجازر والحصار والتجويع، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وفي اليوم ال91 من استئناف العدوان البري، تكثفت الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في القطاع، ما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة العشرات الآخرين خلال الساعات الماضية، وفق ما ذكرت مصادر طبية في مستشفيات غزة، التي أعلنت عن مقتل 68 شخصاً، بينهم 38 من الفلسطينيين الذين كانوا بانتظار المساعدات الغذائية، بينما أصيب أكثر من 182 آخرين، لترتفع حصيلة الضحايا الإجمالية منذ بدء الحرب إلى 55432 قتيلاً و128882 مصاباً في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
من جهة أخرى، قلص الجيش الإسرائيلي قواته في قطاع غزة في ظل الحرب مع إيران، ونقل تعزيزات كبيرة إلى الحدود مع مصر والأردن.
وبحسب الجيش، تعمل أربع فرق في القطاع، بعد انسحاب الفرقة 98، التي تضمّ المظليين ووحدات الكوماندوز النخبة من خان يونس ونقلها لعزيز الحدود مع مصر والأردن. وأضافت إذاعة الجيش،    أن لواء ناحال «غادر غزة وانتقل لتعزيز الجيش في الضفة الغربية بدلاً من قوات قيادة الجبهة الداخلية بالجيش». 
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، مقتل ضابط برتبة نقيب في الاحتياط ويشغل منصب نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة 7086 التابعة للواء «غولاني»، فيما تحدثت مصادر فلسطينية عن أصابة عدد آخر من الجنود.
في غضون ذلك، حذرت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» وبرنامج الأغذية العالمي التابعَين للأمم المتحدة من أن حوالي 2.1 مليون فلسطيني في غزة معرضون لخطر المجاعة جراء استمرار إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في القطاع. وأكد التقرير التحذيري أن مستوى المجاعة وصل إلى مستوى حرج بسبب صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي صُنِّفت تحت اسم «البؤر الساخنة المثيرة للقلق الشديد».  
ومن جانبها، قالت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة،   إن إسرائيل تمنع دخول الوقود إلى قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم، الأمر الذي يهدد بتوقف كلي للعمليات الإنسانية في القطاع المحاصر. وأفادت الوكالة في منشور على منصة «إكس» بأن قطاعات «الصحة والمياه والغذاء والاتصالات في خطر» جراء الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين بقطاع غزة.
وشددت الأونروا على أن «العمليات الإنسانية لا يمكن أن تُجرى دون وقود»، وتابعت: «بدون الوقود، ستُزهق الأرواح».
إلى ذلك، حضّت منظمة «أطباء بلا حدود» الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، على التوقّف عن إطلاق تصاريح «فارغة» حول الوضع المأسوي في غزة، داعية إيّاه إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال لحثّ إسرائيل على وقف جرائم الحرب في القطاع الفلسطيني.
وأتى هذا النداء على شكل رسالة مفتوحة موجّهة إلى قادة الدول الأعضاء ورؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي، إذ يعقد يوم الاثنين المقبل اجتماعاً وزارياً لدول التكتل من المرتقب أن يتناول هذا الموضوع. وتطلب الرسالة التي نشرت الصحف نسخة عنها بإلحاح إفساح المجال لدخول المساعدات الإنسانية الحيوية للفلسطينيين في غزة لأن الحصار القائم «ليس تدبيراً أمنياً مشروعاً، بل إنه جريمة حرب».
ولا بد أيضاً من تكثيف عمليات الإجلاء الطبي، بحسب منظمة «أطباء بلا حدود» التي أشارت إلى أن «13 ألف شخص تقريباً، بينهم أكثر من 4500 شخص، هم بحاجة ماسة» إلى تدابير من هذا القبيل.
وجاء في الرسالة أن «الاتحاد الأوروبي، وعدداً من قادته قاموا مؤخّراً بتوبيخ إسرائيل، لكن كلامهم بقي فارغاً، لأنهم لا يتّخذون التدابير الملموسة الضرورية لوضع حد للمجزرة». (وكالات)