25 شاعرًا يُغازلون الرياح في مراكش.

25 شاعرًا يُغازلون الرياح في مراكش.

اختتمت، فعاليات الدورة الثامنة للملتقى الوطني «حروف»، للشعراء والنقاد الشباب، والتي نظمتها دار الشعر في مراكش احتفاء بالمتوجين بجائزتي أحسن قصيدة وأفضل كتاب في النقد الشعري، في دورتها السادسة. وشهد الملتقى قراءات ومداخلات نقدية لأكثر من 25 شاعراً.
وقرأ الشعراء، قصائدهم التي اختارتها لجنة التحكيم في تناسق مع الاحتفاء بأنماط الكتابة الشعرية، في تعددها، والشعراء هم: حسين أقديم، عبد الحق بالمادن، إبراهيم آيت أحمد، زكرياء غونام، يوسف بوفوس، صوري إبراهيم تراوري، أفاسي محمد، سمير السخيري، فاطمة الزهراء العروسي، محمد بوكريم، خديجة الشلح، رشيد الدحوم، عبدالرحيم اصبان، إبراهيم زرهون، شيماء قويون، كنزة لحاح، خديجة بوحلو، ليلى يزان، لحبيب لمعدل.
في قصيدة «ابن الرّيح» يقول حسين أقديم: «إلى أين؟/ لا يدري../ يَسِير بلا هُدَى../ يُنادي ولكنْ/ لا مُجِيبَ/ سِوَى الصَّدَى/ فَتًى أنْجَبَتْهُ الرِّيح، / والرّيحُ وَحْدَها».
الشاعر عبدالحق بالمادن، يسأل أين «سَيُوصِلُ سيزيفُ صَخْرَتِي»:
«يَا قَارَبي، لُطْفًا، تَدَارَكَ مُنْيَتِي
وَجِّهْ رِيَاحَكَ كَيْ تُوَافِقَ وِجْهَتِي
وَلْتَصْمُتِ الأَمْوَاجُ عَنِّيَ بُرْهَةً
وَلْتُسْعِفَنِّيَ كَيْ أُوَاصِلَ سِيرَتِي».
واختار يوسف بوفوس قصيدته «لوْعاتٌ وعبْراتٌ»، مفتتحاً بمقولة لأبي فراس الحمداني: «بلى أنا مُشتاقٌ وعنديَ لوْعةٌ»، ليقرأ: «أضَرَّ بقلبي/ ما أنال له الهجرُ/ وأتْعبَ أقدامي على إثْرِك السّيرُ/ فما إن أرى نجماً/ حِيالَكِ سائراً/ ولا طار يوماً نحو منزلك الطّيرُ/ إلاّ هيّجا شوقي إليكِ/ وأيقظا/ بواعِثَ أشْجانٍ يُكابدُها الصّدرُ».
وحضر العمق الإفريقي في الملتقى ضمن الديوان الجماعي «إشراقات شعرية»، من خلال تقديم قصيدة «فؤاد تلظى» للشاعر صوري إبراهيم تراوري، من مالي: «بَوْصَلَاتِي لِلْعِشْقِ فِي الدَّرْبِ دُهْمَةْ/ لَمْ تَضِحْ فِي عَيْنَيَّ مَنْ بَعْدَ غَيْمَةْ/ لَمْ تَلُحْ لِي سِوَى فَتَاةٍ…/ تُضَاهِيهَا نُجُومُ السَّمَاءِ إِنْ تَبْدُ ظُلْمَةْ/ فِي الْهَوَى/ فَاعْذُرِي فُؤَادًا تَلَظَّى».
محمد بوكريم قرأ من قصيدته «سيرةٌ متأخّرة لابن الزرع»: «لِأَيِّ جِهَاتِ الرّيحِ… بابَكَ تَفْتَحُ/ وكلُّ جهاتِ الأَرضِ فيكَ تَفَتَّحُ/ بِأيِّ القوافِي تَسْتهلُّ هَوامِشاً/ تَنُوءُ على قلْبِ السطورِ… وتَجْمَحُ».
وفي قصيدة «بريد لن يصل» لرشيد الدحوم، نقرأ: «مُمَدَّدٌ فِي مَجَازِ الحُزْنِ، / ذَاتَ مَسَا/ وَكُلَّمَا ضَاعَ فِي تَفْكِيرِهِ، نَعَسَا/ كَأَنَّ دُنْيَاهُ قَدْ/ ضَاقَتْ وَمَا اتَّسَعَتْ/ كَأَنَّمَا الْهَمُّ فِي أَحْشَائِهِ انْغَرَسَا»
*دروب
ملتقى حروف لدار الشعر بمراكش، تظاهرة للاحتفاء بالمبدعين والنقاد وتوقيع إصداراتهم، كما يشكل فضاء للقاء والحوار بين الشعراء والنقاد الشباب وتبادل الخبرات بينهم وتنظيم قراءات شعرية وحفلات لتوقيع منشورات الدار الجديدة. خطوة أخرى في مسالك ودروب أسئلة النقد الشعري، وحاجة معرفية لمواكبة المنجز الشعري المغربي الغني بتجاربه وحساسياته وأجياله، وانفتاح على استبصارات ومقاربات جديدة، لنقاد وباحثين مغاربة شباب، يحملون هم السؤال النقدي والمعرفي ويحاولون إضاءة هذا المشهد في أفق تحيين إشكالاته وأسئلته.