القصيدة: شريكة العاطفة في عالم الشعر

القصيدة: شريكة العاطفة في عالم الشعر

نظم بيت الشعر في الشارقة، أمسية شارك فيها كل من: د.ناشد عوض، وراد خضر، وعبد الله عبد الصبور، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت، وقدمها الفنان لؤي شانا.
افتتح القراءات الشاعر الدكتور ناشد عوض، الذي حملت قصائده دلالات وصوراً شعرية عميقة، إذ تنوعت مواضيع نصوصه بين عاطفة الحب والغوص في ذات الشاعر وعلاقته بالكتابة، ففي قصيدته التي حملت عنوان «تَشْتَقُّهُ لُغَةٌ» يقول:
هُنَاكَ يَحْفَلُ بِالْشَّمسِ الَّتي اقْتَرَحَتْ
فِيهِ السِّنِينَ فَخَطَّ الضَّوءَ وَانْتَشَرَا
يَنْدِي الوُرُودَ ويُهْدِي الرِّيحَ رَعْشَتَه
ومَا أَطَلَّ وَلَكِنْ مَا اِرْتَآهُ يُرَىٰ
هُنَاكَ لِلْفِكَرِ اللَّائِي اِنْفَرَطْنَ بِهِ
أَغْرَى الخَيَالَ فَشَادَ اللَّيْلَ وانْتَظَرَا
هُنَاكَ يَسْبَحُ فِي أفْلَاكِ دَهْشَتِهِ
لكِنَّهَ الآنَ لَا يَسْتَغْرِقُ الصُّوَرَا
أما في قصيدة «سر حيث أنت»، فيقدم الشاعر حوارية عاطفية رقيقة، تمتزج فيها الأسئلة والأجوبة الروحية، إذ يقول:
تقولُ: هذا سَبيلِي قُلْتُ: مُنْعَطَفِي
نِصْفُ الطَّريقِ أتَى، والنِّصفُ لمْ يَقِفِ
لِي وُجْهتَانِ، وبِي خَطْوٌ يُحذِّرُنِي
مِمَّا هناكَ، وخطْوٌ قالَ لَا تَخَفِ
«مَاذَا نَوْيْتَ» سَلِي النِّسيانَ «قُلْتُ لها ؛
إنِّي المُوَارَبُ بِالذَّكرىٰ فَوَا أَسَفِي
قَالتْ:«ستلْقَفُ آلامًا وتَعْبُرُها »
لكِنْ عليكَ سَيطْغَىٰ الوجْدُ قُلتُ:«صِفِي»
بعد ذلك، قدمت الشاعرة وراد نصوصاً ذات طابع غزلي وإنساني، سبرت فيها أعماق العواطف والأحاسيس، ففي نصها«ما بيننا» تجعل من الشعر رفيقا للحب، فتقول:
بيني وبينك لهفة وحنين
وقصيدة تختالُ حين نكون
تمشي الهوينى بيننا وكأنها
ليلى وأن خيالَنا المجنونُ
تلك القصيدة لن أبوح بسرّها
حسبي بأنّ حنينها موزون
راودت شعرك في جموح قصائدي
لكن بحري في هواك رزين
ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان« عصفورة الشعر» تطرقت فيها إلى موضوع علاقتها بالكتابة والشعر، فتقول:
عصفورة غضّ الخيالِ جناحُها
والدرب عاتيةُ الهبوبِ رياحُها
ناحت على الأغصان ثم تساءلت
هل يفتح القفصَ الخفيّ نواحُها
في رحلة التحليق سرب قصائدٍ
لكنّ بعداً آخراً يجتاحُها
مرّت على الآفاق قاب مذنّب
مذ صدّقت أنّ المدى ملاحُها

واختتم القراءات الشاعر عبد الله عبد الصبور، الذي انتهجت نصوصه منحى إنسانيا، ففي قصيدته التي حملت عنوان«إلى روح أبي» رسم بكلماته صورة فقد الآباء وحزن فراقهم واستعادة ذكراهم، فظهرت فيها معاني الوفاء والعرفان وتبجيل عاطفة الأبوة، إذ يقول:
إِلَى شَاعِرٍ لَمْ يَطْرُقِ الحَظُّ بَابَهُ
وَلَا قَرَأَ التَّارِيخُ يَوْمًا كِتَابَهُ
عَلَى أَرْضِهِ نَادَى السَّحَابَ وَلَمْ يَجِئْ
فَأَلَّفَ بَيْنَ العَالَمِينَ سَحَابَهُ
وَخَطَّطَ أَنْهَارًا عَلَى شَكْلِ قَلْبِهِ
وَحَاكَ مِن الصَّبْرِ الجَمِيلِ ثِيَابَهُ
وَغَمَّسَ فِي شَمْسِ (الصَّعِيدِ) اسْمِرَارَهُ
وَشَكَّلَ مِنْ طِينِ الجَنُوبِ قِبَابَهُ

أما في قصيدته« غابة الحظ» فتناول موضوع«الغربة» وتأثيراتها النفسية المؤلمة، ووصف ببلاغة آلامها وصعابها، ومما جاء فيها:
وَمَرَّ فِي غَابَةٍ لِلحَظِّ مَنْطِقُهَا:
لَا يَعْرِفُ الفَرْقَ مَن مَاتُوا وَمَنْ وُلِدُوا
فِي غَابَةِ الحَظِّ أَرْضٌ فِي مَكَانِ سَمَا
وَكُلُّ شَكٍّ بِرَأْسِ النَّاسِ مُعْتَقَدُ

وفي الختام كرّم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.