ثماني دقائق فقط | سوسن دهنيم could be rephrased as: “ثماني دقائق فحسب | سوسن دهنيم”

ثماني دقائق فقط | سوسن دهنيم  

could be rephrased as:  

“ثماني دقائق فحسب | سوسن دهنيم”

لا يوجد من لم يشعر بأنه بحاجة إلى يد تربّت على كتفه، وحضن يستجمع فيه كل شتاته، وصوت هادئ يقول له بحنّية: كل شيء سيكون على ما يرام، وكل هذا قد يحدث في ثماني دقائق فقط، فقد قرأت ذات يوم مقالاً أن «كل ما يحتاج إليه الإنسان هو ثماني دقائق يقضيها مع صديق ليشعر بأنه ليس وحيداً في فترة ألمه».
قد يبدو هذا ضرباً من المبالغة، لكنه في العمق من الواقعية، فهذا وقت ليس بالقليل لدى من يحتاج إلى صحبة خصوصاً حين تكون الدنيا أمامه مسودة، لكن هل يستطيع كل فرد منا أن يقول لغيره: أنا بحاجة إليك؟ أو هل لديك هذه الثماني دقائق لتقضيها معي؟ في اليأس كل كلمة حب تعادل ألف كلمة وكل إيماءة مواساة تعادل عمراً من التطمين، ولهذا نحن بحاجة إلى الآخرين في حزننا أكثر من فرحنا الذي ننشغل به ونشيعه من حولنا بقصد أو من دونه، نكون بحاجة إلى من نحب في العتمة أكثر من النور، لأننا نتمسك بأي يد ترشدنا إلى حيث البصيص، لكننا قد لا ندرك هذه الحاجة ولا نسعى إلى تلبيتها أو لا نملك الشجاعة لطلب العون ممن نحب خوفاً من الإثقال عليهم تارة، أو خوفاً من استغلال نقاط قوتنا تارة أخرى، أو ربما رغبة في ألاّ تهتز صورتنا القوية أمام أحد فيرانا ونحن في اللب من الانهيار أو الضعف.
بعض الأشخاص يميلون إلى الصمت وتحمل كل الوجع وحيدين، رغبة منهم في أن يعرف من يحبون بما يشعرون من غير بوح، ما يسبب الكثير من سوء الفهم والمشكلات، فما الضير من البوح بالحاجة إلى من نشعر بحبهم وقربهم؟ ولا يعني كل ما ذكرت أعلاه أننا بحاجة إلى الآخرين في أوقات ضعفنا وحزننا فقط، بل نحن بحاجة إليهم في وقت الفرح والحبور أيضاً، لأن الإنسان يميل إلى الجماعة أكثر من الوحدة، ولأن السعادة شعور معدٍ نرغب في إيصاله لكل من نحب فيشاركنا فرحنا ويفرح معنا.

[email protected]