سوريا تنفي أي تهديد من قبل أي جهة.. ورئيس الشاباك يتنقل بسرية في دمشق

أكدت السلطات السورية، أمس الأربعاء، أنها لن تشكّل تهديداً لأي طرف في المنطقة وذلك بعيد قصف إسرائيلي فجراً على جنوب البلاد بعد إطلاق مقذوفين في اتجاه هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل وكشف الإعلام العبري أن رئيس الشاباك الجديد أجرى جولة سرية في محيط دمشق، بينما أكد وزير الدفاع التركي أن بلاده تقدم دعماً لتعزيز القدرات الدفاعية السورية، مشيراً إلى أن أنقرة لا تعتزم سحب قواتها قريباً، مما يثبت لها حضوراً عسكرياً طويل الأمد في الأراضي السورية.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان: «إن سوريا لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة»، معتبرة أن هناك «أطرافاً عديدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة». واعتبرت أن «التصعيد يمثّل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية ويزيد من حالة التوتر في المنطقة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة والحلول السلمية».
في الأثناء، أفادت صحيفة «يسرائيل اليوم» العبرية، أمس الأربعاء، بأن رئيس الشاباك الجديد دافيد زيني أجرى جولة سرية في محيط العاصمة السورية دمشق. ونقلت الصحيفة العبرية عن ضابط في الجيش للصحيفة قوله: «نتجول في محيط دمشق على بعد 20 كم منها فقط، لقد كان هذا حلماً قبل عدة أشهر».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأربعاء: إن المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، زار مرتفعات الجولان المحتل برفقة وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس الأركان إيال زامير.
وقالت الصحيفة: إن هدف الجولة في مرتفعات الجولان هو إطلاع المبعوث الأمريكي على ما وصفتها بـ«التهديدات الأمنية التي تشكّلها سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع».
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحات مكتوبة لوكالة «رويترز»، أن أنقرة تقدم تدريبات واستشارات عسكرية للقوات المسلحة السورية وتعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية، مشدداً على أنه لا توجد حالياً خطط لسحب أو إعادة تموضع القوات التركية المنتشرة داخل الأراضي السورية.
وقال غولر: «إن أولويتنا في سوريا هي الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، والقضاء على الإرهاب، وندعم دمشق في هذا المسار»، مشيراً إلى أن تركيا بدأت بتقديم الدعم العسكري عبر خدمات التدريب والمشورة، إلى جانب خطوات لتعزيز الدفاعات السورية، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
وأضاف الوزير التركي: إن الحديث عن انسحاب أكثر من 20 ألف جندي تركي من سوريا لا يزال سابقاً لأوانه وأوضح أن «إعادة تقييم الوجود العسكري التركي لا يمكن أن تتم إلا بعد تحقيق السلام والاستقرار في سوريا وإزالة التهديدات الإرهابية بشكل كامل وضمان أمن حدودنا وتحقيق عودة كريمة للنازحين السوريين».
وعلى صعيد العلاقات الإقليمية، أشار غولر إلى أن تركيا وإسرائيل، التي تنفذ غارات جوية على جنوب سوريا، تجريان محادثات فنية لتفادي أي صدام عسكري في الأراضي السورية، قائلاً: «تتواصل اللقاءات الفنية بهدف إنشاء آلية لفض الاشتباك ومنع الحوادث غير المرغوب فيها، فضلاً عن بناء قناة اتصال وتنسيق ميداني»، لكنه شدد على أن «هذه الجهود لا تعني بأي شكل من الأشكال تطبيعاً في العلاقات». (ووكالات)